دعا وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، أمس الاثنين، الأولياء إلى ضرورة مرافقة أبنائهم المتمدرسين، والتعاون والتنسيق الدائم مع المؤسسات التعليمية لوقاية الأجيال من الثلاثي القاتل، أي الشاشات والمحتوى الرقمي غير المنضبط والمؤثرات العقلية والمخدرات.
وقال محمد صغير سعداوي في مداخلة ألقاها بمناسبة تنظيم أسبوع الصحة المدرسية بجامع الجزائر، إن تنظيم أيام إعلامية للحديث عن المخاطر التي تهدد صحة الأجيال الصاعدة لا يكفي لترسيخ الصحة المدرسية وحماية التلاميذ من الآفات التي تهدد صحتهم، لاسيما تعاطي المؤثرات العقلية، داعيا الآباء إلى ضرورة الانخراط في الجهود القائمة، والانضمام إلى العمل المشترك حفاظا على سلامة الأجيال.
وأفاد الوزير بتسجيل تقدم تلاميذ طواعية إلى إدارات المؤسسات التعليمية للتصريح بحيازتهم مؤثرات عقلية، مما اعتبره مؤشرا هاما يستوجب اليقظة والمتابعة، مؤكدا بأن مثل هذه الحوادث تستدعي ضرورة الاشتغال بعمق على ملف الوقاية داخل المؤسسات التربوية.
وحث الوزير في هذا الصدد الآباء على ضرورة مراقبة محتويات محافظ أبنائهم وملابسهم بصورة يومية ودائمة، مع الحرص على تنسيق الجهود لحماية الأجيال من المخاطر التي تهدد صحتهم وسلامتهم.
وأضاف سعداوي بأن محاربة الآفات التي تهدد صحة وسلامة المتمدرسين يتطلب العمل الدائم والمستمر، وعدم الاكتفاء بتنظيم أيام إعلامية وتحسيسية، لأن الأمر لا يعدو مجرد مناسبة ظرفية عابرة، بل يتعلق ببرنامج وطني دائم يشمل المتابعة النفسية والدعم والإرشاد داخل المؤسسة التعليمية بهدف ترسيخ الصحة كجزء أساسي من الحياة المدرسية.
كما أكد المصدر على ضرورة تحويل اليوم الوطني للصحة المدرسية إلى تقليد سنوي، مع إرفاقه ببرامج متابعة وتقييم مستمر، لضمان استمرارية العمل وتوسيع أثره داخل الوسط التربوي.
وقال وزير التربية الوطنية إن حماية التلاميذ من الآفات التي تهدد صحتهم هي مسؤولية جماعية، تتقاسمها الأسرة والمدرسة والمجتمع، وتستدعي العمل المشترك للتصدي لما وصفه بالثلاثي القاتل، ادمان الشاشات والمحتوى الرقمي غير المنضبط والمؤثرات العقلية والمخدرات.
وجعلت وزارة التربية الوطنية من الصحة المدرسية عنوانا رئيسيا للدخول المدرسي للموسم 2025/2026، الذي تم إطلاقه في ظل تنسيق محكم مع قطاع الصحة لضمان المرافقة الصحية والنفسية لنحو 12 مليون تلميذ في الأطوار الثلاثة، من بينهم حوالي 1 مليون تلميذ جديد.
كما تم تدعيم وحدات الصحة المدرسية الموزعة على مختلف المقاطعات التربوية بمناسبة الدخول المدرسي بالكميات الكافية من الأدوية، مع توجيه تعليمات لمديريات التربية بإعداد برنامج للصحة المدرسية موازاة للبرنامج التعليمي، وتكييفه مع كل طور تعليمي.
وتم في هذا السياق التركيز في الطور الابتدائي على كل ما يتعلق بالصحة الجسمية والتغذية السليمة للتلاميذ، في حين تم التركيز في الطور المتوسط على الصحة النفسية ومخاطر المؤثرات العقلية والشاشات، وفي الطور الثانوي برمجت الوصاية لقاءات مع مختصين للحديث عن مخاطر المخدرات وسبل الوقاية منها، تنفيذا لبرنامج الصحة المدرسية.
ودعت الوصاية الشركاء الاجتماعيين لوزارة التربية، من بينهم جمعيات أولياء التلاميذ لمرافقتها في تنفيذ البرنامج الخاص بالصحة المدرسية، مؤكدة حرص القطاع على مرافقة التلاميذ صحيا ونفسيا وجسديا موازاة مع تنفيذ المقرر الدراسي.
ويشار في هذا السياق إلى الحملة الميدانية التي أطلقتها وحدات الكشف الصحي التابعة لمؤسسات الصحة الجوارية لمرافقة التلاميذ خلال الدخول المدرسي عبر الوقاية والفحص المبكر والرعاية النفسية، تجسيدا للبرنامج المشترك القائم بين قطاعي التربية الوطنية والصحة لوقاية الأجيال الصاعدة من الآفات التي ترمي إلى هدم عقولهم ورهن مستقبلهم.
ويذكر أيضا بأن وزير التربية الوطنية حذر بمناسبة الدخول المدرسي الحالي من الممارسات السلبية التي تفشت في الوسط الطلابي، من بينها استهلاك مشروبات الطاقة وإدمان الشاشات، ووجه دعوة صريحة للأولياء لمرافقة الأبناء، ودعم الجهود القائمة على مستوى المؤسسات التعليمية للحد من هذه الظواهر. لطيفة بلحاج