الاثنين 29 سبتمبر 2025 الموافق لـ 6 ربيع الثاني 1447
Accueil Top Pub

اختتام الطبعة الرابعة والعشرين للصالون الدولي للسياحة والأسفار: رهان على الابتكار الرقمي لتطوير السياحة

* طبعة استثنائية تُعيد رسم خارطة الترويج السياحي للجزائر

شكلت الطبعة الرابعة والعشرون للصالون الدولي للسياحة والأسفار، التي احتضنها الجناح المركزي في قصر المعارض بالصنوبر البحري، شرقي الجزائر العاصمة، من 12 إلى 15 جويلية الجاري، حدثا بارزا يعكس طموح الجزائر في دمج الحلول الرقمية لتطوير القطاع السياحي.

روبورتاج: عبد الحكيم أسابع

وكانت هذه التظاهرة فرصة للمختصين والمهنيين في المجال لعرض أفكار مبتكرة وتسليط الضوء على دور التكنولوجيا في إعادة تعريف مفهوم السياحة، بدءا من الترويج الذكي للوجهات السياحية، وصولا إلى الابتكارات في أنظمة الحجز والدفع الإلكتروني، إلى جانب توفير تجارب سياحية رقمية متكاملة.
وبفضل هذه المبادرات، استطاع الصالون أن يحقق نجاحا استثنائيا، مما يعكس رؤية الجزائر نحو تحقيق الريادة في السياحة الرقمية وتوسيع مكانتها على الساحة العالمية.
وفي هذا السياق شهد الصالون، ضمن برنامج لقاءاته الموضوعاتية تنظيم يوم دراسي حول "الابتكار الرقمي في السياحة في الجزائر: ابتكار بروح الأصالة"، ضمن فعاليات 2025، التي أسدل الستار على فعالياتها يوم أمس والذي جاء كفرصة للتفكير الجماعي في سبل إدماج الحلول الرقمية في مختلف مفاصل النشاط السياحي، انطلاقا من الترويج الذكي للوجهات، مرورا بالحجز والدفع الإلكتروني، وصولا إلى تقديم تجربة سياحية رقمية متكاملة.
فبرعاية وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، حورية مداحي، التي افتتحت الأشغال بكلمة أكدت فيها على '' أهمية الرقمنة كرافعة لتطوير الخدمات السياحية''، شكل هذا اللقاء متعدد القطاعات، نقطة التقاء بين مسؤولي مختلف الهيئات، وممثلي الوزارات المعنية بالرقمنة والأمن السيبراني، ومجموعة من المؤسسات الناشئة النشطة في المجال السياحي، حيث تداول المتدخلون في جملة من المحاور الحيوية، تمحورت حول: واقع وآفاق رقمنة القطاع السياحي، حماية الفضاء الرقمي، توسيع استعمال التجارة الإلكترونية في التسويق السياحي، وتمكين الشركات الناشئة من ولوج هذا السوق بخدمات مبتكرة.
وقد تميز هذا اليوم الدراسي، الذي عكس تطورا في الرؤية المؤسساتية للسياحة الرقمية في الجزائر، بتوقيع اتفاقية إطار للشراكة والتعاون بين وزارة السياحة ووزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، تهدف إلى تجسيد برنامج التحول الرقمي في القطاع، انسجاما مع الإستراتيجية الوطنية في العصرنة التكنولوجية.
كما شهدت التظاهرة توقيع العديد من الاتفاقيات بين متعاملين سياحيين وطنيين ومؤسسات ناشئة، من شأنها دعم الانتقال نحو فضاءات رقمية أكثر تفاعلا واحترافية في عرض المنتوج السياحي الوطني.
ولم تخلُ النقاشات من التركيز على أهمية تطوير منصات رقمية مخصصة للترويج للوجهة الجزائرية، تواكب التوجهات الحديثة للسياحة العالمية، وتراعي في الوقت ذاته خصوصية السياحة المحلية وثراء المخزون التراثي والثقافي للجزائر.
فاليوم، لم يعد كافيا التوفر على مؤهلات طبيعية متنوعة، أو مواقع أثرية عريقة، بل بات لزاما تقديمها للعالم في قالب رقمي جاذب، عبر الصور البانورامية، الفيديوهات التفاعلية، التطبيقات الموجهة للمستخدم، وتقنيات الواقع المعزز التي تقرب السائح من التجربة قبل أن يحزم حقائبه.
ويعكس شعار الطبعة الحالية للصالون: "سافر في رحاب الجزائر واستمتع بسياحة أصيلة وحضارة عريقة"، روح المزج بين الحداثة والأصالة، بين التقنية والهوية، فالترويج السياحي الرقمي لا يعني تذويب الخصوصيات، بل إبرازها بأساليب معاصرة، تتيح الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الزوار المحتملين، داخل وخارج الوطن، وتعزز من قابلية الجزائر للتموقع في خارطة السياحة الإقليمية والدولية.
وإذ يخطو الفاعلون السياحيون في الجزائر بثقة نحو استخدام منصات الحجز الإلكتروني، والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الذكية الموجهة للسياح، فإن التحدي الأكبر يكمن في مدى قدرة هؤلاء على التحكم التقني في هذه الأدوات، واستثمارها بما يخدم التجربة السياحية الشاملة، من الإيواء إلى الإرشاد، ومن النقل إلى الفعالية الثقافية، وهو ما يتطلب بدوره تكوينا مستمرا، ومرافقة حقيقية، وتشبيكا وظيفيا مع المؤسسات التكنولوجية الناشئة.وهكذا فإن الجزائر التي تزخر بتراث حضاري ثري، ومناظر طبيعية ساحرة، وتنوع ثقافي فريد، تقف اليوم على عتبة تحول نوعي، عنوانه الابتكار الرقمي في خدمة السياحة، وهو ما يضع جميع الفاعلين أمام تعميق هذا التوجه ما سيعطي دفعة قوية للوجهة الوطنية، ويجعل من السائح الجزائري والأجنبي، المستفيد الأول من هذا التحول، الذي يعيد تقديم الأصالة في أبهى صورها.
و لا يمكن النظر إلى '' سيتاف 2025'' إلا كمنصة استراتيجية لتجسيد هذا التوجه، حيث التقت الرؤية المؤسسية بإبداع الشباب، وانفتحت السياحة الجزائرية على آفاق رقمية جديدة، تعد بالكثير، بمواصلة الدولة دعمها، وقدرة الفاعلين على رفع التحدي، وهذا ما نحاول تسليط الضوء عليه في هذا الروبورتاج.
المجمع العمومي ''فندقة، سياحة وحمامات معدنية" في قلب التحول الرقمي

مع تزايد الاهتمام بالتحول الرقمي لتيسير خدماته وتحسين تجربة العملاء، أطلق ''مجمع فندقة، سياحة وحمامات معدنية''، التابع للقطاع العمومي، منصته الإلكترونية الجديدة للحجز عبر الإنترنت BookinAlgeria.dz، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز حضور الفنادق والمنشآت السياحية الجزائرية على الساحة الرقمية، وتسهيل الوصول إليها من مختلف أنحاء العالم.
ويأتي الهدف من إنشاء هذه المنصة حسب إحدى إطارات المجمع، في إطار استراتيجية التحول الرقمي للمجمع، الذي يعد من أبرز المجمعات السياحية التابعة للقطاع العمومي في الجزائر، وهي المنصة التي تهدف – حسب محدثتنا إلى تحسين تقديم الخدمات السياحية وتعزيز التفاعل مع العملاء باستخدام أحدث التقنيات الرقمية، مبرزة بأن ذات المنصة، تمثل نقلة نوعية في طريقة الحجز للمنشآت الفندقية والحمامات المعدنية التابعة للمجمع، حيث توفر واجهة استخدام سهلة تتيح للسياح العثور على أفضل خيارات الإقامة والحجز بكل يسر وسهولة.
وتتيح المنصة التي تعتمد نظام الدفع الآمن عبر الأنترنت والذي يشمل الدفع باستخدام بطاقات الدفع الإلكترونية المحلية، بالإضافة إلى بطاقات الدفع الدولية، للمستخدمين البحث عن أماكن الإقامة وحجزها بسهولة، مع عرض جميع التفاصيل المتعلقة بالغرف والخدمات المتاحة، مما يجعل عملية الحجز أكثر سلاسة للمستخدمين سواء من داخل الجزائر أو خارجها. ويحرص المجمع – حسب ما تبين من خلال الاتفاقيات التي أبرمها خلال الطبعة الرابعة والعشرين للصالون الدولي للسياحة والأسفار، على إقامة شراكات استراتيجية مع مؤسسات سياحية ناشئة ووكالات السفر بهدف تطوير التجربة السياحية في الجزائر. تجدر الإشارة إلى أن ''مجمع فندقة، سياحة وحمامات معدنية''، الذي أنشئ سنة 1989 في إطار استقلالية المؤسسات العمومية الاقتصادية، هو من بين أبرز المجمعات السياحية التابعة للقطاع العمومي في الجزائر، ويضم مجموعة من المنشآت السياحية الفاخرة والمرافق الحموية ذات الطابع الفريد.
ويتمتع هذا المجمع بموقع استراتيجي في قلب الجزائر، حيث يقدم خدمات متنوعة تشمل الإقامة الفاخرة في فنادق ذات تصنيف عالٍ، بالإضافة إلى الحمامات المعدنية التي تتميز بخصائص علاجية.
ويغطي المجمع نطاقا واسعا من الأنشطة السياحية تشمل السياحة الحموية الساحلية، الصحراوية، المناخية وسياحة الأعمال، كما يضم محفظة فندقية فاخرة، تحتوي على العديد من المعالم المعمارية المرموقة، موزعة عبر مختلف أنحاء التراب الوطني.
ويتميز المجمع الذي يوظف أكثر من 8000 عامل بخبرة راسخة وسجل حافل في مجال الفندقة إلى جانب استثماراته الهامة في إعادة تهيئة وتطوير بنياته التحتية بما يتماشى مع المعايير الدولية.
وبصفته رائدا في القطاع العمومي للسياحة، يفرض المجمع مكانته كمساهم رئيسي، كما يطمح ويعمل على جعل السياحة مساهما فعالا في الاقتصاد الوطني، من خلال مختلف هياكله التي تتكون من 17 فرعا منها خمسة عشر مؤسسة للتسيير السياحي و مؤسستين للتسيير الفندقي إلى جانب 79 وحدة فندقية موزعة 32 ولاية على مستوى التراب الوطني، بينها 04 فنادق صنف خمس نجوم.
* بينها ''ديزاد تريب'' للعاصمية للسياحة والأسفار
منصات القطاع الخاص تنعش الحجز السياحي الرقمي

كشفت الطبعة الرابعة والعشرين لصالون السياحة والأسفار، عن انخراط بفاعلية كبيرة للقطاع الخاص في الجزائر في الديناميكية المرتبطة بالتحولات الرقمية المتسارعة التي يشهدها العالم، فلم يبق المتعاملون السياحيون الخواص ببلادنا على الهامش، بل لقد حرصوا على مواكبة كل التطورات وتحولات العصرنة، مستفيدين من التكنولوجيات الحديثة لتطوير خدماتهم ومواكبة متطلبات السائح العصري.
فقد شهد القطاع خلال السنوات الأخيرة بروز عدد من المنصات الإلكترونية الخاصة، أنشأها فاعلون خواص بهدف الترويج للمقاصد السياحية الوطنية، وتقديم خدمات الحجز الإلكتروني للفنادق والرحلات والبرامج السياحية، بطريقة آمنة وسريعة وشفافة.
وفي هذا السياق، تبرز تجارب ناجحة مثل تجربة وكالة "العاصمية للسياحة والأسفار"، التي تمثل نموذجا للابتكار المحلي في رقمنة السياحة، من خلال تقديم خدمات حجز شفافة ومؤمّنة، تعتمد كليا على الوسائط البنكية، وتواكب المعايير الدولية في التعامل مع الزبائن والشركاء.
وفي هذا الصدد أكد مدير الاستغلال للعاصمية للسياحة والإسفار رابع العبدوني، أن إطلاق الوكالة للمنصة الإلكترونية ''ديزاد تريب''، للحجوزات الفندقية، يمثل خطوة هامة في مساعي تطوير قطاع السياحة في الجزائر، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية التي تهدف إلى رقمنة الخدمات السياحية وتعزيز تجربة المواطن الجزائري.
ويؤكد السيد العبدوني في تصريح للنصر، أنه من خلال هذه المنصة، التي تتيح للمستخدمين حجز خدمات السياحة والفنادق باستخدام البطاقات البنكية، فإن العاصمية للسياحة والأسفار تضمن مستوى عالٍ من الأمان والحماية للمواطنين، حيث تراقب المنصة جميع العمليات البنكية عبر هيئات مختصة.
أهم ما يميز هذه المنصة – حسب المتحدث - هو الشفافية الكاملة في كافة العمليات، بحيث يمكن للمستخدم الحصول على فاتورة دقيقة تضمن له حقوقه، سواء كان شخصًا طبيعيا أو معنويا، إلى جانب توفير خدمة الدعم على مدار الساعة، بحيث يمكن للمواطنين التواصل مع فريقنا في أي وقت لحل أي مشكلة قد تواجههم أثناء سفرهم.
وأضاف '' إن هذه المبادرة تعد ردا على بعض الظواهر السلبية التي شهدها القطاع في الآونة الأخيرة، حيث كانت هناك مكاتب غير مؤهلة تقوم بحجز خدمات سياحية دون ضمانات كافية للمواطنين، أما مع منصتنا، فنحن نضمن متابعة دقيقة لجميع العمليات وتقديم دعم كامل للزبائن في حال حدوث أي مشكلات''.

وشدد المتحدث على حرص مؤسسته على بناء شبكة من الفنادق المحلية والدولية تتسم بالجودة العالية والشفافية، حيث يتم الترويج لها عبر منصة '' ديزاد تريب ''، وفقا للمعايير العالمية، مؤكدا أن جميع المعاملات المالية تتم بشكل قانوني عبر البنوك، مما يضمن عدم التهرب من الضرائب والامتثال الكامل للقوانين الجزائرية.
وبعد أن أكد بأن ذات المنصة الإلكترونية تسعى لأن تكون منصة عالمية معروفة، تضع الجزائر على الخريطة السياحية العالمية، مع الحرص على تقديم تجربة سياحية مبتكرة وآمنة للمواطنين الجزائريين والسياح الأجانب على حد سواء، ق اسؤر
وتسعى منصة '' ديزاد تريب '' – يضيف ذات المصدر، إلى إنشاء شراكات وكالات السفر العالمية، بهدف خلق تعاون مشترك يسهم في تحسين تجربة العملاء وتعريف السائح الأجنبي بالقدرات والمؤهلات السياحية التي تزخر بها الجزائر وشبكة الفنادق التي تتوفر عليها.
* ربطت التاريخ بالذكاء الاصطناعي والتفاعل الافتراضي
المؤسسات الناشئة تقدم حلولا تكنولوجية تعزز الترويج

استطاعت المؤسسات الناشئة تقديم مشاركة متميزة، في الصالون الدولي للسياحة والأسفار حيث قدمت حلولا مبتكرة تسهم في تطوير القطاع السياحي في الجزائر، من خلال دمج التكنولوجيا الحديثة في خدمة الترويج السياحي وتحسين تجربة الزوار.
هذه الحلول تهدف إلى تعزيز السياحة الرقمية وتحقيق التفاعل المباشر بين السياح والمحتوى الثقافي والتاريخي للبلاد، مما يسهم في إبراز جماليات الجزائر وتراثها الغني على المستوى العالمي.
وفي هذا السياق لفتت مشاركة منصة "ألجيريا فيرتيال ترافل" لمؤسسها عزيز ياسين، فيرتيال ترافل"، الأنظار كونها جاءت بهدف تعزيز الترويج الافتراضي للوجهات السياحية في مختلف ولايات الوطن.
وأوضح السيد عزيز ياسين، للنصر أن المنصة توفر للمستخدمين تجربة زيارة افتراضية لأماكن سياحية متنوعة، تشمل المتاحف والمطاعم والمعالم الثقافية، بثلاث لغات: العربية، الروسية، والإنجليزية.
وأضاف أن المنصة لا تقتصر على كونها مجرد أداة بحث، بل تشمل تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي والزيارات الافتراضية، مما يسهم بشكل فعّال في الترويج للسياحة الجزائرية عالميا، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تمثل حلا مبتكرا لتحسين تجربة السياح وزيادة الوعي بثراء التراث السياحي الجزائري.
من جانبه حضر صاحب المؤسسة الناشئة "إسراء للإعلام'' المتخصصة في مجال التقنيات الحديثة، بتجربة جديدة بعد تجربته السابقة '' المتحف الافتراضي'' المتواجد بمحطة مترو الجزائر بساحة الشهداء في قلب العاصمة.
وأوضح السيد العايب للنصر، أن أحد مشاريعه الأخيرة التي حضر ليعرضها بـ ''سيتاف 2025'' هو التعاون مع متحف مصطفى باشا، حيث تم استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير تجربة تفاعلية للزوار، إذ يمكن للزوار استخدام هواتفهم المحمولة للتفاعل مع مجسمات تاريخية داخل المتحف، مثل مجسم مصطفى باشا، والاستماع إلى معلومات تاريخية موثقة عبر الصوت.
وأوضح صاحب مؤسسة '' إسراء''، أن هذا النظام يوفر دليلا رقميا موثوقا ومؤرخا، مما يتيح للزوار اختيار اللغة التي يفضلونها للاستمتاع بتجربة غنية بالمعلومات.
كما شهد الصالون مشاركة عدة مؤسسات مصغرة قدمت منصات إلكترونية مبتكرة تتيح التفاعل بين الشركات أو تسويق المنتجات والخدمات السياحية مباشرة للمستهلكين النهائيين، مما يعزز من تطور المنظومة السياحية الرقمية في الجزائر.
وتُعد كل هذه المبادرات الرقمية، دليلا على وعي هؤلاء المتعاملين السياحيين الجزائريين وأصحاب المؤسسات الناشئة بضرورة عصرنة النشاط السياحي، والانتقال به من الطرق التقليدية إلى حلول ذكية تستجيب للمعايير الدولية، باعتبار أن هذه المنصات، لا تقتصر على التعريف بالوجهات، بل توفر أيضا خدمات متكاملة تشمل الحجز الفوري، والدفع الإلكتروني، ومرافقة الزبون قبل وأثناء وبعد الرحلة، مما يعزز الثقة والمصداقية لدى السائح المحلي والأجنبي على حد سواء، ما يساهم في ترقية وجهة الجزائر وهو ما يتماشى مع استراتيجية الدولة الرامية إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز القطاع السياحي كأحد المحاور الرئيسية للنمو الاقتصادي.
* وزارة المجاهدين تدخل عالم السياحة الثقافية عبر الرقمنة
المتحف الوطني للمجاهد نافذة رقمية على تاريخ الجزائر

من خلال مشاركتها في الصالون الدولي للسياحة والأسفار، شدّ جناح وزارة المجاهدين وذوي الحقوق الأنظار لما تميز به جناحها الذي جمع بين الأصالة والحداثة، حيث قدمت تجربة فريدة في ربط السياحة بالذاكرة الوطنية، مستعرضة جهودها في رقمنة المتاحف التاريخية، وفي مقدمتها المتحف الوطني للمجاهد.
خلال زيارتنا للجناح، أتيحت لنا فرصة التحاور مع الدكتور أسامة حوحو، رئيس قسم البحوث المرتبطة بالمجموعات التاريخية والثقافية بالمتحف الوطني للمجاهد، الذي أوضح أن هذه المشاركة تدخل في إطار الترويج لما يُعرف بـ"السياحة الذاكرية"، وهي سياحة تعنى بالمواقع والأماكن التاريخية المرتبطة بفترة المقاومة الجزائرية، الممتدة من 1830 إلى 1962، بما يشمل أيضا إعلام المقاومة المسلحة والسلمية، والمعتقلات، ومراكز التعذيب، وكافة الشواهد الحية التي تجسد كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.
وأشار الدكتور حوحو، إلى أن الهدف من هذه المشاركة هو تحسيس الشباب والسياح على حد سواء، بأهمية التراث الثوري والمواقع التاريخية في تشكيل الوعي الوطني، وكذا دعوتهم إلى اكتشاف الجزائر من زاوية تاريخها المقاوم الغني، من خلال أدوات رقمية متطورة تتيح زيارة المتاحف والتفاعل مع محتواها عن بُعد.
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى نماذج من التحول الرقمي الذي باشرته وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، من خلال رقمنة أرشيف المتاحف الوطنية و الجهوية، وتطوير تطبيقات وجولات افتراضية تسمح بالولوج إلى محتويات نادرة تضم وثائق أصلية، صورا، مقاطع فيديو، وشهادات حية، وكلها موثقة ومحفوظة ضمن قواعد بيانات مؤمنة.
هذه التجربة، التي تمزج بين الوظيفة التربوية للمتاحف والدور الترويجي للسياحة الثقافية، تعكس رؤية عصرية لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، مفادها أن التاريخ ليس فقط موروثا محفوظا في الذاكرة، بل موردا ثقافيا واقتصاديا يمكن استثماره من خلال الرقمنة، لإبراز صورة الجزائر الحضارية والتاريخية أمام العالم.
ومن بين المشاريع التي يعكف قطاع المجاهدين وذوي الحقوق على تنفيذها في إطار تطوير أداء الهياكل التابعة لها، رقمنة المؤسسات المتحفية تحت الوصاية، وإدخال أحدث الحلول التكنولوجية على نشاطاتها، لأهمية دورها في التعريف بالتراث التاريخي المادي واللامادي للبلاد، وإثراء وكتابة وصون التاريخ الوطني، سيما وأنها تحتوي رصيدا سمعيا - بصريا وأرشيفا ، ماديا.
وفي هذا الصدد يشهد المتحف الوطني للمجاهد، بالجزائر العاصمة قفزة نوعية فيما يتعلق بعملية عصرنة الخدمات المتحفية التي يقدمها وخدمة والعرض المتحفي، حيث استحداث طرق وأساليب جديدة لتدوين وتلقين تاريخ الجزائر للشباب والناشئة عن طريق رقمنة المعلومة التاريخية ومرافقتها بالوسائط التكنولوجية الحديثة على غرار خلق فضاءات افتراضية لتجسيد أحداث ووقائع تاريخية باستخدام نظارات ثلاثية الأبعاد.
وفي سياق ذي صلة كان المتحف قد باشر في إدراج "تقنية الهولوغرام" على مستوى أجنحة قاعة العرض لاستقطاب الزوار من خلال تجسيد شخصيات تاريخية واقعيا ومعلوم أن ''الهولوغرام '' هي تقنية تسمح بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد باستخدام أشعة الليزر، بحيث تطفو الصورة في الهواء كمجسم هلامي فيه طيف مـن الألوان ليتجسد على الشكل المراد عرضه، وذلك باستخدام جهاز ليزر، ومقسم للأشعة، وعدسات ومرايا، إضافة إلى فيلم هولوغرافي.
* محافظ الصالون أمين بلحواجب يؤكد
الجزائر أبهرت الزوار ونراهن على الرقمنة السياحية

أكد محافظ طبعة الصالون الدولي للسياحة والأسفار، أمين بلحواجب، أن الطبعة الرابعة والعشرون لهذه التظاهرة، التي اختُتمت أمس، شهدت نجاحا نوعيا على كافة الأصعدة، وفق تقييم أمين بلحواجب، معتبرا أن هذه الدورة "مميزة بكل المقاييس"، سواء من حيث التمثيل الدولي الواسع، أو من حيث ثراء العروض وحجم المشاركة الوطنية والأجنبية.
وقال بلحواجب في تصريح للنصر إن هذه الدورة اتسمت بحضور أجنبي قوي، حيث شاركت 27 دولة من مختلف القارات، بما يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بوجهة الجزائر السياحية، مشيرا إلى أن عدد العارضين بلغ أكثر من 320 مشاركا من مختلف التخصصات السياحية، بما في ذلك وكالات السفر، الفنادق، مؤسسات التكوين، والمبادرات الشبابية الناشئة.
وأضاف محافظ الصالون أن الفعالية عرفت أيضا تخصيص جناحين نوعيين؛ أحدهما للصناعة التقليدية وآخر خاص بفنون الطبخ الجزائري، وهو ما أضفى بعدا ثقافيا عميقا على النشاط وسمح للزوار باكتشاف تنوّع التراث غير المادي الجزائري، مشيرا إلى أن من أبرز ما ميز هذه الدورة أيضا هو الحضور النوعي للمؤسسات الناشئة التي حظيت بـ"حصة الأسد"، من خلال عرض مشاريع مبتكرة في مجال الرقمنة والترويج السياحي، وذكر بأن مشاركة هذه المؤسسات أسفرت عن إبرام 15 اتفاقية شراكة مع مؤسسات ومجمعات جزائرية، وهو ما اعتُبر مؤشرا إيجابيا على الانفتاح التدريجي لقطاع السياحة على الحلول الرقمية.
وأشار المتحدث إلى أن الصالون لم يكن فقط معرضا تقليديا بل مثّل جسر تواصل حيّ بين المتعاملين السياحيين الأجانب ونظرائهم الجزائريين، حيث تمت برمجة زيارات ميدانية لكبار الوفود إلى مواقع تراثية وتاريخية داخل العاصمة، على غرار القصبة، وأخرى استكشافية إلى ولاية تمنراست، مكنت الزوار الأجانب من اكتشاف مدى غنى العمق الحضاري والثقافي والطبيعي للجزائر.
وأبرز في ذات السياق بأن الكثير من الأجانب المشاركين، كانوا يعتقدون أن الجزائر بلد حار طوال العام، لكنهم اكتشفوا أن بعض المناطق، مثل تمنراست، تتمتع بمناخ معتدل صيفا، ومناظر طبيعية آسرة لا تقل جمالا عن أشهر الوجهات العالمية، مؤكدا أن هذه التجارب الحيّة تمثل أقوى وسيلة للترويج السياحي.
أما بخصوص الشعار الذي حملته الطبعة الحالية "سافر في رحاب الجزائر واستمتع بسياحة أصيلة وحضارة عريقة"، فقد اعتبره محافظ الصالون تجسيدا واقعيا لما تمت معاينته ميدانيا من تفاعل وانبهار الزوار، ودليلا على تطور النظرة العامة للجزائر كوجهة تستحق الاستكشاف.
وحسب تقييم محافظ الصالون فإن هذه الدورة وضعت أسسا جديدة لترقية السياحة الجزائرية، خصوصا في ظل التوجه المتنامي نحو الرقمنة و العصرنة، وفتحت آفاقا واعدة لتعاون أوسع بين الفاعلين المحليين والدوليين.

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com