قالت محافظة الغابات بقالمة، بأنها تعمل على التنسيق و التعاون مع محافظة الغابات لولاية سكيكدة، للوقاية من حرائق الغابات، و التدخل خلال عمليات الإخماد، لحماية الثروة الطبيعية الواقعة على الحدود المشتركة بين الولايتين.
و كانت غابات الأربعاء بني مجالد، المشتركة، موقعا مثاليا للتنسيق ووضع خطط للوقاية و التدخل، حيث التقى إطارات الغابات من الولايتين هناك خلال الساعات الماضية، لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج مكافحة الحرائق صيف 2025.
و سيكون الاتصال و المراقبة اليومية، و عتاد التدخل و الإمداد اللوجيستي، ، في صميم الخطة المشتركة بين المحافظتين، على امتداد الإقليم الغابي المشترك، الذي يغطي مساحات واسعة ببلديات السبت و أولاد حبابة بسكيكدة، و برج صباط و الركنية بقالمة.
و كلما اندلعت الحرائق بغابات المنطقة، فإنها تنتشر بسرعة و تطال إقليم الولايتين، مما يستدعي التنسيق، و تفعيل مخطط التدخل المشترك، للإخماد و منع الانتشار.
و تعد الخنادق المضادة للحرائق، و نقاط المياه و أبراج المراقبة، من أهم طرق الوقاية و مكافحة حرائق الغابات، و حماية الثروة الحيوانية و النباتية، التي تشكل عصب التنوع و التوازن البيئي بالمنطقة.
و لا يقتصر العمل على مجال الحرائق فقط، فمنذ سنوات طويلة يجري التنسيق بين المحافظتين لمكافحة عصابات الفحم، التي ألحقت خسائر كبيرة بالثروة الغابية بالمنطقة، إلى جانب الصيد و الرعي الجائرين، بهذا الإقليم الغابي المترامي، الذي كان معقلا حصينا لجيش التحرير، بالولاية التاريخية الثانية.
و كانت حرائق كثيرة، قد اندلعت بغابات الإقليم المشترك في السنوات الأخيرة، مخلفة خسائر كبيرة بالغطاء النباتي، و الثروة الحيوانية.
و كانت غابات بني مجالد، ببلدية برج صباط، غربي قالمة، الأكثر تضررا، و مازالت آثار تلك الحرائق إلى اليوم، رغم التجدد الطبيعي، و عمليات الغرس المستمرة.
و قد أدت الأمطار الموسمية المتساقطة على المنطقة هذا الربيع، إلى نمو كثيف للغطاء النباتي، و عندما يجف هذا الغطاء بالوسط الغابي، فإنه يتحول إلى وقود سريع الاشتعال، مما يثير مخاوف جدية هذا الصيف.
و إلى جانب أهميتها البيئية و الاقتصادية، فإن غابات برج صباط و أولاد حبابة، تعد منطقة جذب سياحي، حيث تتوفر على مواقع طبيعية نادرة، بينها موقع حجر شواف، المطل على البحر و منه يمكن مراقبة شاملة للإقليم الغابي الواسع، و رؤية الكثير من المدن و القرى بأقصى شرق البلاد.
فريد.غ