تجري أشغال ترميم كنيسة القديس سيبريان التاريخية، المتواجدة بقلب واجهة البحر(ساحة الثورة) بمدينة القالة، بغرض تحويلها إلى متحف ثقافي – سياحي، بعد أن ظلت هذه القطعة الأثرية الهامة عرضة للعوامل الطبيعية ودون استغلال لسنوات، حتى أنها كادت أن توشك على الانهيار، قبل تدخل السلطات المحلية.
وذكرت مصادر مسؤولة بمديرية الثقافة لولاية الطارف، للنصر، أنه تم تخصيص غلاف مالي للمشروع قدره 12 مليار سنتيم، من أجل إعادة الاعتبار للكنيسة العريقة من كل جانب وهي التي ارتبط اسمها برمزية المدينة السياحية، ذلك أنه لا يمكن للزائر زيارة عروس المرجان دون المرور على هذا الهيكل التاريخي الشامخ قبالة الميناء القديم للصيد، مشيرة إلى أن أشغال الترميمات التي أوكلت إلى مؤسسة مختصة ومحل متابعة من قبل مكتب دراسات للحرص على مطابقة نوعية الشكل الهندسي للكنيسة، جارية بوتيرة متسارعة لاستكمالها في أقرب وقت، من أجل إعادة فتحها أمام السياح والزوار بحلتها الجديدة، مضيفا أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الإدارية والتقنية للتكفل بمعالجة كل الأضرار العميقة التي طالت الكنيسة وخصوصا منها الانهيارات والتصدعات، بعد أن ظل المكان مغلقا ودون استغلال منذ سنوات، ما انعكس سلبا على الكنيسة بفعل الانهيارات الجزئية المسجلة في كل مرة، لاسيما على مستوى الأسقف العلوية، نتيجة لعدم التكفل بترميمها دوريا، للحفاظ عليها واستغلالها، في ما يعود بالصالح العام والمنفعة على المدينة، خاصة تنشيط وتشجيع السياحة الثقافية المحلية، من خلال التعريف بهذه القطعة الأثرية الهامة، ذلك أن كنيسة القالة تعد معلما أثريا بامتياز، كونها أقدم كنيسة في شمال أفريقيا، يعود بناؤها إلى القرن الثامن عشر، غير أن الإهمال الذي طالها، حولها إلى فضاء مهجور وأحيانا تستغل في تنظيم المعارض الاقتصادية كما استغلت كمركز عبور لإيواء العائلات دون مأوى ، لتتحول في نهاية المطاف إلى هيكل مهجور تعشش فيه الطيور وعرضة للانهيار في كل لحظة.
وأكدت المصادر، أنه وبمجرد الانتهاء من عملية ترميم كنيسة القالة، سيتم تحويلها إلى متحف لإبراز الموروث الثقافي، السياحي والتاريخي للولاية، مع دعمها بمختلف القطع الأثرية الشاهدة على تعاقب الحضارات التي مرت بالمنطقة وهو ما من شأنه إعطاء دفع للسياحة المحلية والحركة الثقافية والتاريخية، كاشفة عن استفادة قطاع الثقافة برسم البرنامج القطاعي، من مبلغ قدره 6 ملايير سنتيم، لإعادة الاعتبار لمتحف الخرز ودار الحاكم المتواجدتين في شبه الجزيرة بالقالة واللذان يوجدان بدورهما في حالة مزرية وسجلت بهما انهيارات جزئية والأشغال جارية لإعادة الاعتبار، على أن يتم تخصيص الرواق الموجود في الهواء الطلق والذي يطل على البحر بمتحف الخرز، إلى فضاء للفنانين التشكيليين ، بالنظر للمناظر السياحية وإطلالة الموقع الخلاب وهدوء المكان، بعد أن تم إطلاق عدة حملات للتنظيف وتزيين قلعة الطاحونة المتواجدة بأعالي مدينة القالة والتي تطل على البحر، لإعطائها وجها سياحيا يليق بجمالية المكان الذي يبقى مقصدا العائلات والسياح، في انتظار الفصل في ملف الموقع لإخضاعه لعملية تهيئة وترميم شاملة .
وأعلن المصدر، عن الموافقة المبدئية للوصاية، على تسجيل مشروع لترميم قصر لآلة فاطمة الأثري ببلدية العيون الحدودية والذي يعول عليه ليصبح وجهة سياحية بامتياز، بعد أن تم الانتهاء من الدراسات التقنية المطلوبة، بعد أن تم تصنيف ثلاثة مواقع ثقافية ويتعلق الأمر بكل من الحصن الفرنسي، الكنيسة وقصر لآلة فاطمة، على أن يتم في غضون الأيام المقبلة، إدراج مواقع أخرى أمام اللجنة الوطنية للتصنيف، مع العلم أن ولاية الطارف، يضيف المصدر، تعد بمثابة فضاء مفتوح في الهواء الطلق للمواقع الأثرية والتاريخية، حيث تحصي أزيد من 346 موقعا ، شاهدة على تعاقب مختلف الحضارات القديمة. نوري.ح
