شهدت غابات أنوال بجبل بوطالب، جنوب ولاية سطيف، أمس، جهودا مكثفة من طرف وحدات الحماية المدنية ومصالح الغابات، مدعمة بطائرات الإطفاء والمواطنين، لمكافحة سلسلة من الحرائق التي أتت على مساحات واسعة، من الأحراش والأشجار الغابية، كما تدخلت في حوادث أخرى لحماية المحاصيل الزراعية من الدمار الذي لحق بها جراء اندلاع النيران.
وأكدت مديرية الحماية المدنية، في بيانات متتالية لمتابعة مستجدات الحريق الذي اندلع بغابة أنوال بمنطقة جبل بوطالب، بلدية بوطالب ودائرة صالح باي، منذ عشية أمس الأول، على تواصل عمليات إخماده إلى ساعة متأخرة من الليل بدعم من المصالح المعنية وطائرات الإطفاء.
وقد استؤنفت جهود الإخماد، فجر أمس، حيث باشرت فرق وحدات الحماية المدنية من عين آزال، عين ولمان، مدعمة بأخرى من حمام السخنة، قجال، سطيف وبوقاعة، عمليات إخماد الحريق، باسناد من مصالح الغابات والبلدية، مشيرة إلى تسخير سبع شاحنات إطفاء بمختلف الأحجام بطواقمها في البداية، ثم ست شاحنات في التدخلات اللاحقة.
وساهمت طائرات الإطفاء بطلعات متعددة، لدعم جهود الإخماد، حيث كانت تتزود بالماء وتجري عمليات إخماد الحريق على جبهتين وذلك بعد أن ساهمت الحرارة المرتفعة وهبوب الرياح وتضاريس المنطقة الوعرة، في انتشار النيران وتوسع رقعتها لتطال مساحات واسعة من أشجار الصنوبر الحلبي.
وتأمل فرق التدخل، في أن تكلل الجهود بالنجاح الكامل في إخماد الحريق والسيطرة عليه بشكل نهائي. وبالتوازي مع جهود مكافحة حرائق الغابات، تدخلت فرق الحماية المدنية في حادثتين منفصلتين لحرائق في الوسط الفلاحي، كانت أولها إخماد حريق حشائش في بساتين أشجار مثمرة بقرية حلية، ببلدية بوعنداس، حيث كللت الجهود بالنجاح السريع في إخماد الحريق ومنعه من الانتشار إلى الجوار، أين تتواجد بساتين أشجار الزيتون وصناديق النحل، بعد بتسخير شاحنة متوسطة الحجم وبمساعدة فلاحي المنطقة.
وأشارت مصالح الحماية، إلى أن هذا الحادث، خلف احتراق حوالي هكتارين من الحشائش اليابسة مع تشوه حوالي 150 شجرة مثمرة، لكن تمت حماية مساحات أخرى ومنازل مجاورة.
أما الحادث الثاني، فتمثل في نشوب حريق بحقل قمح قائم بمستثمرة فلاحية ببلدية عين آزال، حيث تمكنت فرق الاطفاء، بالتعاون مع الفلاحين، من إخماده ومنعه من الانتشار، بعدما تسبب في إتلاف حوالي هكتار ونصف الهكتار من القمح الصلب.
وأمام هذه الحوادث المتتالية والمتزامنة خلال الساعات الفارطة، عبر مناطق متفرقة من ولاية سطيف، تجدد مصالح الحماية المدنية ومختلف الجهات المعنية دعوتها للمواطنين إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر والمساهمة الفاعلة في حماية الثروات الغابية والفلاحية من مثل هذه الحرائق التي تتسبب في خسائر بيئية واقتصادية جسيمة.
عثمان.ب