أدرجت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 50 عرض تكوين جديد لفائدة حاملي شهادة البكالوريا دورة جوان 2025، من بينها عديد التخصصات الموجهة حصريا لحاملي البكالوريا شعبة آداب و فلسفة، على غرار تخصص إدارة نظم المعلومات الصحية وإدارة المطارات والعبور والاتصال التسويقي.
حيّنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مدونة التخصصات الجامعية التي يضمنها القطاع لحاملي شهادة البكالوريا الجدد، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل، ويساهم في تجسيد الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى تكريس اقتصاد المعرفة، عبر توسيع قائمة التخصصات ذات الصلة بالمجال الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وكشف في هذا السياق المستشار الإعلامي لوزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الجبار داودي في تصريح خص به «للنصر» عن اتخاذ عدة إجراءات جديدة تحسبا للدخول الجامعي للموسم 2025/2026 لصالح الناجحين في شهادة البكالوريا، بما يساعدهم على تجسيد رغباتهم خلال مرحلة انتقاء التخصصات التي تضمن لهم فرص عمل مناسبة، وتقحمهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأفاد المصدر بأن الوزارة قامت بتأهيل 50 عرض تكوين جديد لفائدة حاملي شهادة البكالوريا دورة جوان 2025، منها 14 عرض تكوين مخصصة حصريا لحاملي شهادة بكالوريا شعبة آداب وفلسفة، وذكر من بينها إدارة نظم المعلومات الصحية، وإدارة المطارات و العبور، والاتصال التسويقي وإدارة العلاقات مع الزبائن.كما أدرجت الوزارة تخصص التداول والأسواق المالية، والتفاوض والتكنولوجيا المالية، إلى جانب إعلام واتصال صحي، واعتمدت الوصاية لأول مرة تخصصا جامعيا يتعلق بتاريخ وبيانات ضخمة، ومصمم ثلاثي الأبعاد تخصص مؤثرات خاصة.وأوضح المستشار الإعلامي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن عروض التكوين الجديدة التي سيتم إطلاقها مع بداية الموسم الجامعي المقبل، تم توطينها على مستوى 56 مؤسسة جامعية، بما يخفف عن الوافدين الجدد على قطاع التعليم العالي عناء التنقل إلى ولايات بعيدة للدراسة ضمن التخصص المختار.كما يهدف القرار المتعلق بتوطين العروض الجديدة للتكوين في عدة مؤسسات جامعية إلى تلبية رغبات الطلبة الجدد بشكل يحقق آمال حاملي شهادة البكالوريا في مزاولة الدراسة الجامعية في تخصصات تضمن لهم مكانة في اقتصاد المعرفة، وتمكنهم من استحداث مؤسسات مصغرة تساهم في تقديم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وتوفير مناصب شغل جديدة لصالح الشباب.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري أكد في ندوة صحفية نشطها أول أمس، بأن المنشور الوزاري المتعلق بتوجيه حاملي شهادة البكالوريا الجدد، الذي تم المصادقة عليه إلكترونيا، يحرص على توجيه نسبة 65 بالمائة من حاملي شهادة البكالوريا دورة 2025 نحو تخصصات علمية وهندسية وتكنولوجية، تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية في الشق المتعلق ببناء اقتصاد المعرفة، وأضاف أيضا بأن عروض التكوين الجديدة المعتمدة من قبل الوصاية ترمي إلى تحقيق ذات المرامي.وتعرف عديد التخصصات الجامعية تشبعا من حيث عدد الطلبة المسجلين بها، مما قد يطرح إشكالية في كيفية إيجاد مكانة لهم في سوق العمل، جراء تركيز الكثير من حاملي البكالوريا على تخصصات بعينها دون الأخرى، بسبب مساهمتها على مدار السنوات الماضية في توظيف حاملي الشهادات الجامعية، لكنها أضحت اليوم غير قادرة على استقطاب خريجين بنفس الأعداد والنسب السابقة، من بينها التخصصات الاجتماعية كالحقوق والتعليم والتربية الرياضية.
وتسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال تحيين مدونة التخصصات الجامعية، لتشجيع الطلبة الجدد لولوج عالم الرقمنة والمعرفة، بدل التركيز على التخصصات التقليدية، كما ترمي أيضا إلى ترقية التعليم العالي وتحسين جودة التعليم، بجعل حاملي الشهادات الجامعية مشاركين فعليين في تحقيق التنمية وفرص العمل عوض البحث عنها.
وتتماشى التخصصات الجديدة التي تم استحداثها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع مهن المستقبل التي يتم إرساؤها وتوسيعها بصفة تدريجية من قبل السلطات العمومية، لتعويض التخصصات الجامعية التقليدية المشبعة في سوق العمل، ولا تحقق أهداف التنمية المنشودة.
وسبق للوزارة الوصية أن قامت بخطوة هامة في هذا المجال باستحداث مدرسة عليا للذكاء الاصطناعي وأخرى خاصة بالأمن السيبراني، والروبوتيك، لتحضير إطارات المستقبل لخوض الثورة الرقمية والتكنولوجية، وضمان السيادة الوطنية في هذا الميدان.
لطيفة بلحاج
