يتفق أطباء، على أن داء السكري ليس مجرد مرض من نوعين، بل تشمل الحالة عموما مجموعة معقدة من الاضطرابات الأيضية، وإدراك هذه الأنواع التي تعتبر أقل شيوعاً يعزز فرص التشخيص المبكر ويتيح علاجات أكثر ملاءمة لكل حالة.
بن ودان خيرة
ويعد الوعي بحقيقة أن السكري عبارة عن أطياف متعددة وليس وجهاً واحداً، خطوة أساسية في تحسين جودة حياة المرضى والحد من المضاعفات غير المرغوب فيها.
وقد كشف الطب الحديث عن مجال واسع من أشكال السكري الأقل شيوعاً، و التي تستحق تسليط الضوء عليها لفهم أعمق للمرض وضمان تشخيص أدق وعلاج أنسب، لأن الحديث عن داء السكري غالباً ما ينحصر في النوعين الأول و الثاني باعتبارهما الأكثر انتشاراً.
طفرة جينية قد تصيب المواليد الجدد بنوع من السكري
تقول أم محمد البالغ 6 سنوات، إنها تفاجأت بإصابة ابنها بالسكري عندما كان عمره لا يتجاوز السنتين، وبعد إخضاعه للعلاج والمراقبة الطبية بدأت حالته في الاستقرار، ولكن صدمة هذه الإصابة جعلتها مضطربة وتبحث عن السبب خاصة وأن العائلة لا تملك تاريخا مرضيا.
بعد التشخيص أوضح لها الطبيب، أن محمد ولد مصابا بطفرة خاصة لجين مسؤول على الأنسولين، وعليه يجب تتبع تطور مرضه والمضاعفات التي قد تنجم عنه، لكن ابنها اليوم يرفض العلاج لأنه يشعر بالاختلاف مقارنة بزملائه في المدرسة مما عمق المعاناة.
ذات الشعور يعيشه إسلام، الذي بدأ يرفض الالتزام بالنظام الغذائي الصحي، ويقلد زملاءه في تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية، رغم أنه منذ تجاوز عمر الثلاث سنوات وهو ملتزم بالمتابعة الصحية وفق ما أكده والده، مشيرا إلى أن ابنه ولد عاديا دون أي مشكل صحي، وبعد عامه الأول ظهرت عليه أعراض السكري، وهو يخضع للعلاج منذ ذاك الحين.
من جهتها، أخبرتنا عائشة أن والدتها البالغة 75 سنة، كانت مصابة بالسكري منذ سنوات وتتابع وضعها بشكل جدي، لكنها بالمقابل تجهد نفسها ولا تتوقف عن القلق والاضطراب، و قد أغمي عليها مؤخرا وعند نقلها للمستشفى تبين أنها أصيبت بالتهاب على مستوى البنكرياس مما ضاعف معاناتها مع السكري، ورغم العلاج المكثف إلا أن وضعها غير مستقر.
أمراض مناعية والتهابات وراء حالات سكري مشاكل البنكرياس
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور إبراهيم شرفية، أخصائي أمراض السكري، أن هناك أنواعا أخرى لداء السكري منها «السكري المناعي» الذي يمس البالغين ويعرف أحياناً بـ «النوع 1,5»، لأنه يجمع خصائص من النوعين الأول والثاني، و يظهر بعد سن الثلاثين كمرض مناعي ذاتي يهاجم خلايا البنكرياس لكن تطوره يكون بطيئا.
وحسبه، غالبا ما يتم تشخيص المرض في البداية على أنه سكري من النوع الثاني، إلا أن المريض يحتاج لاحقا إلى العلاج بالأنسولين، وعليه وفق محدثنا، فإن التشخيص المبكر لهذا النوع ضروري جدا لتجنب العلاجات غير المناسبة والتي من شأنها أن تؤدي لمضاعفات صحية. مضيفا، أن هناك أشكالا نادرة ذات منشأ مناعي لا تتبع النمط التقليدي للنوع الأول، لأن المناعة فيها لا تهاجم «الخلايا بيطا» المتعلقة بالسكري من النوع الأول مباشرة، ولكن تهاجم خلايا أخرى و تسبب السكري أيضا.
وأردف، أن الإصابة بالسكري قد تكون مرتبطة بأسباب مناعية نادرة منها الإصابات الفيروسية كالحصبة الألمانية الخلقية، التي قد تسبب خللا دائما في خلايا البنكرياس، مع وجود أنواع أخرى مرتبطة بالبنكرياس، إلى جانب الالتهاب المزمن لهذا العضو، أو الحالات التي تنجم عن استئصاله أو تحدث بسبب الأورام، ما يحدث تلفا بنيويا يؤدي إلى نقص في إفراز الأنسولين.
أما السكري أحادي الجين، كما يوضح الطبيب، فهو من أبرز أشكال السكري عند حديثي الولادة، ويظهر خلال الأشهر الأولى من حياة الرضيع وينجم عن طفرة في جين واحد مسؤول عن إنتاج أو تنظيم عمل الأنسولين في الجسم.
ويسمح التشخيص المبكر حسبه، بضمان المتابعة الطبية للسكري النوع الأول، بينما يوجد أيضا سكري الحمل ويظهر خلال فترة الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية التي تقلل من حساسية الخلايا للأنسولين عند الحامل وغالباً ما يختفي بعد الولادة، لكنه يرفع احتمال إصابة الأم لاحقاً بالنوع الثاني من السكري، كما قد يؤثر على صحة الجنين إذا لم تتم مراقبته بدقة، أما السكري الذي يصيب المراهقين والشباب، فغالبا ما يكون وراثيا. كما أبرز الدكتور شرفية، أن الأدوية والاضطرابات الهرمونية و بعض العلاجات بـ «الكورتيكويدات» أو أدوية السرطان، أو أمراض الغدد الصماء مثل متلازمة «كوشينغ»، قد تؤدي للإصابة بالسكري من النوع الثاني.
طب نيوز
حاسبـــــة خاصــــة لخفـض ضغــط الــــــدم
طور باحثون في معهد «دورج» للصحة العالمية، حاسبة خاصة لعلاج ضغط الدم هي الأولى من نوعها، تتيح الحاسبة للأطباء معرفة مدى احتمالية تأثير الأدوية المختلفة على خفض ضغط الدم.
وقال الدكتور» أنتوني رودجرز» الباحث المشارك، أن هذا الاكتشاف الطبي يتمثل في استخدام الآلة الحاسبة كتحد لنهج العلاج التقليدي القائم على البدء بجرعات منخفضة وببطء ثم القياس ومن ثم الحكم، مما يجعل احتمالات القراءات الخاطئة لضغط الدم واردة.
ووفق الباحث، فإن استخدام الطريقة الجديدة يمكن من تحديد مقدار خفض ضغط الدم الذي يحتاجه المريض، واختيار خطة علاج مثالية لتحقيقها بناء على الأدلة.
وقد أوضحت «مجلة ذا لانسيت»، أن الأداة الجديدة تساعد في التغلب على تحدي اختيار الأدوية والجرعة المناسبة من خلال حساب متوسط تأثير العلاج الملحوظ، كما يصنف هذا النظام العلاجات إلى «منخفضة ومتوسطة، وعالية الشدة»، بناء على مدى تأثيرها في خفض ضغط الدم وهو نهج يستخدم عادةً في علاجات خفض الكوليسترول.
ويعتزم الباحثون اختبار هذا النهج الجديد في تجربة سريرية، حيث سيتم وصف علاجات للمرضى على مقدار ما يحتاجونه لخفض ضغط الدم حسب معطيات الآلة الحاسبة.
ويأمل الباحثون أن تساعد هذه الأداة في تحسين فاعلية العلاجات، لأن نسبة الأشخاص الذين يسيطرون على ارتفاع ضغط الدم لديهم تشكل 50 % فقط عالميا.
وأكد الباحثون، أن ارتفاع ضغط الدم هو أكثر سبب شائع لزيارة الأطباء حول العالم، رغم ذلك لم يكن هناك حتى الآن مصدر شامل وحديث يوضح مدى فاعلية الأدوية المختلفة، خاصة عند دمجها أو استخدامها بجرعات متنوعة، وهنا تبرز أهمية الأداة الجديدة، إذ تقدم تقديرا متوسطا لتأثير العلاج إستنادا إلى مئات الدراسات، ما يمنح الأطباء وسيلة عملية لاختيار الخطة الأمثل لكل مريض بحسب مقدار الخفض المطلوب في ضغط الدم.
بن ودان خيرة
فيتامين
تحذير من أطعمة تفقد الجسم طاقته
ربطت دراسة حديثة أُجريت بجامعة «هارفارد» الأمريكية الإفراط في تناول بعض الأطعمة الغنية بمادة «التيرامين»، بالشعور المستمر بالتعب والنعاس خلال النهار.
وأوضحت الدراسة المنشورة بمجلة «Lancet « العلمية، أن هذه المادة الكيميائية قد تؤثر في الجهاز العصبي وتزيد من احتمالية انخفاض مستويات الطاقة، خصوصًا لدى الأشخاص الأكثـر عرضة للإنهاك الجسدي.وبيّنت كذلك، أن أبرز هذه الأطعمة هو الجبن مثل الشيدر والبارميزان، كما أُدرجت ضمن القائمة منتجات مثل مستخلصات الخميرة المستخدمة في بعض الأطعمة، فضلاً عن الأسماك المملحة أو المجففة، وكذلك الموز شديد النضج والأفوكادو الذي تُزيد الإحساس بالإرهاق ويعمل على زيادة الشعور بالخمول.وأشار الخبراء، إلى أن إدخال عناصر غذائية أخرى مثل أحماض أوميغا 3 و6 المتوفرة في الأسماك الذهنية والمكسرات، قد يساعد في مواجهة الشعور بالإرهاق، ويدعم مستويات الطاقة واليقظة على المدى الطويل.ويعتقد أفراد أن الإفطار الأفضل للكبار والصغار هو حبوب الإفطار « سيريال»، ولكنها تحتوي على كمية كبيرة من السكريات يمكن أن تضر بالصحة وتسبب انخفاض مستوى الطاقة، لذلك يجب اختيار الأنواع الصحية من حبوب الإفطار والتي لا تحتوي على قدر كبير من السكريات.ومن الخطأ أيضا، الاعتقاد أن مشروبات الطاقة هي السبيل لتجديد الحيوية والنشاط، كما ينصح بتجنب أنواع الخبز التي يتم تصنيعها بالدقيق الأبيض، لأن الكربوهيدرات تُسبب ارتفاعا شديدا في نسبة السكر في الدم، ثم ينخفض بسرعة وتنسحب معه الطاقة.وينطبق هذا الأمر كذلك، على مختلف الأطعمة البطيئة في الهضم مثل الأطعمة التي تحتوي على الدهون الضارة، وتستهلك طاقة الجسم أثناء هضمها بدلًا من تحويلها إلى طاقة.ويُنصح أن يحتوي الغذاء اليومي على كمية مناسبة من الأطعمة الغنية بالحديد مثل الخضروات الورقية، واللحوم، والكبد والمأكولات البحرية، بالإضافة إلى المكسرات والفواكه المجففة والشوكولاتة الداكنة.
طبيب كوم
الدكتور جليدة ياسين طبيب عام
يعاني ابني صاحب 12 شهرا، من الحمى منذ أيام، أعطيته خافض حرارة «باراسيتامول»، لكنه لم يتحسن وقد تورد لسانه فماذا أفعل؟
ارتفاع درجة الحرارة لمدة أسبوع مع مقاومة الباراسيتامول واللسان الوردي، قد يحيلنا إلى التفكير في مرض كواساكي، وهو مرض نادر وأعراضه تشمل الحمى لأكثر من 5 أيام، وعدم الاستجابة للدواء وظهور طفح جلدي، و تورم القدمين و اليدين، و احمرار اللسان، وظهور عقد لمفاوية. وعليه، يجب الاستعجال في عرض ابنك على الطبيب لأجل التشخيص الاستعجالي، فإذا كانت الحالة تخص مرض كواساكي، سيتم إجراء تخطيط للقلب و بداية العلاج مباشرة، لأن ابنك رضيع وبنيته الجسمية ضعيفة، وعليه يجب تفادي المضاعفات الصحية.
أبلغ 30 سنة، أنا رياضي وأتناول مكملات الفيتامين «سي» يوميا أصبت بالبوصفير، فهل المكملات هي السبب؟
أولا يجب أن تخضع لفحص سريري، لأن ظهور اليرقان «البوصفير» يدل على عدة أمراض، وبالنسبة لك فإن أقرب تشخيص هو انحلال دم حاد بسبب عوز إنزيم G6PD، محفَّز بفرط تناول فيتامين «سي». المعنى هنا، هو احتمال أنك كنت مصابا من قبل بالعوز في إنزيم G6PD، وعند الاستهلاك المفرط للفيتامين «سي» مع الجهد البدني قمت بتحفيز المرض، وعليه ظهر اليرقان نتيجة انحلال الدم الحاد، مما قد يؤدي لأخطار صحية تستوجب الإسراع في العلاج ضروري مع التوقف عن المكملات التي تتناولها، وتتبع نصائح الطبيب المعالج.
عمري 17 سنة وأصبت بنوع من الكآبة والعزلة وعدم التحكم في أدائي لأعمالي، هل هذا خطير؟
يظهر من خلال السؤال احتمال الإصابة بمرض «ويلسون» الذي تتمثل أعراضه العامة في العزلة، والخمول، وعدم القدرة على أداء المهام اليومية، و تراجع الأداء الدراسي، و إذا أظهر الفحص الطبي تضخما مع عدم وجود اضطرابات في إنزيمات الكبد، و حركات غير متناسقة مع عدم وجود عجز حركي، فإن الطبيب في هذه الحالة سيشك في مرض ويلسون، مع خلل في استقلاب النحاس في الجسم.وللتأكد من هذه الحالة يجب مراجعة طبيب مختص في أمراض الكبد كي يراقب انخفاض مستويات «السيرولوبلازمين» في المصل، وارتفاع إفراز النحاس في البول، وقد يجري خزعة للكبد. يعتمد العلاج عموما، على نظام غذائي منخفض النحاس وأدوية مثل «البنسيلامين» أو «الترينتين»، ولكن التشخيص الحقيقي يرجع للطبيب المعالج.
تجدر الإشارة، إلى أنه في الجزائر غالبا ما نشخص انحلال الدم بسبب عوز إنزيم G6PD الناجم عن استهلاك الفول بكثرة، فبعض الأشخاص يعانون من عوز الإنزيم المذكور، وعند إفراطهم في تناول الفول تظهر عندهم الأعراض سابقة الذكر.
بن ودان خيرة
تحت المنظار
مختصون يذكرون بالإجراءات الوقائية
التلقيح ضروري لمواجهة الأنفلونزا هذا الموسم
يتميز الدخول الاجتماعي بحركية مرتفعة، مما يشكل بؤرا لانتقال سريع للعدوى والإصابة بمشاكل تنفسية نتيجة انتشار الفيروسات المختلفة مثل الفيروس التنفسي المخلوي الذي يعد الأقل انتشارا، وفيروس البارا أنفلونزا، وكذا الرينو فيروس. ويعد التلقيح ضد هذه الفيروسات وخاصة فيروس الأنفلونزا، أساسيا لأنه يساعد على تقوية مناعة الجسم في أسبوعين، بفعالية وقائية من الأنفلونزا تتراوح بين 40 % و60 %.
ويوضح أخصائي الأمراض التنفسية الدكتور وسيم عبد الإله، أن المعطيات تشير إلى أن فيروس الأنفلونزا سيتصدر قائمة الالتهابات الفيروسية التنفسية المحتملة هذا الموسم، وبعدها تأتي الفيروسات الأخرى مثل «سارس كوف 2»، الذي ما يزال منتشرا من خلال متحورين موجودين في الساحة منذ عدة أشهر وهما ( nimbus NB1.8.1 وStratus XFG ).
مشيرا، إلى أن الإصابات بهذه المتحورات ليست خطيرة لكنها تشبه الزكام وتستدعي الالتزام بالحذر خاصة عند الأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة.
وذكر الطبيب أن الفيروسات التنفسية التي سادت في الفترة ما بين ديسمبر2024 و جانفي 2025، هي الأنفلونزا و فيروس «سارس كوف 2». مبرزا أن الأنفلونزا كانت أكثر انتشارا حتى ساد الاعتقاد أن كورونا قد عاد بقوة، خاصة مع ظهور أعراض مثل الحمى، وآلام الحلق، وفقدان الذوق، والتهاب الجهاز الهضمي.
ودعا الأخصائي، إلى ضرورة الالتزام بالاحتياطات الوقائية بغسل الأيدي، وتجنب البقاء في الأماكن المغلقة والمكتظة، وارتداء الكمامة عند فئة من المرضى المزمنين، دون إغفال أخذ اللقاح.
من جهته، قال الدكتور باسم نوفل إبراهيم، أخصائي علم الأوبئة والطب الوقائي، إن التوقعات تشير إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروسات التنفسية خاصة مع بداية انتشار العدوى في أواخر سبتمبر، ولكن حاليا هناك أعراض تتمثل في حمى وإسهال، يصيبان مختلف الفئات العمرية وخاصة الأطفال، ويعتقد الكثيرون أنها إصابات فيروسية، ولكنها علامات ترتبط بالعديد من الأمراض الصيفية كضربة شمس، والتسممات الغذائية، والزكام وغيرها. لكن الناس منذ جائحة «كوفيد 19» أصبحوا ينتبهون للأعراض وغالبا ما يعتبرونها عدوى فيروسية.
وقد تم هذا الموسم تصميم لقاح الأنفلونزا الرباعي عالي الجرعة، لتوفير حماية أكثر فعالية ضد 4 سلالات من فيروسات الأنفلونزا، وضمان حماية أكبر للفئات العمرية بين 65 عاما فأكثر، كونها عرضة لخطر المضاعفات الشديدة، إلى جانب الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن، والربو، وأمراض القلب، وأمراض الأوعية الدموية الدماغية، والفشل الكلوي، والسكري.
بن ودان خيرة
خطوات صحية
خطة 20-20 لحماية العين من الجفاف
يعاني أشخاص من مشاكل في العين أو حتى اضطرابات البصر، بسبب مقابلة الشاشات الذكية لساعات طويلة سواء الهاتف النقال، أو الألواح الرقمية، أو الكمبيوتر وغيرها، وفي هذا الصدد ينصح المختصون بضبط وتنظيم مقابلة الشاشات الذكية لحماية العين من الجفاف والأمراض، وما ينجم عنها من مشاكل صحية.
وأفادت الدكتورة «آنا كليويفا»، أخصائية طب العيون بمستشفى المعهد المركزي لبحوث الأوبئة التابع لوكالة حماية حقوق المستهلك، بأنه لا ينصح بالقراءة دون انقطاع لأكثر من 20 دقيقة، لتجنب الإجهاد البصري اليومي والجفاف والإضرار بالعين.
وعليه يجب أخذ فترات راحة كل 20 دقيقة، بالاعتماد على قاعدة 20-20-20، عند العمل على الكمبيوتر أو القراءة، فبعد كل 20 دقيقة من العمل عن قرب، يجب أخذ استراحة والنظر إلى شيء على بعد 6 أمتار لمدة 20 ثانية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على جميع الأشخاص الذين يعملون لفترات طويلة على الشاشات (مثل الكمبيوتر، الهواتف، الأجهزة اللوحية، الكتب، الرسم، التصميم، البرمجة وما شابه ذلك)، استخدام قطرات مرطبة للوقاية من جفاف العين.وتوضح الدكتورة «آنا كليويفا»، أنه إذا ظهرت لدى الشخص أعراض مثل الصداع، وصعوبة التركيز، وعدم وضوح الرؤية، والرغبة في الابتعاد عن الهاتف، أو الكتاب، أو الجهاز اللوحي، أو شاشة الكمبيوتر فإن هذا يشير إلى ضرورة استشارة طبيب عيون لإجراء الفحص اللازم.وتشير دراسات أخرى، إلى أن تمارين العين قد تكون مفيدة خاصة عند العمل عن قرب لفترات طويلة، فهي تساعد على تخفيف الإجهاد وتحسين الدورة الدموية في عضلات العين، وتنشيط التركيز، وتقليل خطر تشنج التكيف لدى الأطفال، حيث يمكن ممارسة تمارين العين مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، خاصة بعد 20- 30 دقيقة من القراءة أو العمل. وينصح بتمرين «علامة على الزجاج» أي النظر إلى مسافة بعيدة من النافذة لمدة 20 ثانية، ثم النظر إلى علامة مثبتة على زجاج النافذة من مسافة 30-40 سنتيمترا، و تكرار هذا التمرين خمس مرات، أما لإرخاء وتدريب عضلات محجر العين، فيجب «الرسم بالعينين»، أي تحريك النظر ببطء لأعلى ولأسفل، يمينا ويسارا، في شكل دائرة في كلا الاتجاهين.
بن ودان خيرة
نافذة الامل
دواء الإمساك للوقاية وتحسين وظائف الكلى
أعلن باحثون من جامعة «توهوكو اليابانية»، عن نتائج أول تجربة سريرية تظهر بأن عقار «لوبروستون» المعروف كدواء لعلاج الإمساك المزمن، يمكنه تحسين وظائف الكلى لدى المرضى المصابين باعتلال كلوي مزمن، علما أنه تم تطوير دواء الإمساك المذكور من طرف شركة «سوكامبو» الأميركية للأدوية، وحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2006 ويصرف بوصفة طبية فقط.
ويستخدم «لوبروسوتن» لعلاج الإمساك المزمن مجهول السبب والإمساك المصاحب لمتلازمة القولون العصبي لدى النساء والإمساك الناتج عن استخدام مسكنات الألم الأفيونية.
وتشمل الآثار الجانبية الشائعة لهذا الدواء الغثيان، والإسهال والصداع، والانتفاخ، مع ملاحظة أن الغثيان هو الأثر الجانبي الأكثر شيوعاً.ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة «تاكاكي آبي»، من كلية الطب بجامعة توهوكو، إنه وفريقه لاحظوا أن الإمساك عرض شائع بين مرضى الكلى المزمنين، وعند البحث عن الرابط تبين أن الإمساك يحدث خللا في ميكروبات الأمعاء مما يفاقم تدهور الكلى. وقد جاءت الفكرة انطلاقا من هذه الفرضية، وأجرى الفريق عدة تجارب، و أظهرت النتائج أن تراجع وظائف الكلى تباطأ بشكل ملحوظ عند المرضى الذين تناولوا «لوبروستون»، وهذا اعتمادا على الجرعة.
وحسب الدراسة المنشورة في دورية «ساينس أدفانسس»، تعمل الآلية المقترحة على محور الأمعاء ــ الكلية، على مراحل مترابطة إذ يبدأ الدواء الذي يحسن حركة الأمعاء مع إفراغها، بتعديل بيئة القولون الداخلية عبر زيادة إفراز السوائل وتنشيط العبور المعوي ما يغير تركيبة الميكروبيوم، ويحد من اختلاله المصاحب للإمساك المزمن لدى كثير من مرضى القصور الكلوي.وبفضل هذا التحول في التوازن البكتيري ونمو سلالات مفيدة، يتم تعزيز إنتاج «البوليامينات»، وهي جزيئات إشارات خلوية معروفة بدورها بتحسين كفاءة «الميتوكوندريا»، عبر دعم توازن الطاقة وتقليل الإجهاد التأكسدي، وتعزيز عمليات الصيانة الخلوية. وبالتالي تصبح الكلية أقدر على تحمل الضغط الالتهابي المزمن وتتباطؤ وتيرة التلف، وتتراجع الإشارات الالتهابية العامة، أي أن الدواء يوفر أثرا وقائيا مزدوجا يجمع بين إنعاش الطاقة الخلوية وكبح الالتهاب الكلوي. ويعد مرض الكلى المزمن من أبرز التحديات الصحية عالميا إذ يصيب مئات الملايين من الأشخاص ويؤدي في كثير من الحالات إلى فشل كلوي، يتطلب جلسات غسيل منتظمة للبقاء على قيد الحياة، ولا توجد حتى اليوم أدوية فعالة قادرة على تحسين وظائف الكلى بشكل مباشر، بل يقتصر العلاج على التحكم بالأعراض وتقليل المضاعفات. بن ودان خيرة