الاثنين 29 سبتمبر 2025 الموافق لـ 6 ربيع الثاني 1447
Accueil Top Pub

عـقــــد

من حقّ المُبدع والفنّان أن يستفيد من عائدات إبداعه وفق القوانين والقواعد المُتعارف عليها عالميًا، ويتطلّب منه ذلك أن يكون مُبدعا وأن يحقّق "منتوجه" عائداتٍ، و فق منطق السّوق غير الرّحيم.. وكم سيكون رائعًا لو كانت العائدات كبيرة تضمن الرّفاه للمُشتغلين في مختلف حقول الفنّ، لأنّ ذلك يجعل المبدع مكتفيًا بما حَصّلَ، و يُنهي مشاهد "القِتال" على أبواب الرّيع ومظاهر التودّد لمسؤولي الثقافة!

و يفترض في جميع الحالات، أن يكون المُبدع قادرًا على قراءة المحيط الذي يتحرّك فيه، ويطرح الأسئلة الضروريّة، من نوع: كم ستبلغ مبيعات كتابي؟ هل ستغطي مداخيل فيلمي تكاليف إنتاجه؟ هل سيقبل الجمهور على مسرحيتي؟...
تمكّن الإجابة على الأسئلة المذكورة، مُعزّزة بالتجربة، السّائِل من معرفة طبيعة مُجتمعه بالشّكل الذي يجعله يتصرّف بواقعيّةٍ، ويتجنّب التّصرفات التي قد تضعه في مواضع سخريّةٍ، كادعاء العالميّة والتّأثير في المجتمع وإرباك السيّاسيين، وغيرها، كما تمكنّه من اختيّار أسلوبٍ في العيش، يجمع فيه بين النّشاط الوظيفي والإبداع باعتباره ولعًا ذاتيًا لا يمكن الاستغناء عنه، كما هو حال كثير من الكُتّاب في المجتمعات التي لا تقرأ الكتب، أو تُباع فيها الكتب بأرقامٍ ضئيلة لا تغني كاتبها وناشرها والماشي بينهما.
و لا شكّ أنّ دعم الدولة للثّقافة والفنون، ضرورة، في مجتمعات لم تتحوّل فيها النّشاطات المرتبطة بهما إلى صناعة واقتصاد قائم بذاته، وقد يدخل في صميم التنميّة البشريّة، لكنّ الانحرافات التي تمّ تسجيلها تحت عنوان الدعم، أنتجت طبقة منتفعة تحتاج إلى "فطام" مثلما يحتاج تسيير القطاع إلى حكامة تراعي الأبعاد الرمزيّة للثقافة وتضع "القيمة" ضمن أول الأهداف، لأنّ الفنون والآداب، هي الصّورة الحقيقيّة للأمم وهي عنوانها الذي قد يجعلها مرئيّة على المسرح الكوني أو مُغفلة، شريطة أن تخضع هذه الرّعاية إلى معايير الشفافيّة والاستحقاق، حتى لا تتحوّل إلى قيدٍ أو جزرة.
ويجب أن تكون هذه المعايير معلومة وأشبه ما تكون بعقدٍ بين المجموعة الوطنيّة وصنّاع الجمال، بشكلٍ يصون جسم الثقافة و كرامة المُبدع إذ يعفيه من رفع اللّوائح والمطالب التي قد تكون وجيهةً ونبيلةً في وجهِها الظاهر، لكنّها تُشير إلى الجزرة في وجهِها المُضمر!

المزيد من الأعمدة

عـقــــد

من حقّ المُبدع والفنّان أن يستفيد من عائدات إبداعه وفق القوانين والقواعد المُتعارف عليها عالميًا،...

  • 29 سبتمبر 2025
بوصلــــة

باتت وسائطُ التّواصل الاجتماعي توجّه خطابات نُخبٍ تتغذى على الشّائع والرّائج، في قلبٍ للأدوار، حيث أعفى...

  • 18 أوت 2025
لصوصُ الفرح

يعبّر التقدير الاجتماعي للمتفوّقين في الامتحانات عن مظهر صحيّ، قد يكون حافزًا للنّاجحين في مواصلة...

  • 28 جويلية 2025
مائدةٌ في الجنّة

حين يتمنى طفلٌ الموتَ، لأنّه لا يجد ما يأكل بعد نفاد أوراق الأشجار وأعلاف الحيوانات، فإنّ ذلك يعني أنّ...

  • 21 جويلية 2025
لا يصدأ !

تعبّر النّخب "الحقيقيّة" عن عبقريّة أممها وتتحوّل إلى رصيدٍ رمزي ووسيطٍ في الحوار مع الشعوب...

  • 14 جويلية 2025
سحت

يحاولُ حملةُ أقلامٍ يكتبون في الصّحافة الفرنسيّة الزج بالجزائر في محاور مُستهدفة، بل ويجتهدون في...

  • 30 جوان 2025
لُقــــاح

سليم بوفنداسةتحوّل تغليفُ الباطل برداء الحقّ إلى صِناعة مضمونة الرّواج، بسبب فوضى فكريّة ناجمة عن...

  • 24 جوان 2025
حربٌ تُخفي أخرى

  سليم بوفنداسةتُخفي الحربُ الدائرة حربًا مُضمرة، قد تُسمى باسمها خارج الدوائر الرسميّة والأدبيّات السياسيّة...

  • 17 جوان 2025
بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com