تزاحم المدارس الأوروبية نظيرتها الفرنسية في تكوين المواهب من أصول جزائرية، بعد أن اقتصرت تدعيمات المنتخب الوطني، على المدرسة الفرنسية خلال السنوات الماضية، وأصبحت اليوم أندية ألمانية وإسبانية و إيطالية وإنجليزية، تكوّن شباب جزائريين مرشحين لتدعيم الخضر مستقبلا.
إعداد: حاتم بن كحول
وإذا كان تمركز الجالية الوطنية في فرنسا مكّن المدارس الفرنسية من تكوين العشرات من اللاعبين الجزائريين من مزدوجي الجنسية، منذ عشرات السنوات، ليتدعّم المنتخب الوطني بعدة لاعبين، إلا أن تعنت الاتحادية الفرنسية في توجيه المستقبل الدولي لبعض المواهب، تزامن مع مزاحمة مدارس أخرى لا تقل عراقة، على غرار المدرسة الألمانية المعروفة بتفوقها التكتيكي وكذا المدرسة الإيطالية بجانبها البدني والإنجليزية المعروفة بالاندفاع البدني، والاسبانية الشهيرة بالتقنيات.
وتمكنت الاتحادية الجزائرية السنة الماضية، من حسم ملفات مواهب بارزة ينتظرها مستقبل كبير في عالم كرة القدم، ويتعلق بكل من إبراهيم مازة لاعب هيرتا برلين والمنتقل حديثا لنادي باير ليفركوزن، والذي شارك في بعض الدقائق مع المنتخب الأول رغم أن سنه لا يتجاوز 20 سنة، إضافة إلى خريج المدرسة الدنماركية أمين شياخة الذي يعتبر إضافة قوية لهجوم الخضر، لما يتمتع به من إمكانات بدنية وحس تهديفي يؤهله ليكون المهاجم الأساسي في صفوف المنتخب مستقبلا، خاصة وأنه سنه لا يتجاوز 18 سنة، فيما دعم ريان قلي هداف نادي كوينز بارك، المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة ومن المتوقع أن يكون مستقبل كبير لهذا اللاعب المتألق في «الشامبيون شيب» مسجلا عدة أهداف قبل تعرضه للإصابة.ونجحت «الفاف» بفضل إنشاء لجنة لاكتشاف المواهب في أوروبا يترأسها الشاب محسن حيمور، في اكتشاف المواهب مزدوجة الجنسية بمختلف البطولات الأوربية الكبرى، وبعد عمل كبير من طرف اللجنة تم اكتشاف أزيد من 20 لاعبا ينشطون في أندية محترمة بكل من اسبانيا وايطاليا وهولندا وألمانيا وانجلترا وغيرها، وجلهم من مواليد هذه البلدان، فيما تألق آخرون ولدوا في فرنسا ولكنهم تدرجوا في مختلف الفئات الشبانية بإحدى هذه الدول سالفة الذكر، ما يؤكد أن المدرسة الفرنسية التي أصبحت شحيحة في تقديم مدافع واحد للخضر، تحولت لخيار ثانوي بالنسبة للاتحادية الجزائرية.
مازا يفتح الطريق أمام مواهب ألمانيا للالتحاق بالخضر
يعتبر الموهبة الجزائرية إبراهيم مازا من أبرز اللاعبين المنضمين مؤخرا لصفوف الخضر، خاصة وأنه أثبت مستواه العالي مع ناديه هيرتا برلين ما ساهم في انتقاله إلى أحد أعرق الأندية الألمانية، ويتعلق الأمر بنادي باير ليفركوزن، وشارك مازا المولود في ألمانيا في بعض دقائق مع المنتخب الوطني الأول، رغم صغر سنه، ما فتح الباب واسعا أمام بقية المواهب التي تبقى مرشحة لتدعيم الخضر مستقبلا، خاصة وأن الخيار الدولي لم يؤثر على مسيرة اللاعب مع ناديه بل كانت إيجابية بعد انتقاله لثاني الترتيب في «البوندسليغا»، وهو ما قد يبدد المخاوف لدى بقية الشبان الذين يمثلون منتخب ألمانيا حاليا. كما سبق وأن تألق لاعبون من أصول جزائرية في البطولة الألمانية، على غرار لاعب فيردر بريمن، ميتشل فايزر، والذي رغم تألقه مع ناديه إلا أنه لم ينجح لحد الآن في إقناع الطاقم الفني للخضر، كما هو الحال مع لاعب سانت باولي، كارلو بوخالفة الذي لم ينل فرصته بعد مع الخضر، إلا أن الثنائي عبّر عن رغبته في تقمص الألوان الوطنية في حالة تلقي استدعاء رسمي.
7 لاعبين شباب ولدوا بألمانيا مرشحون لتدعيم الخضر مستقبلا
وفتح «المايسترو» مازا الباب واسعا أمام بقية مواطنيه من مواليد ألمانيا، من أجل الالتحاق بالمنتخب الوطني مستقبلا، خاصة وأن المنتخب يبقى بحاجة لكل لاعب من أصول جزائرية قادر على تقديم الإضافة، ومع تنقل براهيم إلى ليفركوزن، فإن إمكانية اختيار الخضر من طرف 7 مواهب أخرى قد تكون أسهل نسبيا، خاصة وأن لاعب هيرتا برلين سبق له وأن تدرج في الفئات الشبانية لمنتخب ألمانيا.
ويعتبر الدوري الألماني الخزان الجديد لتدعيم الخضر مستقبلا باللاعبين المميّزين من مزدوجي الجنسية، ومن بين هؤلاء الشباب، تألق كل من المدافع إلياس بن قارة لاعب بوروسيا دورتموند وسفيان مسقم خريج مدرسة فولفسبورغ وكلاهما يمثلان المنتخبات الشبانية لألمانيا حاليا، إضافة إلى لاعب آمال الخضر وبايرن ميونيخ الألماني يونس آيت عامر، وريان زيدان لاعب بايرن ليفركوزن والذي قدم مستويات قوية مع مختلف فرق الفئات السنية، وهو مرشح بقوة لدخول حسابات الفريق الأول خلال السنوات القليلة القادمة، وولد اللاعب الواعد في ألمانيا من أبوين جزائريين، كما هو الحال مع فين شانتن لاعب كولن وهو من مواليد 2007 ويعتبر من أبرز المواهب الجزائرية التي تتكون في ألمانيا، خاصة وأنه يتميز بحس تهديفي كبير ويمتلك بنية قوية تؤهله لمقاومة المدافعين الأفارقة، وكذا إسلام ماتن لاعب هولستن، سامي ملاب لاعب يونيون برلين، مالك قروج لاعب نادي إيلم، وكلهم مواهب من أصول جزائرية ولدوا في ألمانيا.
هولندا الخزان الجديد والدنمارك الوجهة الحديثة للخضر
ويعتبر الدولي الجزائري رامز زروقي، أول لاعب يحمل ألوان المنتخب الأول من مواليد أمستردام بهولندا، ليتمكن في ظرف وجيز من خطف مكانة أساسية مع جمال بلماضي ثم بيتكوفيتش، ليظل اللاعب الوحيد من هذا الدوري الذي يستدعى للمنتخب، إلى غاية التحاق زميله في نادي فينورد أنيس حاج موسى، والذي يعتبر إضافة كبيرة لهجوم الخضر، رغم أنه ليس من مواليد فرنسا إلا أنه اكتسب الخبرة وشارك أكثر مع أندية بلجيكية وهولندية على غرار باترو إسدين البلجيكي ثم فيتيس أرنهيم ثم إلى فينورد، كما تألق كاميل نغلي مع ناديه سبارتا روتردام ثم مع نادي ميلوال في الشامبيون شيب الإنجليزي، وسبق له اللعب في الفئات السنية للمنتخب الوطني، ومرشح بقوة للالتحاق بصفوف المنتخب الأول مستقبلا، خاصة وأنه من مواليد نوفمبر 2001، يذكر أن نغلي أيضا ولد في هولندا.
وتفتح المنتخب الوطني على عدة دوريات أوروبية، ما مكّن الناخب الوطني من خيارات متنوعة ومتعددة، بعد تدعيم المنتخب بموهبة هجومية قادمة، ويتعلق الأمر بالمهاجم الشاب البالغ من العمر 18 سنة، أمين شياخة، والذي برز مع ناديه كوبنهاغن الدنماركي، ويرتقب أن يسير على خطاه المدافع الشاب يوسفي بنجامين الذي يعتبر دولي مع منتخب الدنمارك وانتقل مؤخرا إلى نادي فيجل بولدكلوب الناشط في الدوري الدنماركي الممتاز.
البطولة الإنجليزية مصدّر جديد للمواهب الجزائرية
ويعتبر المهاجم الشاب، ريان قلي، سفير المواهب الجزائرية في انجلترا، بعد تألقه مع ناديه كوينز بارك رينجيرز، مسجلا له عدة أهداف حاسمة في بطولة «الشامبيون شيب»، قبل تعرضه للإصابة، خاصة وأنه يعتبر من لاعبي آمال المنتخب الوطني، ومرشح بقوة ليشكل ثنائيا هجوميا مع أمين شياخة في المستقبل القريب، وولد هذا اللاعب الشاب في العاصمة الإنجليزية لندن من أبوين جزائريين، وكان بإمكانه اختيار منتخب انجلترا إلا أنه فضل الخضر. وتألق لاعب آخر من مواليد انجلترا، ويتعلق الأمر بآدم دوغي النشاط في منصب جناح أيسر، والذي تدرج هو الآخر في نادي كوينز بارك رينجيرز، إلا أنه تحول إلى البطولة الكوسوفية لإعادة بعث مشواره الكروي، كما سبق له حمل الألوان الوطنية في فئة أقل من 20 سنة، كما يعتبر اللاعب دين بن عامر من اللاعبين المرشحين أيضا للانضمام للمنتخب مستقبلا، حيث شارك صاحب 16 سنة في تدريبات الفريق الأول لكريستال بالاس، رغم أنه كان يلعب ضمن فريق أقل من 18 سنة، ولكن نظرا لبنيته القوية التي مكنته من التألق كمدافع وكظهير أيسر تمكن من خطف الأنظار، وصنع لاعب آخر من أصول جزائرية أيرلندية الحدث مؤخرا، خاصة وأنه يحمل ألوان نادي توتنهام للشباب، ويتعلق الأمر باللاعب الشاب آيرون نور والذي يعتبر من المواهب الصاعدة مع «السبيرز».
إيطاليا وإسبانيا يخلفان فرنسا في تكوين المغتربين
وتعوّد الجمهور الجزائري، على رؤية مغتربين جدد يدعمون صفوف المنتخب منذ عشرات السنوات، إلا أن السنوات القليلة القادمة ستكون مغايرة تماما للماضي، خاصة وأن المدرستين الإيطالية والإسبانية تزاحمان الفرنسية في تكوين اللاعبين، بل ستزيحها من قائمة المدارس المكونة للدوليين الجزائريين، بعد إمضاء العديد من المواهب الشابة في أندية محترفة.
وساهم ثلاثي من أصول جزائرية في تتويج منتخب اسبانيا بأمم أوروبا أقل من 19 سنة، بل وساهم في الفوز على منتخب فرنسا بهدفين دون رد في النهائي، ويتعلق الأمر بكل من المدافع وسيم قداري ولاعب خط الوسط ريان بلعيد، اللذين شاركا كأساسيين، فيما اكتفى اللاعب يانيس صنهاجي بالاحتياط، ويلعب وسيم قداري حاليا في الدوري القطري بعد أن حمل ألوان إسبانيول، وسبق له حمل الألوان الوطنية في منتخب أقل من 18 سنة ولكنه استبعد لأسباب فنية حينها، ليعود ويتألق مع «الماتدور» الاسباني، أما اللاعب ريان بلعيد فيحمل ألوان أتليتكو مدريد، وسبق له التدرب مع الأكابر بطلب من المدرب دييغو سيميوني، فيما يلعب صنهاجي مع تينيرفي إعارة من ريال بيتيس، فيما يتألق اللاعب الاسباني الكولومبي الجزائري ريان غرانادا قاسي مع ناديه آلكاركون الاسباني، كما يعتبر اللاعب عبد الرحمان ربّاش من أبرز اللاعبين الذين ينشطون في اسبانيا حاليا بعد تقمصه ألوان آلافيس الذي سجل له عدة أهداف ثم انتقل لنادي غرناطة، يذكر أن هذا اللاعب من مواليد البليدة في الجزائر.ويعرف الدوري الإيطالي، إمضاء جملة من المواهب ذات الأصول الجزائرية لعقود محترفة، بداية باللاعب سامي محلب من مواليد 2008 وأمضى أول عقد احترافي له مع ناديه جنوة، إضافة إلى اللاعب نجم الدين راضي من مواليد 2006 وظهر مع الفريق الأول لنادي كومو في الدرجة الأولى، إضافة إلى محمد بلخير الذي يلعب في بلجيكا بعد أن تقمص ألوان الفريق الثاني للإنتر، وكذا الظهير الأيمن لآمال الخضر مهدي دورفال الذي يتألق مع ناديه باري ومرشح للانتقال لإحدى الأندية الكبيرة في الدرجة الأولى، دون نسيان اللاعب نوهان عبد اللاوي المنضم إلى ناي جنوة من ليتشي، وكلهم لاعبون شباب قادرين على تقديم إضافة للمنتخب مستقبلا.
اللاعب المحلي ينافس بقوة على مكانة في السنوات الأخيرة
ولم تقتصر منافسة المدارس الأوروبية للمدرسة الفرنسية في تكوين اللاعبين الجزائريين، بل أن المدرسة المحلية كان لها نصيب مهم من القوائم المعنية بالمباريات منذ أكثر من 10 سنوات، بتواجد كل من بن بوط، بوحلفاية، عطال، توقاي، مداني، بلعيد، بن سبعيني، بوداوي، زرقان، قندوسي، سعيود، بلايلي، بونجاح، عمورة، وكذا عدة لاعبين مع جمال بلماضي على غرار لوصيف، خاسف، بن عيادة، محيوص، قادري، زغبة، شيتة، سوداني وغيرهم، ممن تفوقوا على خريجي المدرسة الفرنسية.
محرز، بن ناصر، عمورة وبن سبعيني أفضل سفراء في أوروبا
ويعتبر الرباعي محرز وبن ناصر وعمورة وبن سبعيني، أفضل سفراء للاعبين الجزائريين في أوروبا، بعد أن تمكنوا من تلميع صورة اللاعب الجزائري بفضل أدائهم الخرافي في أكبر الدوريات الأوروبية، إضافة إلى اعتبارهم مثل أعلى لبعض المواهب الشابة مزدوجة الجنسية لاختيار الخضر على حساب منتخب البلد الذي ولدوا فيه، خاصة وأن محرز صنع التاريخ في انجلترا، وبن ناصر كان قدوة في ايطاليا، وعمورة وبن سبعيني البارزين في ألمانيا.
ح.ب