تراهن مصالح الغابات لولاية الطارف، على بلوغ إنتاج أزيد من 13 ألف قنطار من الفلين البلوطي، على مساحة مجنية تقارب 4 آلاف هكتار، بزيادة 60 بالمائة عن إنتاج العام الماضي، مشيرة إلى أنها تعمل على تثمين هذه الثروة الاقتصادية، من خلال جملة التحفيزات التي وضعت أمام المتعاملين والمستثمرين الراغبين في اقتحام المجال، مع تشجيع الشباب وخريجي الجامعة، بمرافقتهم للولوج نحو الاستثمار بإنشاء مؤسسات تحويلية تسهم في تغطية الطلب الوطني والتوجه نحو التصدير.
وقالت المصالح المعنية، أن حملة الجني التي انطلقت في الفاتح جوان الجاري وتمتد إلى غاية شهر أكتوبر المقبل، أسندت إلى المؤسسة العمومية للهندسة الريفية «صفا بابور» مشروع القالة، المختصة في هذا النوع من الأشغال التي تسهم في توفير ما لا يقل عن 300 منصب موسم لفائدة ساكنة جوار المناطق الغابية، من خلال إنشاء 12 ورشة موزعة عبر 10 بلديات غابية، خاصة بالمناطق الحدودية للإسراع في جني مساحات الفلين المبرمجة لحمايتها من الحرائق، مبرزة في سياق متصل، جودة منتوج الفلين المحلي المشكل من 60 بالمائة فلين ذكري و60 بالمائة فلين إنتاجي، ما جعله محل طلب من قبل متعاملين لتحويله وتصدير كميات منه إلى الصين، حيث توفر عائدات تسويق محصول الفلين كل سنة، مبالغ هامة لخزينة الدولة، في الوقت الذي أسديت فيه مصالح الغابات كل التعليمات للشركة المكلفة بجني الفلين، الإسراع في العملية بتجنيد كل الوسائل المادية والبشرية وفتح أكبر عدد من الورشات لتجنب تعرض المحصول للحرائق وبلوغ الأهداف المسطرة حسب دفتر الشروط وهذا تجنبا للخسائر وضعف المردودية المسجلة الموسم الفارط، بسبب نقص الإمكانيات وسوء نجاعة حملة الجني وعدم التحضير لها كما ينبغي.
وذكر مصدر مسؤول، أنه وبحكم خصوصيات الولاية الغنية بغابات الفلين، فإن مصالحه تعمل جاهدة على تثمين هذه الثروة الاقتصادية الهامة، من خلال تقنين عملية استغلالها بما يضمن ديمومتها، فضلا عن حمايتها من كل أشكال النهب والأضرار التي تتهددها ومنها الحرائق والأمراض الفطرية التي تؤثر سلبا على المردودية الإنتاجية، زيادة على تسطير برنامج سنوي لتوسيع وتجديد مساحات الفلين وإعادة تشجير المساحات المحروقة والتي طالتها الشيخوخة، علاوة على وضع تحفيزات لتشجيع المستثمرين على اقتحام هذا المجال بخلق بعض الأنشطة وترقية قطاع المؤسسات الناشئة والمقاولاتية، خاصة وأن منتوج الفلين المحلي يبقى ذو جودة عالية ومحل طلب في الأسواق الوطنية والأجنبية، حيث تبقى ثروة الفلين البلوطي بالولاية، تتربع على مساحة 80 ألف هكتار، ما يمثل نسبة 60 بالمائة من المساحة الإجمالية للغابات المقدرة بـ168 ألف هكتار وهو ما جعل المنطقة رائدة في إنتاج الفلين، حيث تأتي الولاية في المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية تيزي وزرو، من ناحية المردودية والمساحات المغروسة.
وتتوقع المصالح المعنية، إنتاج 14 ألف متر مكعب من الحطب على مساحة إجمالية قدرها 2600 هكتار غابات الكاليتوس ذات القيمة الاقتصادية، حيث أسندت عملية الاستغلال لمجموعة مؤسسات مختصة، على أن يذهب 70 بالمائة من الإنتاج نحو التحويل وبيعه عن طريق المزاد العلني والباقي لاستعماله في أغراض أخرى، كاشفة عن اتخاذ إجراءات صارمة بتشديد الرقابة على ثروة الفلين لحمايتها من كل أشكال السرقة والتهريب بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة، بما فيها التصدي لظاهرة القطع العشوائي للأشجار النادرة وذات القيمة الاقتصادية، خاصة الكاليوتوس الذي يهرب نحو البلد المجاور وكميات أخرى تأخذ وجهتها ببيعها بالأسواق المحلية وخارجها ولو أن مصالح الغابات تشير إلى تراجع مخالفات قطع الأشجار، بفضل التواجد الميداني وتضييق الخناق على المناطق الحساسة وتوقيف عدد من الجناة في عمليات متفرقة، فيما دعت مصالح الغابات، سكان الجوار التي تنتشر فيها مساحات الفلبين والأملاك الغابية الوطنية بصفة عامة، للمساهمة في حماية ثروة الغابات بالتبليغ عن كل التصرفات المشبوهة، سواء المتعلقة بالسرقة أو الأفعال الإجرامية مثل الحرق العمدي من أجل التصدي بسرعة للمجرمين وتجنب كل الخسائر والأضرار.
نوري.ح