يشتكي سكان العديد من أحياء عاصمة الولاية المسيلة و خاصة أحياء 1000 مسكن، 216 مسكنا، 256 مسكنا و 128 مسكنا و غيرها من الأحياء بوسط المدينة، من انتشار الناموس بشكل كثيف في الفترة الأخيرة.
و هو ما ضاعف من مخاوف تزايد حالات الإصابة بداء الليشمانيا الجلدية بينهم، في ظل تأخر مصالح البلدية هذه السنة في حملة مكافحة الحشرة الناقلة للداء و التي يتم إجراؤها عادة خلال شهر ماي من كل سنة.
و يتخوف السكان الذين عبروا عن انزعاجهم من انتشار حشرة الناموس خصوصا في الفترات الليليلة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام و التي حولت لياليهم إلى جحيم عبر الأحياء المذكورة التي ظلت لسنوات تعاني من مشاكل ركود مياه الصرف الصحي و تسربها أسفل العمارات بالرغم من التدخلات المستمرة لديوان الترقية و التسيير العقاري في كل مرة، من خلال تجفيف منابع المياه القذرة و إصلاح القنوات، إلا أن الأمر لم يحد من انتشار الناموس هذه الصائفة، ما من شأنه مضاعفة خطر انتشار داء الليشمانيا.
و رغم الآثار السلبية التي تحدثها الليشمانيا الجلدية بين الأطفال بصفة خاصة، حيث أن هذه الحشرة تتسبب في إصابة كل شخص يتعرض لها بداء الليشمانيا الجلدي الخطير و المعروف لدى الأطباء بلدغة حشرة تظهر أعراضها على الجلد بعد عدة أسابيع من اللّسع، تتسبب في تشوّهات مختلفة و متفاوتة الخطورة في جسم الإنسان خاصة بالمناطق ذات الحساسية على مستوى الوجه و اليدين.
و رغم الانخفاض المعتبر في عدد حالات الإصابة، فإن الحشرة تنتشر بها منذ بداية السنة الجارية مقارنة بالسنة الماضية، إلا أن المخاوف تبقى أمام خطورة إصابتها
و كذا تكاليف علاجها.
و أفاد مصدر مسؤول في مديرية الصحة و السكان، بأن عاصمة الولاية سجلت خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية، إصابة 44 شخصا بهذا الداء، بينما سجلت على مستوى تراب الولاية، 391 حالة و هو عدد منخفض بالمقارنة مع ما سجل في نفس الفترة من السنة المنصرمة، بإحصاء 827 حالة إصابة بهذا الداء الذي يثقل كاهل مصالح الصحة سنويا.
و أشار ذات المسؤول، إلى أن عملية الرش التي تتم عادة في الفترتين ما بين شهري ماي و سبتمبر من كل سنة، إلا أنه يلاحظ تخلف العديد من بلديات الولاية و منها عاصمة الولاية عن الانطلاق في الحملة في الفترة الأولى، دون تقديم توضيحات حول هذا التأخر في المعالجة الميدانية لبؤر انتشار الحشرة الناقلة للداء و التي تتواجد بكثرة في المستنقعات و البرك المائية الراكدة، حيث من المعلوم أن المكافحة الكيميائية للحشرة الناقلة للمرض و الحيوانات المخزنة للطفيليات، تتطلب حسبه تأطير الأعوان القائمين على العملية و هو ما يعد عاملا هاما في نجاح أي برنامج معالجة.
بالإضافة إلى ضرورة مساهمة المواطنين في العملية، حيث يعتبر دعمهم من خلال تقديم يد المساعدة لمختلف الفرق المجندة لعملية الرش بتسهيل و لولجها للبيوت و مختلف المرافق، لاسيما أماكن تربية الحيوانات و الدجاج قصد رشها بالمواد الكيماوية المستعملة في محاربة هذه الحشرة الضارة.
تجدر الإشارة، إلى أن ولاية المسيلة سجلت السنة المنصرمة انخفاضا في عدد حالات الإصابة بداء الليشمانيا الجلدية بتسجيل 1800 حالة، حيث تشير الأرقام المسجلة على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، انخفاضا ملحوظا، بعد أن كان العدد قد تجاوز 6700 حالة العام 2017، حيث كان نصيب عاصمة الولاية حينها 1119 إصابة، ليشهد الرقم تراجعا بعدها إلى أدناها.
فارس قريشي