تأجلت الجمعية العامة لمولودية قسنطينة للمرة الثالثة على التوالي، بعد أن فشلت إدارة الفريق في الحصول على الترخيص الرسمي من مديرية الشبيبة والرياضة لعقدها في التاسع من جويلية الجاري، وهو ما زاد من حالة الغموض التي تكتنف مستقبل الموك، وسط قلق كبير من الأنصار الذين عبروا عن استيائهم من الوضعية المتأزمة، خاصة وأن معظم الأندية شرعت في التحضيرات والتعاقدات، تحسبا للموسم المقبل، في حين لا تزال أمور الفريق القسنطيني تراوح مكانها.
ورغم قيام الإدارة بخطوة أولية بتسليم التقرير المالي، الذي أعده محافظ الحسابات، إلى مصالح مديرية الشبيبة والرياضة، إلا أن تحديد تاريخ رسمي لانعقاد الجمعية العامة لم يتم بعد، وهو ما زاد حالة الترقب داخل بيت المولودية، خاصة بعد موسم صعب أنهاه الفريق بشق الأنفس، بفضل مجهودات لاعبيه الشبان، الذين جنبوه السقوط إلى الأقسام السفلى.
ووفقا لمصادر النصر الموثوقة، فإن مستقبل المولودية بات مرتبطا بشكل مباشر بنتائج قضية «فتح الرصيد»، التي ستفصل فيها العدالة يوم 16 جويلية الجاري، خاصة بعد أن قامت الإدارة بإعادة تسجيلها على مستوى القضاء الاستعجالي، عقب الخسارة في المرة الماضية، وأكد رئيس الفريق، نور الدين قدري، أنه سيتقدم باستقالته في حال جاء الحكم مجددا ضد الفريق، مشددا على أنه لا يمكنه الاستمرار في ظل نفس الظروف، في مقدمتها الحجز المتواصل على حساب النادي، والذي حرمه من أموال الإعانات والدعم.
ويدين الفريق بحوالي 6 ملايير سنتيم لفائدة 26 شخصا، من بينهم أعضاء من الجمعية العامة، حيث فشلت محاولات الرئيس قدري في التوصل إلى تسوية أو جدول زمني للديون معهم، ما أبقى الأزمة المالية تراوح مكانها، وألقى بظلاله على التخطيط للموسم الجديد، ويكفي أن الفريق حُرم الموسم الماضي، من مبلغ 3 ملايير و400 مليون سنتيم تم الحجز عليها من طرف الدائنين، في سيناريو كارثي جعل إدارة قدري في موقف حرج طيلة الموسم.
وفي تصريح خص به «النصر» صبيحة أمس، أكد الرئيس الحالي نور الدين قدري، أن الوضع العام لا يُبشر بالخير، خصوصا مع تواصل مسلسل تأجيل الجمعية العامة، وتعقد ملف الرصيد المجمد، مضيفا أنه سيضطر إلى ترك منصبه إذا لم تتغير المعطيات قريبا، كما أشار إلى أن أي رئيس جديد، يجب أن يكون قادرا على ضخ 3 ملايير سنتيم من ماله الخاص على الأقل، من أجل بدء التعاقدات وضمان انطلاقة سليمة للموسم الجديد، وهو ما يبدو صعب التحقيق في ظل الظروف الراهنة.
وبات فريق مولودية قسنطينة أمام مفترق طرق حاسم، فإما حل أزمة الرصيد وتجاوز مأزق الجمعية العامة، أو الدخول في نفق مظلم قد يعصف بتاريخ فريق عريق يعد رمزا من رموز الكرة القسنطينية. سمير. ك