أصبح البلوغ المبكر أكثر شيوعًا من ذي قبل، وقد بيّنت الدراسات أن تلوّث الهواء والماء والنمط الغذائي ساهموا في انتشار هذا المشكل الصحي. فالبلوغ المبكر هو أن يكبر الطفل قبل أوانه، فتبدأ ملامح المراهقة بالظهور. ويعتقد الكثيرون أن الأمر يتعلق بعامل وراثي أو يعتبرونه وضعًا عاديًا لا يستدعي الاهتمام، لكن عند الأطباء، فإن هذا البلوغ المبكر قد يكون علامة على مرض ما مثل الأورام أو التكيسات أو أمراض الغدد وغيرها. ويجب التكفّل بالطفل قبل سن 8 سنوات كي يكون العلاج فعّالًا، وقد يكون باستخدام دواء Decapeptyl.
بن ودان خيرة
إفرازات هرمونية وراء البلوغ المبكر
ووفقًا للدكتور رقيق برة رضا، أخصائي طب الأطفال، فإن أسباب البلوغ المبكر قد تكون ناتجة عن نشاط مبكر لمراكز الهرمونات في المخ، وغالبًا ما يكون ذلك دون سبب واضح، مثل الإفراز الزائد للهرمونات نتيجة أمراض الغدة الكظرية، أو خلل في الغدة النخامية، وأحيانًا بسبب أورام أو إصابات أو التهابات سابقة في الدماغ. وقد يكون أيضًا بسبب تكيسات أو أورام في المبايض أو الخصيتين، أو نتيجة التعرّض لهرمونات من أدوية أو كريمات.
وإذا لم يخضع الطفل المعني بالبلوغ المبكر للعلاج، فقد يواجه مخاطر صحية، منها قصر القامة النهائي بسبب انغلاق مبكر لمناطق النمو في العظام، وآثار نفسية لأن الطفل يشعر بالاختلاف والحرج أمام أقرانه.
علامات ظاهرة تنذر بالمشكل الصحي
كما دعا الدكتور رقيق الأولياء إلى الإسراع في مراجعة طبيب الأطفال أو أخصائي أمراض الغدد الصماء إذا لاحظوا تغيّرًا أو علامات على أبنائهم قبل سن البلوغ. وعادة ما يكون الفحص عبر الكشف السريري، وإجراء أشعة لليد، وتحاليل هرمونية. وبحسب النتيجة التي يجدها الطبيب، وحسب الحاجة، يمكن إيقاف البلوغ مؤقتًا حتى يكتمل نمو الطفل طبيعيًا. وأشار إلى أن العلاج المبكر يساعد في الحفاظ على الطول الطبيعي والتوازن النفسي، مضيفًا أن البلوغ المبكر أكثر شيوعًا عند البنات، ومن علاماته: تسارع في الطول بشكل غير معتاد، ظهور حب الشباب، تغيّر رائحة الجسم إلى رائحة «البالغين»، نزول الدورة الشهرية قبل سن 10 سنوات، وظهور علامات قبل سن 8 سنوات مثل نمو الثدي، وشعر العانة أو تحت الإبط. أما عند الذكور، فيحدث البلوغ المبكر قبل سن 9 سنوات، وتظهر علامات مثل تغيّر نبرة الصوت، النمو السريع للجسم، ونمو الشعر وغيرها من الصفات الذكورية.
ومن خلال بعض الحالات التي تَكفّل بعلاجها الدكتور رقيق برة مؤخرًا، قصة الطفلة مريم، التي تبلغ من العمر 6 سنوات، حيث بدأت والدتها تلاحظ نموًا سريعًا في طولها وتغيرًا في رائحة جسمها. ورغم قلق الأم وتدبّرها في الأمر، إلا أن جدّة مريم اعتبرت أن ما يحصل لحفيدتها أمر عادي، لأنها عاشت نفس الوضع في ذات السن، وأرجعت التغيرات لعامل وراثي لا يستدعي القلق. ولكن بعد أشهر، ظهرت الدورة الشهرية فجأة عند الطفلة الصغيرة، فسارعت والدتها إلى الطبيب، الذي اكتشف بعد الفحوصات المختلفة أن مريم تعاني من بلوغ مبكر بسبب خلل في الهرمونات المسؤولة عن البلوغ والمتمركزة في الدماغ، والتي بدأت نشاطها قبل أوانها. ووفقًا للدكتور رقيق، فإن طول الطفلة تأثر بهذا المشكل، حيث لن يتواصل نموّها كما ينبغي، وبالتالي كان بدء العلاج الهرموني مستعجلًا، بعدما كان بالإمكان تأجيله لو تم اكتشاف الأمر مبكرًا. وبفضل العلاج، تم إيقاف البلوغ عند مريم، وهي الآن في تحسّن.و يجدر الذكر أن البلوغ عند الإناث يبدأ عادةً في عمر يتراوح ما بين 8 إلى 13 سنة، ويستمر حوالي 4 سنوات. أما عند الذكور، فيبدأ عادةً بين سن 9 إلى 14 سنة، ويستمر لحوالي 4 إلى 6 سنوات.
طب نيوز
اكتشاف وظائف مناعية تحمي الجسم من الجراثيم
تعرف «الميتوكوندريا» بأنها المكونات المنتجة للطاقة في الخلايا، لكن العلماء يكتشفون بشكل متزايد أنها تؤدي أدوارا أكثر بكثير من مجرد توليد الطاقة، فبحسب ما جاء في تقرير نشره موقع «الحياة العلمية»، فإن «الميتوكوندريا» تشارك في وظائف المناعة مثل السيطرة على الالتهابات والاستجابة للعدوى.
وكشفت نتائج دراسة جديدة أن «الميتوكوندريا» تلعب دورا رئيسيا آخر في الاستجابة المناعية مثل استشعار نشاط البكتيريا ومساعدة العدلات، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، على محاصرتها والقضاء عليها، وعكف الباحثون على مدار ستة عشر عاما الماضية، على فهم القرارات التي تتخذها الخلايا المناعية أثناء العدوى، وكيف يؤدي انهيار عمليات صنع القرار إلى المرض.
وسلطت النتائج الضوء على سبب صعوبة مقاومة الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة، العدوى، وكشفت عن صلة محتملة بين خلل «الميتوكوندريا» وضعف الدفاعات المناعية، حيث أن العدلات هي أكثر أنواع الخلايا المناعية وفرة وتعمل كأول مُستجيب في الجهاز المناعي، وتعد إحدى آليات دفاعها الرئيسية هي إطلاق مصائد العدلات خارج الخلية، وهي هياكل شبكية الشكل تتكون من الحمض النووي والبروتينات المضادة للميكروبات و تقوم المصائد اللزجة بحبس الميكروبات الغازية وتحيدها مما يمنع انتشارها في الجسم.
بن ودان خيرة
فيتامين
«كوكتيل الكورتيزول» ترند التقليل من التوتر
من الوصفات الطبيعية المساعدة على تقليل التوتر وتحسين النوم، أصبح «كوكتيل الكورتيزول» أشهرها وترند على شبكات التواصل الاجتماعي، «فالكورتيزول» هو الهرمون المسؤول عن الاستجابة للتوتر ويلعب دوراً رئيسياً في تنظيم عملية الأيض و تعديل مستويات السكر في الدم وغيرها من الوظائف.
وبسبب ارتفاع مستوى هذا الهرمون يعاني الأشخاص من إجهاد مزمِن ما يمنع الجسم من استعادة توازنه الداخلي، ويساهم في زيادة الوزن، وتجمّع الدهون في منطقة البطن، وتراجع المناعة، والإصابة بالأرق والقلق،
وحسب ما يروج له فإن هذا الكوكتيل يشمل عدة مكونات هي، كوب واحد من ماء جوز الهند، عصير نصف حبة ليمون، ربع كوب من عصير البرتقال، 200 ملغ من المغنيسيوم، ربع ملعقة صغيرة من ملح البحر و ماء، وقد أوضحت أخصائية التغذية وتعليم طبي في التغذية الرياضية في ثورن الدكتورة «مورا دونوفان»، أن الإجهاد المُفرط وأنماط النوم غير المُنتظمة، والالتهابات، كلها عوامل تساهم في ارتفاع مفرط في مستويات «الكورتيزول»، ونتيجةً لذلك يمكن أن يُعاني الشخص من القلق والتعب والانفعال وصعوبة التركيز والنوم وتوتر العضلات وعدم الراحة أو الضعف ومشاكل الجهاز الهضمي، وفق ما نقلته عنها صحيفة «نيويورك بوست».
وأوضحت «دونوفان» أن «مشروب الكورتيزول» يُعزز قدرة الجسم على القيام بشكل طبيعي في ضبط الكورتيزول» وأن مزيج مكونات «كوكتيل الكورتيزول» يمكن أن تساعد على تجديد «الإلكتروليتات» المعززة للاسترخاء والحفاظ على التوازن، لأن ماء جوز الهند يوفر قاعدة مرطبة غنية ب»الالكتروليتات» مثل البوتاسيوم، بالإضافة إلى كميات صغيرة من المغنيسيوم الذي يساعد على استرخاء العضلات والصوديوم، ويساعد فيتامين «سي» الموجود في عصيري الليمون والبرتقال على وظائف الغدة الكظرية، بينما يدعم ملح البحر ترطيب الخلايا وتوازن السوائل.يشار أنه إلى جانب المكملات الغذائية، تُعدّ ممارسة الرياضة وقضاء الوقت في الطبيعة والتأمل من أكثر الطرق فعاليةً لتخفيف التوتر وخفض مستويات الكورتيزول، كما يُعد اتباع نظام غذائي متوازن ومغذ والامتناع عن التدخين من أساسيات خفض التوتر.
بن ودان خيرة
طبيب كوم
جمال دردور أخصائي جراحة الأعصاب والعمود الفقري
أبلغ 54 سنة وأعاني منذ مدة من مشكل على مستوى العنق مع تنميل في اليد، هل من علاج؟
قد تكون هذه أعراض تضيّق القناة العنقية، فلا تستهيني بها فقد تصابين أيضا بضعف في الساقين مع ثقل في المشي، وقد تكون هذه علامات مبكرة خاصةً عند التقدم في السن نتيجة خشونة (آرتروز) فقرات الرقبة، مما يُحدث ضغطاً تدريجياً على الحبل الشوكي، وعليه يجب أن تخضعي لفحص سريري دقيق وتصوير بالرنين المغناطيسي ومباشرة العلاج تفاديا لمضاعفات دائمة وضعف عصبي يصعب علاجه لاحقاً.
ابني يبلغ 20 سنة وأصبح يعاني من شلل بسبب ورم في العمود الفقري، ماذا أفعل؟
يمكن علاجه طبعا، حيث يخضع لعملية جراحية دقيقة ومعقدة في الوقت نفسه لأنها تتطلب الدقة القصوى لتجنب أي إصابة للأعصاب أو الحبل الشوكي، و تتمثل في استئصال الورم الموجود بين الفقرات على مستوى العمود الفقري، وحاليا هي من العمليات الناجحة عموما ويستطيع المريض استعادة الحركة تدريجيا مع إعادة التأهيل الوظيفي.
أبلغ 40 سنة وأعاني منذ أشهر من انزلاق غضروفي لفقرات أسفل الظهر، ونصحني الكثيرون بعدم إجراء عملية، هل يمكن أن أشفى دون تدخل جراحي؟
الانزلاق الغضروفي هو تحرك غضروف القرص في العمود الفقري ويضغط على الأعصاب المحيطة به، قد يسبب هذا الضغط ألما وتنميلا وضعفا في الساقين، والعملية الجراحية تعتمد على خصائص الحالة وشدة الأعراض فليس كل الحالات متشابهة، وعادة يتم اتخاذ قرار الجراحة بعد فشل المعالجة غير الجراحية، يعني البداية تكون بالعلاج الدوائي والتأهيلي، وفي بعض الحالات قد تكون الجراحة والتي تتم حاليا بالمنظار وبسهولة، كما أن المريض يشفى في وقت وجيز مقارنة بما كان سابقا، وعليه ينبغي التشاور مع الطبيب المختص وتقييم الأعراض والتشخيص الدقيق لإتخاذ قرار الجراحة.
أنا شاب في الثلاثينات أعاني من ورم في الجمجمة، ولم أتقبل إجراء عملية خوفا من نتائجها
فيما يخص عمليات إزالة ورم من المخ في قاع الجمجمة، تبقى من العمليات المعقدة لأن تموقع الورم في المخ وفي قاع الجمجمة يستلزم الحذر الشديد أثناء إجراء العملية، ولكن تبقى العملية ضرورية و نتائجها تتوقف على درجة تطور المرض عند المصاب، وعليه فإجراء مثل هذه العمليات يتطلب اختيار فريق من مختصي الجراحة و ذي خبرة في مثل هذا النوع من العمليات، ويوجد عدة حالات تعافوا واستعادوا نشاطهم بعد إزالة الورم كاملا. بن ودان خيرة
تحت المنظار
أجريت بتقنية VATS بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران
استئصال فص رئوي لمريضة بشق واحد لأول مرة في الجزائر
في إنجاز طبي غير مسبوق على المستوى الوطني، نجح الفريق الطبي لمصلحة الجراحة الصدرية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، خلال الأسبوع المنصرم، في إجراء أول عملية استئصال للفص السفلي الأيمن من الرئة باستعمال تقنية الجراحة التنظيرية بمساعدة الفيديو (VATS) عبر شق واحد فقط.
وتُعدّ هذه العملية التي أشرف عليها البروفيسور رشيد قاسمي، الأولى من نوعها في الجزائر باستخدام هذه التقنية المتقدمة. وقد خضعت لها مريضة تبلغ من العمر 19 سنة تنحدر من ولاية تلمسان، بعد تشخيص إصابتها بحالة تكيّس خلقي نادر في الفص السفلي الأيمن للرئة، يُعرف بـ"الاحتباس الرئوي"، وهو تشوّه خلقي يتمثل في وجود نسيج رئوي غير طبيعي لا يشارك في عملية التنفس، ويتغذى من شرايين لا تنتمي إلى الدورة الدموية الرئوية. وفي تصريح صحفي، أوضح البروفيسور قاسمي أن ما يميز هذا التدخل هو اعتماده على تقنية المدخل الوحيد، وهي واحدة من أحدث التطورات في مجال الجراحة الصدرية طفيفة التوغل، حيث تمت العملية بالكامل عبر شق صغير واحد، مما يقلل من الآلام بعد الجراحة، ويسرّع من فترة تعافي المريضة، ويمنح نتائج جمالية أفضل، دون التأثير على فعالية الاستئصال الجراحي أو تحقيق الأهداف العلاجية المرجوة.وكان نفس الفريق قد أجرى، قبل أشهر، عملية استئصال لفص رئوي باستعمال تقنية (VATS) لمريضة تبلغ من العمر 55 سنة من ولاية سعيدة، شُخصت حالتها على أنها نقيلة رئوية ناتجة عن سرطان القولون الغدي. وتم في هذه العملية استئصال القطعة الرئوية السادسة فقط، ما مكّن من إزالة الورم مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من النسيج الرئوي السليم، مما يجعل هذه التقنية خيارًا مثاليًا في مثل هذه الحالات الدقيقة، نظرًا لما تتطلبه من تحكم تشريحي دقيق ومهارات جراحية عالية.ويُبرز هذا الإنجاز المستوى المتقدم الذي بلغته الجراحة الصدرية في الجزائر، من خلال تبنّي أحدث التقنيات العالمية ومواجهة التحديات الجراحية المعقدة، مما يعزز استخدام هذه الوسائل المتطورة في التدخلات الجراحية المستعصية مستقبلاً.
بن ودان خيرة
خطوات صحية
هكذا يكون التكفل الاستعجالي بجروح السكري
لا يصاب كل مرضى السكري بجروح وعدوى والتهاب أو تتطور إلى قرحة، وخاصة إذا ما تم العناية بها في وقت مبكر وبشكل مناسب، لهذا يوصى دائماً بطلب الاستشارة الطبية لتقليل خطر التعرض لأي مضاعفات بسيطة أو خطيرة عند هذه الفئة من المرضى.وفي حالة الإصابة بجروح بسيطة أو خطيرة، فإن التكفل الفوري بها إلزامي لتجنب المضاعفات التي قد تؤدي لما لا يحمد عقباه، ومن الخطوات العلاجية الإبتدائية هي تنظيف الجرح جيداً بالمحلول الملحي،و تغطيته بضمادة رغوية، أو ضمادة الهيدرو جيل، لأن الجروح تلتئم بشكل أفضل عند الحفاظ عليها نظيفة ورطبة ومغطاة، كما يتطلب الأمر استخدام المضادات الحيوية الموضعية أو الفموية والتي قد يصفها الطبيب وفقاً لتقييمه، أي إذا كان الجرح ملتهبا أو قد أصابته عدوى، أو كإجراء وقائي، ويجب تقليل الضغط على الجروح، خاصة بالنسبة لقدم السكري، إذ يعيق الضغط المفرط إلتئام الجروح وقد يكون سببا لتطور الجرح إلى قرحة.
ولا يجب على مريض السكري أن يغفل عن التحكم بمستويات السكر في الدم ليسمح بتسريع شفاء الجروح والحفاظ على كفاءة تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، ويمكن أن يخضع المعني للعلاج بالأوكسجين عالي الضغط الذي يساعده أيضا في تسريع التئام الجروح التي تكون بطيئة الشفاء بشكل خاص، ويبقى التدخل الجراحي، إستعجاليا في حال إصابة الجرح بعدوى خطيرة، وقد يتم بتر الطرف المصاب مع محاولة الحفاظ على أكبر قدر ممكن منه، حيث يمكن أن يتسبب التأخر في علاج جروح السكري أو عدم علاجها بشكل صحيح، في حدوث العديد من المضاعفات منها إلتهاب العظم والنقي، والذي قد يحدث نتيجة إصابة الجرح غير المعالج بعدوى ما وانتشارها إلى العضلات والعظام، ويمكن أن يصل المريض للإصابة ب «الغرغرينا» والتي تعد أحد أكثر الأسباب شيوعا لعمليات البتر لدى مرضى السكري وخاصة في حالات جروح القدم السكرية وقرحة القدم السكرية، وقد يحدث تسمم للدم أو الإنتان وذلك في حال انتشار عدوى الجرح إلى مجرى الدم، ويعد هذا التسمم حالة مهددة للحياة.
بن ودان خيرة
نافذة أمل
إنذار مبكر لسرطان الحنجرة بالذكاء الإصطناعي
أظهر باحثون أنه يمكن اكتشاف آفات الحبال الصوتية من خلال صوت المريض، وأن النتائج المتوصل إليها تفتح الباب أمام تطبيق جديد للذكاء الاصطناعي يعمل على المساعدة للتعرف على الإنذارات المبكرة لسرطان الحنجرة من خلال التسجيلات الصوتية، حيث يمكن أن تكون هذه الآفات أوراما حميدة، وقد تمثل أيضا المراحل المبكرة لسرطان الحنجرة.
ويعد الكشف المبكر عن السرطان أمرا بالغ الأهمية لسلامة المريض، يتم تشخيص سرطان الحنجرة حاليا من خلال تنظير الأنف بالفيديو والخزعات، وهي إجراءات شاقة وتتطلب تدخلا جراحيا قد يستغرق الوصول إلى أخصائي قادر على إجراء هذه الفحوصات وقتا طويلا، مما يسبب تأخيرا في التشخيص.
وقد أجرى الدراسة باحثون من قسم المعلوماتية علم الأوبئة السريرية، جامعة «أوريغون للصحة والعلوم» في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في مجلة آفاق الصحة الرقمية، حيث يشكل سرطان الحنجرة عبئا صحيا عاما كبيرا حيث قدر عدد حالات الإصابة به أكثـر من 1,1 مليون حالة، وتوفي بسببه ما يقرب من 100 ألف شخص عبر العالم، وتشمل عوامل الخطر بهذا السرطان التدخين، والخمر، والإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وتتراوح نسبة البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الحنجرة بين 35 % و78 % على مدى 5 سنوات بعد العلاج، وذلك حسب مرحلة الورم وموقعه داخل الحنجرة.
وصرح الدكتور «فيليب جينكينز»، باحث ما بعد الدكتوراه في المعلوماتية السريرية بجامعة أوريغون للصحة والعلوم، والمؤلف المشارك في الدراسة، أنه يمكن باستخدام مجموعة من البيانات، استغلال المؤشرات الحيوية الصوتية لتمييز أصوات المرضى الذين يعانون من آفات الحبال الصوتية عن غيرهم من المصابين، حيث قام فريق الدراسة بتحليل الاختلافات في النبرة، والطبقة، والحجم، والوضوح ضمن النسخة الأولى من مجموعة بيانات عامة للذكاء الاصطناعي المتعلقة بالصوت، وتتمثل خطوة الباحثين التالية في استخدام الخوارزميات الجديدة على المزيد من البيانات واختبارها في المستشفيات على أصوات المرضى.
ويقول الدكتور «جينكينز»، أنه للانتقال من هذه الدراسة إلى أداة ذكاء اصطناعي تتعرف على آفات الحبال الصوتية، سيقوم بتدريب النماذج باستخدام مجموعة بيانات أكبر من التسجيلات الصوتية، مصنفة من قبل متخصصين، ثم اختبار النظام للتأكد من أنه يعمل بشكل جيد على قدم المساواة بين النساء والرجال، وتجرى حاليا تجارب على أدوات صحية تعتمد على الصوت، وبناء على نتائج الدراسات توقع جينكينز أنه مع توافر مجموعات لبيانات أكبر وتحقق سريري، قد تدخل أدوات مماثلة للكشف عن آفات الطيات الصوتية، مرحلة الاختبار التجريبي في آفاق 2028.
بن ودان خيرة