احتفظت النسخة 21 لبطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة بكامل أسرارها، وأبقت على الكثير من «السوسبانس» قائما إلى غاية مرحلة الإياب، لأن النصف الأول من المشوار، كان كافيا لرسم المعالم الأساسية لرواق الصعود، بانحصار التنافس بين 4 فرق، في حين يبقى شبح السقوط يهدد نصف تركيبة المجموعة، الأمر الذي يبقي الملامح الأولية لهوية البطل «غامضة»، والوضع ذاته ينطبق على من سيتجرع مرارة النزول إلى الجهوي الثاني.
قــراءة: صالح فرطاس
والملفت للانتباه أن أمل بئر بوحوش، احتكر صدارة ترتيب في أغلب فترات البطولة، ولم يتنازل عنها سوى في الجولتين الرابعة والسادسة، بينما تقاسمها مع اتحاد سيدي عمار في 4 جولات، لكن المنعرج كان في المواجهة المباشرة بين الفريقين في الجولة التاسعة، مما سمح لتشكيلة بئر بوحوش من أخذ هامش مناورة نصبها في قمة الهرم، على وقع مطاردة من 3 فرق أخرى.
ريتم سباق الصعود كان سريعا هذا الموسم، مقارنة مع المواسم السابقة، لأن أمل بئر بوحوش لم يتنازل سوى عن 6 نقاط، من إجمالي الرصيد الممكن تحصيله على مدار النصف الأول من البطولة، وذلك بتسجيله 3 تعادلات فقط، كانت خارج الديار، في طاشة، الذرعان وبوشقوف، وهو مشوار كان كافيا لحصوله على اللقب الشتوي بتقدير «ممتاز»، على اعتبار أنه الفريق الوحيد الذي لم يتذوق طعم الهزيمة، مع صنعه «الاستثناء» من خلال المحافظة على نظافة الشباك في جميع التنقلات، وحارسه العابد بصم على رقم مميز، بعدم تلقي أي هدف في المباريات السبعة التي لعبها خارج القواعد، إضافة إلى 5 مباريات أخرى ببئر بوحوش، فكان التماسك الدفاعي من أبرز الأسلحة التي راهن عليها المدرب مرزوق لقطع مشوار ناجح، ترجمه اللقب الشرفي، في انتظار الخطوة الأهم في مرحلة الإياب.
إلى ذلك، فإن كوكبة المطاردة أصبحت منحصرة في 3 أندية، لأن جيل طاشة الذي كان قد دخل الموسم بقوة، تراجع بشكل ملحوظ في الثلث الأخير من مرحلة الذهاب، ليبقى تشديد الخناق على الرائد من طرف الوصيفين فرفوس بئر العاتر وأولمبي بومهرة، لأن «الفرفوس» كان قد استهل الموسم بهزيمة داخل الديار على يد بئر بوحوش، لكنه تدارك الوضع، وعاد بقوة، بينما خسر أولمبي بومهرة نقاط مباراته داخل القواعد أمام «العاتر»، وهي معطيات كان لها انعكاس مباشر على معادلة اللقب في مرحلة الذهاب، بينما يبقى اتحاد سيدي عمار وفيا لعادته، بحصد الزاد كاملا بملعبه، مقابل التراجع في السفريات، بعد تلقي هزيمتين متتاليين، كانتا أهم منعرج في مشواره.
استسلام مبكر للزبائن التقليديين
تبقى دائرة حسابات السقوط الأكثر اتساعا، لأنه وفضلا عن الرباعي المتنافس على ورقة الصعود، فإن 4 فرق أخرى أصبحت بمنأى عن كل الحسابات، ويتعلق الأمر بكل من جيل طاشة، حمراء عنابة، وفاق سوق أهراس ووفاق تبسة، بينما تبقى نصف تركيبة الفوج معنيا بمعادلة «النجاة»، ولو بدرجات متفاوتة، لأن الفارق بين تاسع الترتيب جيل مجاز عمار وثنائي المؤخرة وادي الزناتي والطارف يقل عن الرصيد النقطي لمقابلتين، في وجود كوكبة نصفها من ولاية قالمة، وتضم شباب هيليوبوليس، نجم بوشقوف، جيل مجاز عمار وشباب وادي الزناتي، وكذا ثنائي ولاية الطارف الأولمبي وشباب الذرعان، فضلا عن سريع البوني ومولودية برحال من ولاية عنابة، والسقوط سيكون المصير الحتمي لصاحب الصف الأخير، مع بقاء فريقين على أقصى تقدير في قاعة الانتظار.
والمميز في هذه الطبعة أن العديد من الفرق تراجعت بشكل ملفت للانتباه، مقارنة بما كانت عليه في المواسم الماضية، لأن زبائن تقليديين في سباق الصعود أحرقوا أوراقهم مبكرا، في صورة حمراء عنابة، وفاق سوق أهراس ووفاق تبسة، في حين كان سريع البوني الفريق الأكثر تقهقرا، بالمقارنة مع مسيرته الموسم المنصرم، لأن حصده 14 نقطة فقط، جعله يخسر 20 نقطة من رصيد الموسم الفارط، بينما دخل الضيفان الجديدان أولمبي بومهرة واتحاد سيدي عمار مباشرة في صلب الموضوع، بنية مواصلة طريق الصعود بنفس «الديناميكية»، وهذا بعد النجاح في استعادة مكانتهما في الجهوي الأول، لكن رحلة البحث عن مقعد على متن القطار المؤدي إلى قسم ما بين الجهات مازالت شاقة، وتستوجب بعض التحديات في النصف الثاني من البطولة، بمراعاة الفارق الذي يفصلهما عن الرائد الحالي. ص / ف
أرقـام من مرحلـة الذهـاب
عرفت مرحلة الذهاب إجراء 120 مباراة، دون تسجيل أي غياب أو توقف، وقد نجح المحليون في إحراز الفوز في 60 مقابلة، وهو ما يمثل نصف عدد اللقاءات المبرمجة، بينما تمرد الزوار على كرم الضيافة في 35 مناسبة، مع انتهاء 25 لقاء دون فائز، من بينها 12 مباراة لم تهتز فيها الشباك.
انخفض مؤشر انتصارات الفرق المحلية بالمقارنة مع الموسم الفارط ب 4 مباريات، وهو الرقم الذي تقاسمه الزوار في تسجيل التعادلات والانتصارات، بارتفاع حالات الفوز خارج الديار بدرجتين، وكذلك الشأن بالنسبة للتعادلات.
ارتفع الحصاد التهديفي للزوار مقارنة بما كان عليه الموسم الماضي، وذلك بزيادة بلغة 24 هدفا، بينما احتفظ أهل الدار بنفس حصيلتهم من الأهداف للموسم الثاني على التوالي، الأمر الذي أدى إلى تحسن معدل الأهداف من 2,48 هدفا في كل مقابلة إلى 2,68 هدفا في اللقاء الواحد.
بلغ إجمالي الأهداف المسجلة في مرحلة الذهاب 322 هدفا، بزيادة بلغت 24 هدفا بالمقارنة مع الموسم الفارط، ليكون معدل كل جولة 2.15 هدفا.
كانت الانتصارات خارج الديار حاضرة في كل جولات مرحلة الذهاب من البطولة، وأكبر عدد سجل في الجولتين 3 و14 بنجاح الضيوف في إحراز الفوز في 4 مباريات من كل جولة.
أكبر حصيلة من الأهداف كانت في الجولة 3 بتوقيع 34 هدفا، كان نصيب أهل الدار منها 18 هدفا، في حين سجل الزوار 16 هدفا، بينما كانت الجولة 12 الأضعف تهديفيا باهتزاز الشباك في 12 مناسبة فقط، بسبب تواضع عطاء هجوم الفرق المستضيفة في تلك الجولة، بتسجيل 4 أهداف.
صنع أمل بئر بوحوش الاستثناء باعتباره الوحيد الذي لم يتلق أي هدف خارج الديار طيلة مرحلة الذهاب، وصمد حارسه العابد في 7 سفريات متتالية، بينما يبقى الأمل أقوى فريق داخل القواعد، لكن بعامل يتقاسمه مع اتحاد سيدي عمار، من خلال عدم تفريط كل فريق في أي نقطة بملعبه.
شهدت الجولة الثانية حدثا مميزا، تمثل في نجاح 15 فريقا في تسجيل أهداف، ليكون حمراء عنابة حالة استثنائية، لأنه الوحيد الذي فشل في التهديف في تلك الجولة، عندما واجه الجار اتحاد سيدي عمار.
أضعف حصاد تهديفي للزوار كان في الجولة السادسة، لما انحصرت الحصيلة في هدف واحد، سجله فرفوس بئر العاتر في مرمى أولمبي بومهرة، وكان وزنه فوز وحيد خارج الديار في تلك المحطة.
وضع وفاق سوق أهراس بصمته في الجولة 12، لأنه الوحيد الذي فاز داخل القواعد في تلك الجولة، على حساب سريع البوني، مقابل نجاح 3 ضيوف في العود بالزاد كاملا.
أعلى حصيلة تهديفية في المباراة الوحيدة كانت من نصيب جيل مجاز عمار وفرفوس بئر العاتر بسداسية، في مرمى شباب وادي الزناتي وحمراء عنابة تواليا، وأكبر فوز خارج الديار كانت خماسية «الفرفوس» في بوشقوف، وكذا انتصار بومهرة في عنابة في الجولة الرابعة (2 / 5).
أقوى هجوم داخل القواعد كان مناصفة بين اتحاد سيدي عمار وفرفوس بئر العاتر بتسجيل 24 هدفا، في حين تقاسم كل من أولمبي بومهرة ووفاق سوق أهراس صدارة أعلى حصاد تهديفي بعيدا عن الديار في الذهاب، بتوقيع كل فريق 14 إصابة في تنقلاته الثمانية.
ص / ف