الأربعاء 24 سبتمبر 2025 الموافق لـ 1 ربيع الثاني 1447
Accueil Top Pub

مسؤولية مشتركة ودعوة للتفهم والدعم: هكذا يكون الدخول المدرسي لذوي الاحتياجات الخاصة

يلتحق التلاميذ بالمدارس مجددا لموسم جديد، حاملين الكثير من الأحلام والآمال و الطموحات، ومحاطين بالمخاوف أيضا من مغبة الفشل أو مواجهة بعض الصعوبات في التعلم والتأقلم، وتشكل فئة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد، شريحة هامة بالنظر إلى تحديات التي ترفعها وتتطلب استعدادات خاصة ومرافقة دقيقة تبدأ من الأسرة، لتمتد إلى المدرسة والمجتمع ككل، ما يبرز الحاجة الملحة لتوفير بيئة شاملة آمنة لهم، يرى المختصون أن ضمانها يعد مسؤولية مشتركة.
قد لا يتشارك جميع التلاميذ في الحماس والرغبة في ارتياد المدرسة فهناك أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومصابون بالتوحد، وفرط الحركة والنشاط، قد لا يعون ماهية هذا الموعد، مقابل ذلك يسبب الأمر مخاوف لأغلب أولياء الأمور الذين يلتحق صغارهم بالمدرسة لأول مرة مرة، أو يعودون إليها لموسم جديد مثقل بالتحديات والمسؤوليات المضاعفة. تعتبر أم أنس ذو 7 سنوات، والذي يعاني من فرط الحركة، الموعد فرصة لالتحاق ابنها بمقاعد الدراسة والانشغال بشيء مفيد بين أحضان قسم خاص ومربية متخصصة.
أما أم غيلاس، الذي يدرس في القسم الرابع ابتدائي، فتقول إن الأمر صعب للغاية، خاصة في ظل معاناة ابنها من طيف التوحد والذي يجعل من سلوكياته مختلفة نوعا ما، ويعرقل من تعلمه بشكل جيد داخل القسم العادي. وأوضحت أنها بدأت التحضير للسنة الدراسية الجديدة مسبقا لتفادي المشاكل التي واجهتها في المرات السابقة، وذلك من خلال التنسيق مع النفسانية التي تتابع حالته، وحتى بالتعلم من تجارب الكثيرين على مواقع التواصل الإجتماعي.
التنسيق يضمن دخولا مدرسيا مستقرا للفئات الخاصة

وتقول الأخصائية النفسانية دلال حمادة، إن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال طيف التوحد، يمتلكون الحق في التمدرس في المدارس العادية، إلا أنه أمر صعب التفعيل وذلك لخصوصية هذه الفئة وطبيعة تحركاتها، ناهيك عن افتقار المعلم العادي في القسم العادي لمهارات التخصص التي تتطلبها معاملة هؤلاء التلاميذ، وهذا ما أكدت أنه يخلف عقبات كبيرة في العملية التعليمية تؤثر على سير الحصص في الصفوف العادية.
وأكدت الأخصائية، أن التكفل بهؤلاء التلاميذ يحتاج إلى مختص في علم النفس، أو أورطوفوني، أو إلى مربي خاص في قسم خاص، وهي أقسام قالت بأنها قليلة جدا في المؤسسات التعليمية.
وأضافت، أن تحسين سلوكيات هؤلاء الأطفال يستوجب تدخل المختصين، إلى جانب دور الأسرة التي تصفه بالمهم بداية بالتحضير والمرافقة.
ودعت السيدة حمادة، إلى أهمية التحضير النفسي لهؤلاء التلاميذ من أطفال التوحد أو فرط الحركة، بالتنسيق بين الأسرة والمختصين الذين يتابعون حالاتهم، على أن يتمدرسوا داخل أقسام خاصة ورفقة معلمة متخصصة في التعامل معهم. رافضة إدماجهم مع الأطفال العاديين لكونهم لن يستفيدوا حسبها. زيادة على كونهم سيؤثرون سلبا على سير الحصص داخل الأقسام.
وأضافت، أن الطفل من سن 5 سنوات إلى 10 سنوات، يصنف في مرحلة الكمول، وهي محطة للاكتساب المكثف والسريع، وأي تشويش في هذا التوقيت سيخلف حالة من عدم الاستقرار تنعكس سلبا على مكتسباته.
وعن أجواء الدخول المدرسي، دعت أولياء الأمور لإشراك أبنائهم في اقتناء الأدوات، والتحدث إليهم بشأن الوجهة الجديدة والمتمثلة في المدرسة، و شرح نوعية النشاطات التي سيقومون بها هناك، وفكرة العلاقات الجديدة والمحيط الذي سيتعاملون معه. مؤكدة أن التأقلم لا يكون مباشر وإنما يستغرق وقتا، ومشددة على ضرورة التنسيق بين المعلمين والأولياء من أجل موسم دراسي مستقر وتحقيق نتائج أفضل مع التلاميذ.
تشخيص مبكر ومرافقة مشتركة لأطفال التوحد من أجل المدرسة
من جانبها، دعت مؤسسة إلياس للتوحد لتكاثف الجهود وإتباع الخطوات المدروسة قصد تحقيق دخول مدرسي واندماج ناجح، وأكدت رئيسة المؤسسة السيدة فراح أسيد، أنه من الضروري جدا بدأ العملية قبل تسجيل الطفل في الابتدائي، بالتعاون بين الأسرة، الفريق التعليمي التربوي، الإدارة، وكذا الاختصاصيين في القطاعين الطبي والنفسي والاجتماعي.
وأكدت المؤسسة، عبر بيان لها، أنه يجب تشخيص الحالة وفي الوقت المبكر، والتشخيص مع طاقم متعدد التخصصات، بداية بطبيب أطفال متخصص في الأمراض العقلية، ومختص نفساني، وأرطوفوني، ومعالج وظيفي، ثم التكفل بالعلاجي حسب التشخيص. لتأتي مرحلة الإدماج في الروضات بما يضمن تعليم الطفل قواعد الحياة الاجتماعية، والروتين والانتقال بين الأنشطة، وهو يعد تحضيرا ممتازا لدخول مرحلة ما قبل المدرسة والتحضيري.
ولأن تقييم الأخصائيين يمثل الفاصل في العملية ومن أهم المراحل قبل التسجيل في المدرسة، تشدد مؤسسة إلياس على أهمية التقييم في المراكز النفسية البيداغوجية التابعة لوزارة التضامن من أجل التعرف على احتياجات الطفل ما قبل الإدماج والتوجيه والمتابعة.
وعند الالتحاق بالمدرسة، يجب اختيار مئزر من دون أكمام وحذاء من دون أربطة، كما يستحسن إجلاس الطفل التوحدي في طاولة بمفرده وبالقرب من مكتب المعلمة. وتشدد السيدة أسيد مديرة المؤسسة، على أن يتم اختيارها بعناية شديدة من مدير المؤسسة التي يراد إدماج طفل توحدي بها، بحيث يشترط أن تكون متخصصة أو متفهمة على الأقل.
وتشير مديرة المؤسسة، إلى حتمية تواجد مرافق مدرسي للتلميذ وذلك ما يحدده المركز النفسي البيداغوجي. في حين تلعب النفسانية المدرسية التابعة لوحدات الكشف والمتابعة دورا مهما في مرافقة ناجحة للطفل أثناء الدراسة.
إ.زياري

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com