كأس الجزائر: الكـبار لمواصلة الهيمنة وأندية تحلم بالمفـــاجأة

تتجه بعد فترة التوقف الدولي، أنظار عشاق الكرة إلى مباريات الدور ربع النهائي من كأس الجمهورية، المقرر إجراؤها يومي 27 و28 مارس الجاري، حيث ستشهد مواجهات نارية بين أندية تسعى لمواصلة حلم التتويج بأغلى
الألقاب المحلية وأخرى تطمح لصنع المفاجأة. وتتميز هذه النسخة بوجود خمسة فرق من الرابطة المحترفة الأولى، وهي شباب بلوزداد، اتحاد الجزائر، وفاق سطيف، ترجي مستغانم، ومولودية البيض، مقابل فريقين من الوطني الثاني هواة، وهما اتحاد الحراش وشباب عين تموشنت، إضافة إلى مفاجأة المسابقة، مولودية بجاية، الناشط في بطولة ما بين الجهات.
شباب بلوزداد واتحاد الجزائر.. غريمان بأرقام قياسية
يعتبر شباب بلوزداد الأكثر تتويجا في تاريخ المنافسة برصيد 9 كؤوس، وهو حامل لقب النسخة الماضية، مما يجعله مرشحا قويا للحفاظ على لقبه، خاصة أنه يواجه مولودية بجاية، الفريق الوحيد من بين الجهات الذي سبق له التتويج بالكأس عام 2015. من جانبه، يسعى اتحاد الجزائر إلى تعزيز رصيده البالغ 8 كؤوس، مستهدفا بلوغ النهائي، واستعادة مجده في هذه البطولة التي تعد من أبرز أهدافه هذا الموسم. ولن تكون مواجهة الاتحاد أمام شباب عين تموشنت، الطامح لصنع المفاجأة، سهلة على الإطلاق، خصوصا أن مباريات الكأس دائما ما تحمل طابع الإثارة والتشويق، حيث تأمل الأندية الصغيرة في قلب الطاولة على الكبار، وهو ما يزيد من أهمية هذه المواجهة، بالنسبة للفريق العاصمي.
وفاق سطيف بين خبرة الماضي وطموح الحاضر
يعتبر وفاق سطيف أحد كبار المسابقة، حيث يحمل في رصيده 8 ألقاب تجعله من بين المرشحين البارزين في هذه النسخة، وسيدخل «النسر السطايفي» مواجهته أمام مولودية البيض، التي تُعد واحدة من أبرز مباريات هذا الدور، بأفضلية تاريخية واضحة، إلا أن عامل المفاجأة يبقى قائما، في ظل المستوى المميز الذي ظهر به منافسه مؤخرا. مولودية البيض، رغم أنه لا يمتلك تاريخا كبيرا في هذه المسابقة، إلا أنه فريق عنيد لا يُستهان به، وهو قادر على قلب الموازين، إذا ما تمكن من استغلال الفرص المتاحة له، لا سيما أن اللقاء سيلعب في ملعب محايد، وهو ما يجعل حظوظ الطرفين، متقاربة إلى حد ما.
اتحاد الحراش.. مغـامرة غير متوقعة
من بين أبرز المفاجآت في النسخة الحالية، نجد اتحاد الحراش، الذي قدم مشوارا مُذهلا حتى الآن بإقصائه فرقا قوية من الرابطة الأولى، مثل شبيبة القبائل ومولودية وهران، وهو ما جعله محل إشادة واسعة من أنصاره والمتابعين. وسيجد الفريق الحراشي نفسه في مواجهة ترجي مستغانم، العائد هذا الموسم إلى قسم النخبة، والذي يطمح لاستعادة مجد الستينيات، حين كان من أبرز الفرق الجزائرية، ونجح في بلوغ نهائي الكأس في مناسبتين متتاليتين. ورغم أن اتحاد الحراش يمتلك لقبين فقط في الكأس (1975 و1987)، إلا أن طريقه إلى نصف النهائي يبدو مفتوحا، إذا واصل بنفس الروح القتالية والعزيمة التي ظهر بها في الجولات السابقة، لا سيما أن الكأس دائما ما تعترف بالفرق التي تلعب بروح عالية، بغض النظر عن موقعها في سلم ترتيب البطولات المحلية.
هذه سيناريوهات نصف النهائي
ستحدد مباريات ربع النهائي ملامح نصف النهائي المنتظر، حيث سيلتقي الفائز من شباب بلوزداد ومولودية بجاية مع المنتصر من مواجهة وفاق سطيف ومولودية البيض، مما يعني احتمال مشاهدة نصف نهائي ناري بين شباب بلوزداد ووفاق سطيف، في حال تأهل الفريقين. أما في الجهة المقابلة، فالفائز من اتحاد الجزائر وشباب عين تموشنت سيلاقي المتأهل من اتحاد الحراش وترجي مستغانم، في طريق يبدو مفتوحا أمام «سوسطارة» ، إذا ما تمكنت من فرض قوتها أمام منافسيها. وفي ظل هذه المعطيات، تبدو الأمور متجهة نحو صدامات قوية في الدور نصف النهائي، ما يجعل من الصعب التكهن بالمتأهلين إلى النهائي.
نحو نهائي مثير ؟ !
وبالنظر إلى مستوى الفرق المتأهلة، تبدو كل الاحتمالات قائمة، لكن عشاق الكرة قد يشهدون نهائيا يجمع بين عمالقة المسابقة، مثل شباب بلوزداد أو وفاق سطيف، اتحاد الجزائر، ما قد يجعل اللقاء الختامي موعدا حاسما لكسر الأرقام. وفي المقابل، فإن إمكانية بروز أحد الفرق غير المرشحة، مثل اتحاد الحراش أو ترجي مستغانم، قد تعطي البطولة نكهة خاصة، وتعيد إلى الأذهان المفاجآت، التي عودتنا عليها هذه المسابقة عبر تاريخها.
تقنية «الفار» توظف في ربع النهائي
سيشهد الدور ربع النهائي استخدام تقنية التحكيم بالفيديو، مما يعكس التقدم في إدارة المباريات، لا سيما أن بعض مقابلات الأدوار السابقة شهدت جدلا تحكيميا واسعا، وهو ما دفع الاتحاد الجزائري إلى اتخاذ قرار الاعتماد على التقنية بداية من هذا الدور. ورغم أن التقنية تهدف إلى تقليل الأخطاء التحكيمية، إلا أنها لن تُلغي الإثارة التي تتميز بها مباريات الكأس، بل ستزيد من تشويق المباريات، خاصة في اللقاءات التي قد تحسمها تفاصيل صغيرة.
سمير. ك