تميّز المعرض الوطني للشوكولاطة و الحلويات و فن الطبخ و التذوق الذي اختتمت فعالياته أمس السبت، بمركز الاتفاقيات بوهران، بعرض منتجات مخصصة للأشخاص المصابين ببعض الأمراض المزمنة، الذين غالبا ما يحرمون من الحلويات و الشوكولاطة و مواد أخرى.
خلال تجولنا عبر أجنحة المعرض الذي انطلقت فعالياته يوم الأربعاء المنصرم، بمشاركة 25 عارضا، لفت انتباهنا اهتمام المصنعين بفئات من المجتمع محرومة من تناول تلك المنتجات بسبب إصابتها بأمراض مزمنة، كما يحرص العارضون الذين تحدثت إليهم النصر، على أن يتوفر المنتوج الوطني على معايير عالمية، ليتمكن من المنافسة الدولية لاحقا والتوجه إلى التصدير.
قال بلقاش علي، مدير التسويق لشركة "مورلاكس" لإنتاج الشوكولاطة ومقرها بوهران، إنه لأول مرة يطرح في السوق منتوج يصنع في الجزائر، خاص بالأشخاص الذين يعانون من اضطراب نسبة السكر في الدم، حيث لم يغفل المسؤولون هذه الفئة الممنوع عليها الاقتراب من الشوكولاطة، لاحتوائها على السكر.
وبالتالي حرصت الشركة على توفير هذا المنتوج في السوق الوطنية بمعايير صحية، بعدما كانت هاته الفئة تقتني المنتوج المستورد.
كما ستطرح الشركة 4 أنواع من الشوكولاطة في السوق، منها "الشوكولاطة الراقية" موجهة لهواة تذوق الشوكولاطة الحقيقية، والنوع الثاني هي شوكولاطة موجهة لكل الزبائن، بأسعار في متناول الجميع بنفس النوعية ، لكنها تحتوي على نسبة أقل من الكاكاو مقارنة بالأولى.
أما الصنف الثالث، فهو خاص بالأطفال في انتظار عجينة الشوكولاطة الخاصة بفطور الصباح، و تتضمن تركيبتها الأساسية عجينة البندق الأصلية، وفق مدير التسويق.
وأضاف المتحدث أن الشركة فتحت أبوابها، تزامنا وجائحة كورونا التي لم تمنع عجلة الإنتاج، لكن سجل بعض التأخر في وصول المواد الأولية من خارج الوطن، بسبب التدابير الوقائية، حيث أن الشركة، كما أوضح، تركز على إنتاج الشوكولاطة بمواد أصلية "زبدة وقاعدة الكاكاو الأصلية " مع تفادي المواد الأخرى، مثل "الفيجيكاو" ، فصاحب المؤسسة مقتنع أن الشوكولاطة منتوج راق، وبالتالي يجب أن ينتج بمواد أصلية تجلب من بعض الدول الإفريقية و دول أخرى، كما تخضع لمراقبة دقيقة للنوعية على مستوى مخبر الشركة.
للعلم فإن الشركة سمحت بتوفير 100 منصب شغل، سيرتفع مع بداية التسويق قريبا.
و تتطلع الشركة للحصول على شهادة الجودة "إيزو" للمنافسة الأوروبية والتصدير.
منتجات متنوّعة لمرضى "السيلياك"
تعرض شركة خاصة، فواكه و خضر مهروسة "كومبوت" لفائدة مرضى الاضطرابات الهضمية المعوية وحساسية الغلوتين "سيلياك"، حيث يتم تحضيرها بمنتجات طبيعية طازجة، دون إضافة مواد حافظة أو ملونات اصطناعية.
و قال مدير التسويق بذات الشركة رحيم يانيس، أن استعمال المنتوج الطازج، يجعل "الكومبوت" متاحا للمصابين بـ "سيلياك" و للناس العاديين، خاصة الأطفال.
وطرح المتحدث مشكل تسويق المنتوج و التنافسية مع المستورد، مبرزا أن "الكومبوت" الجزائري صالح لكل فئات المجتمع، وأساسا الرياضيين، لأنه طبيعي ويمكن تخزينه في درجة برودة عادية لمدة سنة، دون فتح العلبة، وفي حال فتح العلبة، يجب أن تستهلك خلال أيام فقط. وأوضح أيضا أنه لأول مرة في الجزائر يطرح منتوج الجزر المهروس المطهي، و سيليه "كومبوت" باقي الخضر الطازجة.
من جهتها قالت رئيسة جمعية "باهية الاجتماعية لمرضى السيلياك"، سامية بقدرا، إنه يوجد على مستوى وهران مخبزة واحدة فقط، تختص في توفير الحلويات بمختلف أنواعها دون مادة "الغلوتين" ، وهي موجهة لفئة المصابين بمشاكل في الأمعاء و من لديهم حساسية من مادة الغلوتين، وهي فئة تعاني كثيرا خاصة أفراد العائلات ذات الدخل الضعيف التي لا تستطيع توفير مواد دون "غلوتين"، لغلاء ثمنها في السوق الوطنية.
وعليه تعتبر رئيسة الجمعية أن المشاركة في المعرض، فرصة لإطلاق نداء للسلطات من أجل دعم المنتجات الموجهة لهذه الفئة، فثمن خبزة صغيرة 150 دج، ناهيك عن ارتفاع أسعار بقية المواد، و تتمنى المتحدثة أن تصبح متاحة لهذه الفئة.
و أضافت أنه منذ تأسيس الجمعية مؤخرا، تم إحصاء على مستوى عيادة الأطفال "سان ميشال" ، أكثر من 4 آلاف حالة، في انتظار مواصلة الإحصاء وعمليات التحسيس على مستوى المدارس و رياض الأطفال، ناهيك عن حالات كبار السن.
الجمعية، حسب محدتثنا، تهتم بالتكفل الطبي و يتم في هذا الشق السعي لتوقيع اتفاقيات مع مخابر تحاليل، لخفض التكلفة لهذه الفئة التي تجري التحاليل دوريا، ويرتقب أيضا السعي مع مصالح الضمان الاجتماعي، لإيجاد صيغة تعويض، فرغم أن المرض مزمن، لكنه غير مدرج في قائمة "كناص".
أما الشق الاجتماعي، فيرتكز على توفير المواد دون "غلوتين" مثل فرينة الذرة والصوجا التي يبلغ سعر 1 كلغ منها 970 دج وغيرها من المواد، وكبداية تمكنت الجمعية مؤخرا بمناسبة عيد الطفولة، من تقديم 150 طردا غذائيا لهؤلاء المرضى
خيرة بن ودان
