الأحد 11 ماي 2025 الموافق لـ 13 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

سكان قالمة يسترجعون ذكرى مجزرة البسباسة المؤلمة: جريمة لا تسقط بالتقادم


قبل 68 عاما ارتكب العدو الفرنسي مجزرة مروعة بمنطقة البسباسة الجبلية الواقعة ببلدية الدهوارة شرقي قالمة أودت بحياة 356 جزائريا أعزلا يوم 6 مارس 1956 عندما تم تجميعهم و إعدامهم رميا بالرصاص انتقاما من عملية باسلة نفذتها وحدات جيش التحرير بإحدى الثكنات الفرنسية بمنطقة سوق أهراس المجاورة، و هي واحدة من أبشع الجرائم التي طالت السكان العزل بعد مجازر ماي الأسود قبل 79 عاما، التي كانت منطلقا لثورة تحرير خالدة دحرت المحتل و حررت الأرض و الإنسان.       
و قد أحيا سكان قالمة و معهم السلطات المدنية و العسكرية أمس الأربعاء ذكرى أخرى من الذكريات المؤلمة التي لا تنسى، حيث يقول سكان المنطقة بأن ما حدث كان انتقاما داميا و مخزيا لقادة الاحتلال الفرنسي المقيت في ذلك اليوم الحزين الذي بقي خالدا في ذاكرة الأجيال المتعاقبة التي قررت بأن لا تنسى و تبقى تتذكر المجزرة بالتجمع كل عام أمام نصب تذكاري و مقبرة للشهداء بمشتة البسباسة للترحم على أرواح الضحايا من نساء و رجال و أطفال رضع أعدمهم الغزاة دون محاكمة و بلا إنسانية في انتهاك صارخ لقانون حماية المدنيين العزل أثناء الحروب و النزاعات المسلحة، كما يقول مؤرخون و حقوقيون.   
و حسب المصادر المهتمة بتاريخ الثورة بالمنطقة فإن المجزرة حدثت بعد معركة نفذها جيش التحرير ضد قاعدة عسكرية فرنسية بمنطقة خميسة الواقعة بولاية سوق أهراس اليوم، حيث غنموا أسلحة و معدات هامة و فروا باتجاه جبال حمام النبائل و الدهوارة، أين استقبلهم السكان و ساعدوهم بتقديم المؤن و فتح البيوت أمامهم للاستراحة و التخفي و الهروب من الملاحقة، قبل أن تصل إليهم قوات العدو التي واصلت مطاردتهم و اتهمت السكان المحليين بالتستر على هؤلاء المجاهدين منفذي العملية الموجعة التي أخلطت حسابات قادة العدو بالولاية التاريخية الثانية و في مقدمتهم الجنرال بيجار الذي أمر بجمع الرجال و النساء و الأطفال من مشاتي المنطقة الجبلية، و من السوق الأسبوعي بحمام النبائل الذي صادف ذلك اليوم، و صدر القرار الفرنسي بقتل كل المعتقلين من المدنيين العزل، و إضرام النار في المنازل و مصادرة كل الممتلكات من مؤن و مواشي، في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها الغزاة في حق المدنيين الجزائريين خلال حرب التحرير.
و يعتبر أستاذ التاريخ المتقاعد و الباحث في شؤون الحركة الوطنية و حرب التحرير محمد شرقي بأن ما وقع في البسباسة مجزرة في حق المدنيين العزل، و جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، و إبادة عرقية ضد السكان المحليين العزل، و ليست معركة كما يعتقد البعض، موضحا بأن المعركة تكون بين فصلين مسلحين، و ما وقع في البسباسة يوم 6 مارس 1956 كان تصفية انتقامية قام بها عساكر العدو الفرنسي ضد هؤلاء الضحايا انتقاما من العملية الشجاعة التي نفذها جيش التحرير ضد القاعدة العسكرية بمنطقة لحنانشة بسوق أهراس.   
و في كل مناسبة تحرص سلطات قالمة على إطلاق مشاريع تنموية بالإقليم الجبلي الذي ظل حصنا منيعا لثورة التحرير، لتحسين معيشة السكان هناك، و مساعدتهم على إعمار المنطقة التي يعتمد اقتصادها على تربية المواشي و الدواجن و الأشجار المثمرة، حيث تحرز مشاريع فك العزلة و المياه و الربط بالغاز و الكهرباء و الصحة و التعليم تطورا مستمرا بالإقليم الجبلي الذي يضم بلديات حمام النبائل، الدهوارة، وادي الشحم  و مجاز الصفاء المتاخمة لجبال بني صالح معقل القاعدة الشرقية الحصينة.  
فريد.غ 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com