يحتضن ملعب الشهيد حملاوي غدا، حدثا كرويا خاصا يتمثل في تنظيم مباراة اعتزالية رمزية لكل من رشيد خاين، نجم مولودية قسنطينة في سبعينيات القرن الماضي، وسمير بن كنيدة، أحد أبرز لاعبي النادي الرياضي القسنطيني في الثمانينيات والتسعينيات، وذلك تحت رعاية والي الولاية عبد الخالق صيودة وإشراف مديرية الشبيبة والرياضة وبتنظيم من قدماء الرياضيين بالمدينة.
وتنعقد المباراة المندرجة، ضمن ما أُطلق عليه «دورة الأخوة»، تحت شعار: «كلنا إخوة، جمهور واحد، تجمعنا المحبة والرياضة لا غير»، وتحمل طابعا إنسانيا ورياضيا نابعا من الوفاء لرموز الكرة المحلية، وتكريما لمسيرتهما الزاخرة بالعطاء في الملاعب الوطنية.
وستنطلق الدورة على الساعة الثالثة مساء، وتفتتح بمباراة رمزية بين فريقين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم تليها مواجهة بين قدماء لاعبي الشرق والوسط وقدماء مولودية قسنطينة، وأما المباراة الختامية فستجمع قدماء لاعبي الغرب الجزائري بقيادة النجم لخضر بلومي ضد قدماء النادي الرياضي القسنطيني.وقد أكدت الجهات المنظمة أن الدخول إلى مدرجات ملعب الشهيد حملاوي، سيكون مجانيا للجماهير الراغبة في تقاسم لحظات الوداع الرياضي مع اللاعبين المُكرّمين، في أجواء يُنتظر أن تسودها اللمّة والوفاء الرياضي بين مختلف أجيال الكرة القسنطينية والجزائرية. وسيعرف هذا الحدث مشاركة كوكبة من نجوم المنتخب الوطني السابقين الذين سطع نجمهم في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، في صورة كل من مصطفى دحلب ولخضر بلومي وصالح عصاد ومصطفى كويسي ونصر الدين دريد وناصر بويش ورابح قموح وسالمي جيلالي، ممّا سيُضفي على الدورة طابعا احتفاليا مميزا وثراء فنيا يستحقه المكرّمان.
رشيد خاين.. صانع المجد الأبيض
رشيد خاين، أحد أساطير مولودية قسنطينة، يُعد من أبرز نجوم السبعينيات، حيث لعب في وسط الميدان مرتديا القميص رقم 8، وكان جزءا من الجيل الذهبي للموك، وتُوّج بكأس الجزائر للأواسط سنة 1969، وساهم في تحقيق الصعود إلى القسم الأول في نهاية الستينيات، كما شارك في نهائي كأس الجزائر سنتي 1975 و1976، وبلغ وصافة البطولة سنة 1974.
خاين، الذي ينتمي إلى عائلة رياضية عُرفت بعشقها للمولودية (وشقيقه بشير «بيبي» خاين أحد رموز الفريق أيضا)، خضع مؤخرا لعملية جراحية على مستوى العين، ويبلغ حاليا عقده السابع، ولكنه لا يزال يحتفظ بمكانة خاصة في قلوب أنصار الموك.
سمير بن كنيدة.. اللاعب السباح
أما سمير بن كنيدة، من مواليد 26 مارس 1965 بقسنطينة، بدأ مشواره الرياضي في السباحة، قبل أن يتحول إلى كرة القدم، حيث تقمّص ألوان شباب قسنطينة في مرحلتين (1987–1992) و(1993–1994)، قبل أن ينهي مشواره الكروي في صفوف مولودية قسنطينة.
ومن أبرز محطاته بلوغ نهائي كأس الجزائر 1985 مع بناء قسنطينة، والصعود إلى القسم الأول مرتين، مرة مع النادي الرياضي القسنطيني ومرة مع الموك، كما لعب للمنتخب الوطني في فئتي الآمال والأكابر، وتقلّد منصب المدير الرياضي للنادي الرياضي القسنطيني سنة 2015.
ومما لا شك فيه هو أن المباراة الاعتزالية المقررة غدا بملعب حملاوي، هي لحظة وفاء، وجلسة وداع رياضي تحمل نكهة خاصة في قسنطينة، لرمزين زرعا الفرح في مدرجات الملاعب، ورسما تاريخا لا يُمحى في ذاكرة الكرة القسنطينية، ولن تكون دورة «الأخوة»، مجرد مباراة، بل رسالة حب وامتنان من جيل لجيل، ومن جمهور مخلص لنجومه السابقة.
مدير الشبيبة والرياضة لولاية قسنطينة لعجاج للنصر
نودّع نجمين تركا بصمة خالدة في الكرة القسنطينية والوطنية
أكد مدير الشبيبة والرياضة لولاية قسنطينة لحسن لعجاج أن المباراة الاعتزالية تندرج في إطار تكريم شخصيتين رياضيتين قدمتا الكثير للكرة القسنطينية، مشددا على أهمية هذه المبادرة كعربون محبة وامتنان، مضيفا أن التحضيرات اكتملت، والأجواء توحي بأن المناسبة ستكون ناجحة بكل المقاييس.
وأوضح لعجاج أن هذا الحدث ليس مجرد مباراة اعتزالية بل هو عربون تقدير وامتنان لنجمين ساهما في رفع راية قسنطينة عاليا، وقال للنصر في هذا الخصوص: «لقد زكّت السلطات المحلية هذه المبادرة، لأنها تمثل لحظة رمزية ومهمة تستحق أن يُحتفى بها، لما تحمله من معاني الوفاء والتكريم لرجلين قدما الكثير للرياضة». وأضاف أن كل الأمور التنظيمية تم ضبطها باحترافية، مشيرا إلى أن البرنامج سيبدأ بمباراة رمزية بين فريقين من ذوي الاحتياجات الخاصة، قبل أن يُقام لقاءان كبيران، الأول بين قدماء لاعبي مولودية قسنطينة ونخبة من لاعبي الشرق والوسط، والثاني يجمع قدماء النادي الرياضي القسنطيني بنجوم من الغرب الجزائري.
ولفت لعجاج إلى أن الدورة ستشهد مشاركة دوليين سابقين لامعين تركوا بصمة خالدة في الكرة الجزائرية في الثمانينيات والتسعينيات.
دورة الأخوة محطة وفاء ونتمنى تكريم نجوما آخرين
وحول اختيار تسمية الدورة بـ «دورة الأخوة»، قال لعجاج: «الاسم لم يكن اعتباطيا، بل هو انعكاس للروح التي سادت التحضيرات، حيث لمسنا محبة كبيرة وتآخيا صادقا بين أسرتي الموك والسي.آس.سي، وهما فريقان عريقان اختارا أن يتوحدا من أجل توديع نجمين كانا خير سفراء لقسنطينة في ملاعب الوطن»، وتابع: «ما شدّ انتباهي هو تلك اللحمة الجميلة التي جمعت مختلف الأجيال، فقد أثبتت الرياضة مرة أخرى أنها فضاء للتقارب والتسامح والوحدة، وليس العكس». وختم لعجاج تصريحه: «أتمنى أن لا تكون هذه المبادرة هي الأخيرة، وأن تتبعها مبادرات أخرى لتكريم أسماء صنعت مجد الكرة القسنطينية والجزائرية، فالتاريخ لا يُبنى إلا بالذاكرة، وذاكرة الرياضة تعني الوفاء لنجومها». سمير. ك