غينيا (0) ــــــ الجزائر (0)
أثرى مساء أمس المنتخب الوطني حظوظه في التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقررة سنة 2026 بالقارة الأمريكية، وذلك بفضل التعادل الذي أحرزه أمام مستضيفه منتخب غينيا، في مقابلة تندرج في إطار الجولة الثامنة من التصفيات، وهي الأولى التي يفشل فيها «الخضر» في هز الشباك منذ انطلاق المرحلة التصفوية، لكن النقطة المحرزة عبّدت الطريق أكثر إلى المونديال، لأن المنتخب الجزائري عزز مركزه الريادي في ترتيب المجموعة السابعة، وبفارق 4 نقاط عن الموزمبيق وأوغندا.
الأمر الذي يضع كتيبة بيتكوفيتش» بحاجة إلى فوز في اللقائين المتبقيين لضمان التأهل إلى المونديال لرابع مرة في التاريخ، وهو شرط بالامكان تجسيده ميدانيا، خاصة في الجولة التاسعة عند التنقل إلى الصومال، قبل استقبال أوغندا في ختام التصفيات.
المباراة التي جرت بمدينة الدار البيضاء، عرفت قيام الناخب الوطني ببعض التعديلات مقارنة مع التشكيلة الأساسية التي كانت قد خاضت لقاء بوتسوانا يوم الخميس الفارط، وذلك بالمراهنة على خدمات حجام لتغطية الغياب الاضطراري لبن سبعيني، بسبب تراكم البطاقات، في حين كان تعديل تركيبة خط الوسط إجباريا، بإقحام الثنائي زروقي وشايبي في الاسترجاع، رفقة بوداوي، وهي الخيارات التي قابلها مدرب منتخب غينيا التقني البرتغالي دوارتي بتجديد الثقة في نفس التشكيلة التي كانت قد فازت على الصومال بثلاثية.
وسارت المقابلة على وقع انطلاقة جد حذرة من الجانبين، بسعي كل طرف للاستحواذ على منطقة وسط الميدان، الأمر الذي جعل الصراع على الكرة يحتدم أكثر في حدود الدائرة المركزية، ولو أن خيارات الناخب الوطني بيتكوفيتش كانت بالمراهنة على التمريرات في العمق صوب رأس الحربة عمورة، الذي أتيحت له في الدقيقة 16، لما تلقى كرة من محرز، تخلص على إثرها من المراقبة، انطلاقا من وسط الميدان، فانفرد بالحارس موسى كامارا، فكان تدخل هذا الأخير ببراعة، وأنقذ مرماه من هدف محقق، بإبعاده تسديدة عمورة إلى الركنية.
هذه الفرصة كانت الأخطر في المرحلة الأولى، لأن رد فعل منتخب غينيا كان بالاعتماد على التوغلات على الرواقين الأيمن والأيسر، في وجود المهاجم الخطير بالدي، الذي صنع فرصة سانحة في الدقيقة 26، بتوغله على الجهة اليسرى، وقدم كرة على طبق إلى زميله مورلاي سيلا، الذي وجد أمامه الحارس قندوز، فتصدى لهذه المحاولة، لينحصر بعدها التنافس في منطقة وسط الميدان.
«فيزيونومية» اللعب تغيرت نسبيا في بداية الشوط الثاني، لأن المنتخب الوطني توجه صوب الهجوم، وكان الأكثر تحكما في الكرة، وحاول تفعيل القاطرة الأمامية، بتحويل عمورة إلى الرواق الأيسر، فكان التسديد من على مشارف منطقة العمليات الحل الذي احتكم إليه محرز، في الدقيقة 50، فوجه صاروخية وجد الحارس موسى كامارا صعوبة كبيرة في التصدي لها، ليكون بعدها رد فعل الغينيين قويا وسريعا، لأن بالدي استغل هفوة فادحة في التغطية، ليتخلص من المراقبة على الجهة اليسرى، وتجاوز الحارس قندوز بكرة كانت في طريقها إلى الشباك، إلا أن عطال لعب دور «المنقذ»، وتدخل في آخر لحظة، فأبعد الكرة من على خط المرمى برأسية، حارما منتخب غينيا من أخذ الأسبقية في النتيجة.
بعد ذلك عمد الناخب الوطني بيتكوفيتش إلى القيام ببعض التغييرات التكتيكية، بحثا عن توازن خط وسط الميدان، بإقحام كل من غويري وحاج موسى ثم بن طالب، لأن المنتخب الغيني رمى بكامل ثقله في الهجوم، بحثا عن هدف السبق، وقد تحمل ماندي ورفاقه ضغط المنافس، ولو أن عمورة كان قريبا من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 82، لما تخلص من الرقابة، لكنه مرر إلى غويري لتفقد الهجمة مفعولها عند وصول الكرة إلى شعيبي، وقد ظل التعادل دون أهداف ساري المفعول إلى غاية إطلاق الحكم الرواندي إيكوندا صافرة النهاية.
ص / فرطـاس
