يُعرف سلس البول أو التبول اللاإرادي لدى الأطفال بأنه مشكلة شائعة نسبيا، وقد تكون له أسباب جسدية في كثير من الأحيان ، ورغم ذلك يرى المختصون أن الضغوطات النفسية والتوتر والقلق يمكن أن تكون عوامل محفزة أو تزيد من تفاقم هذه المشكلة خصوصا في حالات التبول اللإرادي الثانوي، حيث يعود الطفل مجددا إلى تبليل فراشه بعد فترة طويلة من الجفاف، في حين يؤكد الأطباء على ضرورة معالجة الأسباب العضوية والنفسية وتقديم الدعم للطفل وتفادي التوبيخ والعقاب لتجنب تأثيراته السلبية مستقبلا.
سامية إخليف
تعاني السيدة نسيمة مع طفلها البالغ من العمر أربع سنوات والذي عاد إلى التبول اللاإرادي بعد سنتين من تخلصه من الحفاظات وتعوده على الذهاب إلى الحمام بمفرده، ما تسبب في شعورها بالإحباط، فبعد ولادة شقيقته مباشرة أصبح يبلل فراشه في الليل و النهار، كما أصبح كثير الحركة والانفعال، وهو السبب الذي جعلها ترفض تسجيله في روضة الأطفال.
أما سعاد فتؤكد أنها جربت طرقا متعددة مع ابنها البالغ من العمر ست سنوات ليتخلص من التبول اللإرادي، مثل تقليل السوائل قبل النوم وتشجيعه على استخدام الحمام، وبعد استشارة الطبيب الذي أكد لها أن حالته طبيعية ووصف له بعض الأدوية البسيطة تحسنت حالته تدريجيا.
* المختصة النفسانية العيادية لطيفة حماد
التربية العلاجية والتعزيز الإيجابي أسلوب فعال
توضح المختصة النفسانية العيادية لطيفة حماد أن القلق والخوف والاضطرابات العاطفية يمكن أن تكون بمثابة محفزات مباشرة للتبول اللاإرادي عند الأطفال، وتحدث هذه المشكلة غالبا في المواقف الصعبة مثل الخلافات العائلية، أو التغيرات الكبيرة في حياة الطفل كالانتقال إلى منزل جديد، أو ولادة أخت أو أخ جديد، أو دخول المدرسة لأول مرة، كما يمكن أن يظهر الاضطراب نتيجة لتعرض الطفل للعنف من قبل الوالدين أو نشأته في بيئة مضطربة، أو حتى بسبب تدريبه الخاطئ على استخدام الحمام، من جهة أخرى ، يمكن أن يصبح التبول اللاإرادي بحد ذاته مصدرا للتوتر والقلق لدى الطفل، مما يخلق حلقة مفرغة، وقد يعاني الأطفال المصابون بسلس البول من صعوبة في النوم، وشعور بالخجل أو الذنب، وقد يتجنبون الأنشطة الاجتماعية، مثل التخييم، أو المبيت مع الأصدقاء. وبحسب المختصة، فإن علاج التبول اللإرادي يعتمد على إجراءات تهدف إلى استعادة ثقة الطفل بنفسه، وتشجيعه على التقدم، وتشمل التربية العلاجية عدة طرق تبدأ بعدم تهويل الأمر للطفل، بحيث يجب شرح أسباب المشكلة له بلغة بسيطة واستخدام كلمات يفهمها، وطمأنته بأنه ليس الوحيد الذي يعاني منها، وأن هناك حلا لها دون تحديد مدة زمنية معينة، ومن المهم تعويد الطفل على الذهاب إلى الحمام بانتظام قبل النوم ، ويجب العمل على التقليل من شعور الطفل بالذنب أو الخجل.
وتشمل التربية العلاجية أيضا توعية الطفل بضرورة تقليل تناول المشروبات، والحليب، والشوكولاطة في الفترة المسائية، ويمكن للوالدين اللجوء إلى "العلاج الشرطي" وهو أحد أساليب العلاج السلوكي المستخدمة في علاج التبول اللا إرادي عند الأطفال، حيث يمكن استخدام منبه لإيقاظ الطفل ليلا للذهاب إلى الحمام كخطوة أولية حتى يعتاد على الساعة البيولوجية والنهوض في مواعيد ثابتة، وشددت المختصة على ضرورة الامتناع التام عن توبيخ الطفل أو لومه أو عتابه، لأن ذلك يسبب له آثارا سلبية ويزيد من تفاقم المشكلة أحيانا، وقد يؤدي هذا الأسلوب إلى فقدان الطفل ثقته بنفسه وتقديره لذاته، مما يفتح الباب لمشاكل نفسية حادة في سن البلوغ.
ويعد التعزيز الإيجابي أيضا أسلوبا فعالا لمساعدة الطفل على التخلص من التبول اللاإرادي، و يتضمن تشجيع الطفل ومكافأته بعد كل ليلة جافة من دون تبول في الفراش، حيث يمكن استخدام رزنامة أسبوعية أو مخطط يُتيح للطفل تحديد كل ليلة جفاف برسم أو صورة يلصقها في دفتر، مع مدح الطفل على نجاحاته المتتالية لتشجيعه، مؤكدة أن هذا الأسلوب له تأثير إيجابي دون الضغط عليه، مما يجعله يشعر بتقدير الذات.
وأكدت المختصة النفسانية على ضرورة استشارة مختص لإقصاء الأسباب العضوية المحتملة، وإذا تم استبعاد هذه الأسباب، يُنصح بالتوجه إلى أخصائي نفساني لتحديد السبب النفسي والتعامل معه.
* المختصة في طب الأطفال وحديثي الولادة أمينة قادة زاير
التبول اللا إرادي يختفي تلقائيا في معظم الحالات
توضح المختصة في طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة أمينة قادة زاير، من جهتها، أن التبول اللاإرادي شائع نسبيا بين الأطفال الصغار وخاصة بين الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات وهو ما يُطلق عليه "سلس البول الأولي" ، ويتميز بتبليل الطفل لفراشه باستمرار ، ويحدث غالبا في الليل أثناء النوم ، وتعود أسبابه إلى عدم قدرة الطفل على التحكم في صمام المثانة، والاستعداد الوراثي، أو قد يكون علامة على فرط النشاط الحركي لدى الأطفال.
أما النوع الثانوي، فيتميز بعودة الطفل للتبول بعد فترة لا تقل عن ستة أشهر على الأقل كان فيها جافا، وتعتبر الحالة النفسية للطفل هي العامل المؤثر الأكبر، وقد يكون التبول رد فعل للتوتر الذي يعاني منه بسبب قدوم مولود جديد إلى العائلة، أو نتيجة إصابته بصدمة مثل وفاة شخص عزيز أو التنمر، وما إلى ذلك، كما أن مرض السكري الذي يسبب كثرة الشرب والتبول يمكن أن يكون سببا.
وتؤكد المختصة أن التحكم الكامل في صمام المثانة يحدث عادة بعد سن الخامسة، ويمكن أن يختفي التبول اللا إرادي من تلقاء نفسه في معظم الحالات مع تقدم الطفل في العمر، ومع ذلك قد يعاني الطفل من آثار نفسية مثل تدني تقدير الذات نتيجة التنمر من قبل إخوته أو المحيطين به، وتُعد الأدوية حلا أخيرا يُلجأ إليها في الحالات القليلة التي تفشل فيها الإجراءات السلوكية ، ومن المفيد استشارة مختص نفساني عند الاشتباه في أن مشاكل نفسية هي السبب في التبول اللا إرادي.
وحذرت الطبية من ضرب الطفل، أو السخرية منه، أو إهانته، وتفادي الحلول غير الفعالة مثل إجباره على ارتداء الحفاظات أو إيقاظه من فراشه عدة مرات في الليل، لأن هذه السلوكيات تزيد المشكلة تعقيدا، وتجعل الطفل يشعر بالنقص كما تؤثر على جودة نومه، ويعد التحلي بالصبر والهدوء أفضل طريقة للتعامل مع المشكلة، مع تعديل السلوكيات، حيث تنصح بالتقليل من تناول السوائل بعد الساعة السادسة مساء والتوقف عنها تماما بعد الثامنة، وعلى الأولياء مرافقة أطفالهم وتقديم الدعم لهم وتجنب التنمر لتفادي انعكاساته السلبية على نفسيتهم.
س.إ
طب نيوز
اكتشاف جديد حول بنية دماغ المرضى النفسيين
كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة "European Archives of Psychiatry and Clinical Neuroscience" عن أن القاسم المشترك بين جميع المرضى النفسيين يتمثل في اختلاف في بنية الدماغ مقارنةً ببقية السكان.
وأجرى هذه الدراسة كل من مركز الأبحاث Jülich وجامعة RWTH Aachen في ألمانيا، حيث قام الباحثون بمقارنة فحوصات دماغية لـ 39 شخصا مصابا باضطراب نفسي بأخرى لأشخاص أصحاء.
ولم يكن الهدف من الدراسة الإشارة إلى اضطراب الشخصية هذا، بل تحديد مجالات العمل التي من شأنها أن تسمح بعلاج هذا المرض، و يُعد الاضطراب النفسي أحد عوامل الخطر الرئيسية للعنف الخطير والمستمر.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الاضطرابات السلوكية التي تم رصدها مرتبطة بنقص في حجم مناطق معينة من الدماغ، وتحديدا في الدوائر الأمامية تحت القشرية، التي يعتقد أنها تلعب دورا في التحكم في السلوك، وقد استنتج الباحثون من خلال هذه الملاحظات أن السلوكيات المعادية للمجتمع التي تنبع منه مرتبطة بشكل مباشر ببنية دماغ الفرد.
سامية إخليف
فيتامين
هذه الأطعمة تحارب الزهايمر وتحمي الدماغ
تُظهر العديد من الدراسات أن بعض الأطعمة يمكن أن تساعد في الحفاظ على الذاكرة وتقليل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، وتغذية الجسم والدماغ .
وقد ثبت أن بعض العناصر الغذائية تقلل الالتهاب، وتحسن الدورة الدموية الدماغية، وتحمي الخلايا العصبية من الإجهاد التأكسدي المسؤول بشكل كبير عن الشيخوخة المبكرة للدماغ.ووفقا للبحث، يجب الاعتماد على هذه العناصر للوقاية قدر الإمكان من ظهور الأمراض التنكسية العصبية والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
وتعد الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل، غنية بالأوميجا 3، وخاصة DHA، التي تدعم التواصل بين الخلايا العصبية.
كما أن التوت الأزرق والفراولة والتوت الأسود، مليئة بمضادات الأكسدة التي تحارب الإجهاد التأكسدي، وتحتوي المكسرات وخاصة الجوز على الأوميجا 3، وفيتامين E، والبوليفينول، وكلها مفيدة للذاكرة، أما الخضروات الورقية الخضراء مثل السبانخ واللفت والبروكولي، غنية بفيتامينات B9 و K واللوتين، المرتبطة بتباطؤ التدهور المعرفي، كما توفر البقوليات مثل العدس والحمص والفاصوليا الحمراء، الألياف والحديد والبروتينات النباتية، مع الحفاظ على مستوى جيد لسكر الدم.
سامية إخليف
طب نيوز
المختص في جراحة الأسنان الدكتور محمد حامل
هل خلع ضرس العقل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية لأنه يسبب لي آلاما حادة وغير محتملة رغم أنه غير مسوس؟
يمكن أن تحدث آلام ضرس العقل العفوية حتى لو لم يكن به تسوس، أحيانا يكون السبب هو كبر حجم الضرس وضيق عظم الفك، وبشكل عام، لا توجد مضاعفات كبيرة لخلع ضرس العقل، ولكن في حال وجود عدوى في الضرس، يجب علاجها أولا، أنصحك بالاستمرار في تناول الأدوية لمدة يومين أو ثلاثة بعد الخلع لتعقيم مكان الضرس والمساعدة في سرعة الشفاء.
ابنتي تبلغ من العمر ست سنوات، وقد لاحظت وجود تسوس في أسنانها اللبنية، فما هو الحل؟
عليك التعامل مع تسوس الأسنان بجدية، لأن إهمال علاجه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل الروماتيزم المفصلي ، لذا، أنصحك بأخذها فورا إلى طبيب الأسنان لفحصها، يجب أيضا الحرص على تنظيف أسنان الطفلة بالفرشاة والمعجون المناسبين.
فقدت حشوة ضرسي وأعاني الآن من الألم عند شرب السوائل الساخنة والباردة، هل يمكن للمسكنات أن تقضي نهائيا على الألم بدلا من استشارة الطبيب؟
أنصحك بضرورة زيارة طبيب الأسنان لتلقي العلاج اللازم لتجنب الوصول إلى المرحلة الثالثة من الالتهاب، حيث أن الألم سيصبح حادا وغير محتمل لا سيما وأنك تعانين من الألم عند تناول المشروبات الساخنة، في حال التأخر في العلاج، الألم سيتضاعف خلال فترة قصيرة بسبب تضرر العصب والأوعية الدموية الموجودة في اللب.
سامية إخليف
تحت المنظار
نقـص الكالسيــوم عامـل خطـر لهشاشـة العظـام
تؤكد المختصة في الصحة العمومية الدكتورة عباسية غربي، أن الكالسيوم عنصر حيوي للصحة العامة، حيث يقوم بأدوار متعددة تشمل تقوية جهاز المناعة ودعم الجهاز العصبي، والمساعدة في تخثر الدم، ويعتبر أساسيا لتكوين العظام والأسنان وضمان صلابتها وقوة الهيكل العظمي، بالإضافة إلى ذلك، يساهم الكالسيوم في التفاعلات الخلوية، ويعزز نمو العظام لدى الأطفال والمراهقين، ويساعد على الحفاظ على الكتلة العظمية لدى الشباب، وعند كبار السن ، يعمل الكالسيوم مع فيتامين د للوقاية من هشاشة العظم.
وحسب الطبيبة يمكن أن يؤدي نقص الكالسيوم إلى مجموعة من المشاكل الصحية مثل الكساح وتأخر المشي وظهور الأسنان وهشاشتها لدى الأطفال، ويمكن أن يسبب أيضا آلاما في المفاصل والعظام، والإرهاق، وتسوس الأسنان لدى الأطفال البالغين، ومشاكل عصبية، وعلى المدى الطويل، قد يؤدي نقص الكالسيوم إلى هشاشة العظام أو تلين العظام، وانخفاض كثافتها، وزيادة خطر الإصابة بالكسور، ويعد الحصول على كميات كافية من الكالسيوم خلال الطفولة والمراهقة مهما جدا للوصول إلى ذروة الكتلة العظمية.
وأشارت إلى أن نقص الكالسيوم يمكن أن يحدث نتيجة لحالات طبية أو عادات غذائية مثل سوء التغذية، وبعض أمراض الجهاز الهضمي، والتعرض للزئبق وبعض أنواع السرطان.
وأوضحت الطبيبة أن فيتامين د يلعب دورا حاسما في الحفاظ على توازن الكالسيوم في الجسم، حيث يزيد من امتصاصه في الأمعاء ويثبته على الهيكل العظمي، مما يحافظ على كثافة المعادن في العظام، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين لديهم نقص في فيتامين د قد تكون لديهم مستويات غير طبيعية منخفضة من الكالسيوم .
وللوقاية من نقص الكالسيوم، تنصح بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية به، وتشمل المصادر الممتازة منتجات الألبان مثل الحليب والجبن والياغورت، كما توجد كميات كبيرة من الكالسيوم في الخضروات الورقية الخضراء مثل البروكلي واللفت والجرجير، بالإضافة إلى ذلك، يمكن الحصول عليه من الأسماك مثل السلمون والسردين، والمكسرات مثل اللوز والسمسم وبذور الشيا، كما تحتوي بعض أنواع المياه المعدنية على نسبة كبيرة من الكالسيوم.
وتنصح بالتعرض لأشعة الشمس لمدة 10 إلى 15 دقيقة يوميا لمساعدة الجسم على إنتاج فيتامين د ، مما يعزز تثبيت الكالسيوم على العظام.
وفي حالة النقص، قد يصف الطبيب مكملات الكالسيوم التي يجب تناولها مع الطعام لتحسين امتصاصها، إلا أنه يجب الحذر من استهلاك هذه المكملات دون استشارة طبية لتجنب الإفراط فيها وتفادي المشاكل الهضمية أو مشاكل الكلى.
سامية إخليف
خطوات صحية
حيل منزلية فعالة لتخفيف آلام البطن
يمكن أن يكون لآلام البطن تأثير كبير على الحياة اليومية، مثل الأنشطة الروتينية، والعمل، والعلاقات الاجتماعية، وتتفاوت شدة الألم من مريض إلى آخر حسب السبب.
وغالبا ما يمكن تخفيف آلام البطن في المنزل، بشرط ألا تكون هذه الآلام مصحوبة بأعراض أخرى مثيرة للقلق بحسب المختصين، وقد أظهرت دراسة بريطانية أن الحرارة تساعد في تخفيف الألم عن طريق منع بعض الإشارات العصبية، و يمكن أن يساعد وضع قارورة ماء ساخن بدرجة حرارة 40 أو منشفة دافئة على البطن بشكل خاص على إرخاء العضلات وتخفيف التقلصات، مما يقلل من الألم.
ولتخفيف عسر الهضم، يُنصح بالبقاء في وضع عمودي بعد الأكل، وتجنب الاستلقاء، لأن ذلك يزيد من ارتداد الحمض وحرقة المعدة، ويجب انتظار بضع ساعات بعد الوجبة قبل الذهاب إلى الفراش، كما ينصح بمراقبة تطور الشعور بعدم الراحة بعناية.
ويمكن شرب السوائل الدافئة مثل شاي البابونج، أو النعناع، أو الزنجبيل لما له من تأثير مهدئ على المعدة، كما أن هذه الأعشاب تساعد في تهدئة الجهاز الهضمي وتقليل الانتفاخ والغازات، وفي حال استمرار الألم أو تفاقمه، أو كان مصحوبا بأعراض أخرى مثل القيء أو الحمى، فمن الضروري استشارة الطبيب لتحديد السبب والعلاج المناسب. سامية إخليف
نافذة أمل
علاج تجريبي قد يحدث ثورة في مكافحة سرطان الدم النقوي المزمن
كشفت دراسة أسترالية حديثة أن هناك طريقة علاجية جديدة قد تحدث تحولا كبيرا في علاج سرطان الدم النقوي المزمن، وهو أحد الأنواع النادرة التي يصعب علاجها، واكتشف العلماء أنه عند الجمع بين عقار "Lenzilumab" التجريبي وعقار "Azacitidine" الكيميائي، يمكن تحقيق استجابات علاجية قوية ومستدامة لمرضى سرطان الدم النقوي المزمن.
ويعمل عقار "Lenzilumab"، الذي تم تطويره في أستراليا، على منع جزيء إشاري مسؤول عن تكوين الخلايا المرضية والالتهابات بشكل مفرط في الجسم، وقد أظهرت النتائج تحسنا ملحوظا لدى 22 من أصل 34 مشاركا في الدراسة، واستمر هذا التأثير وتزايد بعد ستة أشهر. ووصف رئيس فريق البحث، البروفيسور دان توماس، هذه النتائج بأنها "أرقام قياسية وغير مسبوقة" ، وقد استمر 15 مريضا في العلاج لأكثر من عام دون عودة أعراض المرض، كما تلقى ثلاثة مرضى العلاج لأكثر من ثلاث سنوات، ومريض واحد لأربع سنوات، وجميعهم يتمتعون بصحة مستقرة.
وهناك أيضا مؤشرات واعدة على أن عقار "Lenzilumab" قد يفيد في علاج أنواع أخرى من سرطانات الدم، حيث أدى استخدام العقار عند مريض مصاب بابيضاض الدم النقوي الحاد المقاوم للعلاجات التقليدية، إلى خفض نسبة الخلايا السرطانية في نخاع العظم من 20 % إلى 7 %. وعلى الرغم من أن الأبحاث لا تزال في مراحلها التجريبية، يصف الخبراء هذه النتائج بأنها "استثنائية ومفعمة بالأمل"، ويأمل الباحثون أن يحدث هذا النهج العلاجي نقلة نوعية في علاج سرطانات الدم النادرة والصعبة. سامية إخليف