أعلن مساء الإثنين، الرياضي الجزائري البارالمبي عبد اللطيف بقة، المتوج بعدة ميداليات دولية وأيقونة حقيقية لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة في جميع أنحاء العالم اعتزاله الرياضة، لينهي بذلك مسيرة استثنائية، تميزت بإنجازات تاريخية ووفاء ثابتا للألوان الوطنية.
ففي رسالة مؤثرة نشرها على حساباته بشبكات التواصل الاجتماعي، قال البطل البارالمبي، الذي يعاني من إعاقة بصرية: «هناك لحظات في الحياة يصعب وصفها بالكلمات، و لعل هذه واحدة منها. سأترك المضمار، لكن ليس الرسالة»، معربا عن امتنانه للجزائر، ولجمهوره ولكل من سانده طوال مسيرته.
كما جاء أيضا في الرسالة:»اليوم أغادر المضمار مرفوع الرأس، لأنني أعطيت كل ما استطيع. أغادر وأنا ممتن لكل لحظة ولكل شخص وقف معي، ولكل طفل اتخذني قدوة له».
وولد عبد اللطيف بقة عام 1994 في مدينة العلمة، واكتشف رياضة ألعاب القوى في سن التاسعة من عمره، إلى جانب شقيقه التوأم فؤاد، وهو أيضا رياضي في ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة. ومنذ نعومة أظافره، برز بإصراره الاستثنائي وموهبته الفذة التي سرعان ما دفعته إلى النخبة العالمية في ألعاب القوى.
ودخل بقة التاريخ في دورة الألعاب البارالمبية في ريو دي جانيرو 2016 بفوزه بسباق 1500 متر (ت13) بزمن 3:48.29، وهو توقيت أفضل من زمن المسجل من قبل الفائز الأولمبي في نفس المسافة في ذلك العام.
وفي جوان 2023، حسن رقمه القياسي العالمي بزمن مذهل قدره 3:47.82 في ملتقى مونتروي في فرنسا.
وفي دورة الألعاب البارالمبية 2012 في لندن، فاز عبد اللطيف بقة أيضا بالميدالية الذهبية في سباق 800 متر، كما فاز بالعديد من الألقاب العالمية، بما في ذلك ميداليتين ذهبيتين في ليون 2013، وميداليتين فضيتين في الدوحة 2015، وميدالية ذهبية وفضية في لندن 2017 وميدالية برونزية في دبي 2019.
وشارك عبد اللطيف أيضا في دورة الألعاب البارالمبية في باريس 2024، ليختتم مسيرته الدولية الثرية على أكبر مسرح في الرياضة العالمية.
وباعتزال البطل البارالمبي والعالمي عبد اللطيف بقة، تخسر الجزائر أحد ألمع سفرائها الرياضيين، لكنها تكسب صوتا ملهما للأجيال القادمة.
ق - ر