أختتم مهرجان "سيرتا للفيلم القصير"، بتتويج ثلاثة أعمال مختارة من لجنة التحكيم، في احتفالية نظمت بالمسرح الجهوي بوسط مدينة قسنطينة، عرفت حضور وجوه فنية معروفة منحت الشباب فرصة الاحتكاك وشاركتهم انجازاتهم وأفراحهم، وسط دعوات لترسيم التظاهرة.
وحققت الطبعة الأولى من مهرجان "سيرتا للفيلم القصير"، نجاحا من حيث تحقيق الأهداف المبرمجة، وكذا من حيث الإقبال الكبير للجمهور القسنطيني، مع مشاركة فنانين كبار على المستوى الوطني خلال حفل الافتتاح أو الختام، والذي عرف تتويج فيلم "ذات مرة" من إخراج أحمد رقاد بالجائزة الأولى، فيما نال فيلم "زهرة" من إخراج إبراهيم دندان الجائزة الثانية، وفيلم "القناع" من إخراج فيصل قادة، وأُختير 12 فيلما من 44، للمشاركة في المسابقة النهائية التي عرفت تتويج الأفلام الثلاثة سالفة الذكر.
ونظمت جمعية "أبدع" للثقافة والفنون والشباب، هذه التظاهرة الفنية، بمشاركة أفلام ذات مستوى مقبول، تناولت مواضيع درامية وثورية واجتماعية، إلا أن المنظمين لم يكتفوا بالجانب التقني، حيث أن شملت التظاهرة، ورشات تكوينية "ماستر كلاس" احتضنتها قاعة "سينيماتيك" قسنطينة، لتكوين الممثلين والمخرجين الشباب، من تأطير المخرج إدريس بن شرنين، الذي اوضح أن فترة 3 أيام لم تكن كافية لتلقين محتوى شامل، إلا أنها سمحت بالتركيز على نقاط أساسية مفيدة للشباب مستقبلا، مستحسنا الإقبال الكبير للشباب على هذه الورشة.
وصرح الفائز بالجائزة الأولى، أحمد رقاد، القادم من ولاية النعامة، أنه سعيد بالجائزة خاصة وأن الفيلم الفائز من انجازه سواء تعلق الأمر بالحوار أو الإخراج، معبرا عن فخره بالتتويج بأول نسخة من تنظيم قسنطينة للفيلم القصير، مضيفا أن الفوز يعتبر ثمرة عمل جماعي، مؤكدا أن المستوى كان جيدا وعرف منافسة من زملائه، متمنيا تنظيم طبعات أخرى لهذه التظاهرة.
وأكد رئيس جمعية "أبدع" للثقافة والفنون والشباب، حمزة قش، أن تنظيم مثل هذه التظاهرات بمثابة تشجيع للشباب الهاوي وللفن السابع، خاصة وأن المهرجان كان فرصة كبيرة مكنتهم من الاحتكاك مع مخرجين وممثلين ومنتجين من الوجوه الفنية المعروفة، معتبرا أن التنظيم كان ناجحا، متمنيا تنظيم طبعات أخرى، خاصة وأن التظاهرات القادمة ستعرف توسيع النشاطات الفنية أين ستشمل الموسيقى التصويرية وأنواع أخرى، وتحدث عضو لجنة التحكيم، المخرج عادل محسن، عن الأفلام المقدمة والتي تحلت حسبه، بوعي سينمائي عميق لدى جيل جديد من الشباب مشيدا بتجربة عرض أنواع درامية جديدة وكتابات روائية جيدة، مطالبا الشباب المشاركين بالعمل أكثر لتطوير قدراتهم.
وأكد المكلف بالإعلام لهذه التظاهرة، عبد العالي لرقط، أن مثل هذه المهرجانات أعادت السينما المحلية للواجهة وإلى مجدها القديم التي كانت عليه، متحدثا عن نجاح هذه التظاهرة بعيدا عن الجانب التقني والفني، من حيث الوجوه البارزة الحاضرة، إضافة إلى خلقها لفضاء ومساحة مكنت من احتكاك الجيل الجديد بالقديم، إضافة إلى أنها أخذ بعدا آخرا يتمثل في الترويج السياحي والثقافي لولاية قسنطينة، أين حضرت أفواج سياحية أجنبية، عروض الأفلام، بعد اطلاعهم على البرنامج من خلال الملصقات الترويجية للتظاهرة، وأعجبوا كثيرا بتلك الأفلام، معترفا ببعض النقائص التي صادفت التنظيم، واعدا بتداركها في الطبعات القادمة، خاصة وأن الجمعية قررت تحويل هذه التظاهرة إلى تقليد سنوي تحتضنه ولاية قسنطينة.
وعرف حفل الختام، تكريم عدد منم الفنانين البارزين على الساحة الوطنية، أمثال حسان بن زراري، نورة بن ناصر، نور الدين بشكري وهاجر زيراوي، وغيرهم من الفنانين الذين حضروا حفل ختام التظاهرة، وحثوا الشباب على ضرورة مواصلة العمل لتطوير قدراتهم الفنية، مستحسنين الإقبال الكبير من الجيل الجديد على الفن السابع، متمنين تنظيم طبعات أخرى مستقبلا، إضافة إلى تكريم المشاركين في ورشات التكوين سواء المخرجين أو الممثلين، وأعضاء لجنة التحكيم وكل المساهمين في التنظيم وعلى رأسهم جمعية نوميديا للفنون متمثلة في رئيسها ياعو لونيس، كما لم ينس المنظمون دور وسائل الإعلام في الترويج لهذه التظاهرة، ليقوموا بتكريم 3 وسائل إعلامية في مقدمتها جريدة "النصر". حاتم بن كحول