انطلقت أمس بقسنطينة، ورشات علمية ينظمها مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، حيث تشمل محاضرات يقدمها باحثون جزائريون وأجانب حول التكنولوجيات الحيوية، في وقت أكد فيه مدير المركز أنها تستهدف تكوين الباحثين للتعامل مع الأرضيات التكنولوجية المتوفرة في المركز.
وشرع الباحثون خلال الفترة الصباحية في إلقاء المحاضرات العلمية المنظمة من قبل مبادرة جسور قسنطينة العلمية لمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة ومنظمة “غيت جينوم” GetGenome ببريطانيا. وجاءت الفعالية التي تنظم حضوريا بعد عدة محاضرات نظمها باحثو المركز ضمن مبادرة «جسور قسنطينة العلمية» مع نظرائهم من بريطانيا منذ شهر أكتوبر من سنة 2024، في حين ألقى البروفيسور عمار عزيون، مدير مركز البحث في البيوتكنولوجيا، الكلمة الافتتاحية، التي قدم فيها المركز وفرقه البحثية وعرف بنشاطاتها، مؤكدا أنه يضم 150 فردا بين باحثين ومهندسي بحث، كما تحدث فيها عن البيئة العلمية في ولاية قسنطينة التي تضم 8 مؤسسات جامعية و4 مراكز بحث وطنية، في حين أكد أن «سياربيتي» أنجز 25 بالمئة من اختبارات الكشف عن كوفيد-19 على المستوى الوطني خلال الجائحة.
وأفاد مدير المركز في تصريح لنا بأن الأيام الثلاثة عبارة عن ورشة انطلقت منذ السنة الماضية من خلال تنظيم محاضرة مرئية عن بعد كل جمعة في الشهر، حيث حققت نجاحا على المستوى الوطني والدولي، في حين وضع المركز برنامجا يمتد لخمس سنوات، ما يتطلب تنظيم محاضرات وورشات لمناقشة هذا البرنامج من أجل تجسيد حركية بين جامعة «ساوثهامبتن» في المملكة المتحدة ومركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، مؤكدا بأن هذا العمل يصب في تلبية الحاجة الوطنية للتكنولوجيات الجديدة من أجل تعزيز البحث في مجالات الفلاحة والصحة والبيئة، على غرار المعلوماتية الحيوية والذكاء الاصطناعي وتسلسل الجينوم، وعلوم البروتين.
وأضاف المصدر نفسه أن الأرضيات التكنولوجية موجودة، لكن العمل عليها يتطلب اكتساب القدرة على التحكم فيها، فضلا عن ضرورة إرسال الباحثين في بعثات لتحقيق الأهداف المذكورة، فضلا عن تنظيم ورشات على المستوى المحلي ليعمل الخبراء الأجانب على الأرضيات المتوفرة في المركز من أجل تكوين عدد معتبر من الباحثين والمهندسين. واعتبر المتحدث أن الورشات المذكورة تمثل بداية حسنة، في حين نبه أن العملية تسمح بإجراء البحوث العلمية على الموارد الجينية الوطنية، لأنه لا يمكن إرسالها للخارج من أجل إجراء البحوث عليها، مثلما أكد المتحدث.
وتمتد التظاهرة إلى غاية يوم غد الأربعاء، حيث تشمل 9 مداخلات ستلقى من قبل باحثين من جامعات وطنية وبريطانية، فيما عرف اليوم الأول إلقاء أربع مداخلات افتتحها البروفيسور فتحي برّابح، رئيس وحدة أبحاث النباتات الطبية في ملحقة مركز البحث في البيوتكنولوجيا بالأغواط، لتليه البروفيسور أمريتال مودر Amritpal Mudher الباحثة في مجال العلوم العصبية بجامعة ساوثامبتن ببريطانيا، حيث قدمت محاضرة حول مساهمة الدراسات على ذبابة الفواكه في فهم مرض الزهايمر، بينما قدم المداخلة الثالثة البروفيسور بلعيد إمسعودان بعنوان «التنظيم الهيكلي والوظيفي لمخبر طبي حول علوم الجينوم»، كما قدم البروفيسور عمّار عزيون المداخلة الرابعة بعنوان «تكنولوجيات المختبر على الشريحة: البحث والابتكار في الجزائر».
وأفاضت الباحثة أمريتال مودر في الحديث عن الأبحاث الساعية إلى إيجاد علاج لمرض الزهايمر، حيث أوضحت أن الأبحاث على ذبابة الفواكه، تعود للتشابه الكبير بين جيناتها مع جينات الإنسان، إذ أوضحت أن أكثر من 70 بالمئة من الجينات المسببة للأمراض لدى الإنسان موجودة لدى ذبابة الفواكه أيضا، في حين أكدت أن عدد المصابين بالخرف عبر العالم يقدر بحوالي 57 مليون شخصا، ويتوقع أن يرتفع إلى 157 مليون بحلول 2050، مؤكدة أنه يمثل مشكلة اجتماعية واقتصادية في بلدان كان يعتقد إلى وقت قريب أنها لا تسجل هذا المرض بشكل كبير، من بينها البلدان الإفريقية.
وأضافت المتدخلة أن الباحثين عبر العالم لم يتوصلوا بعد إلى إيجاد علاج لهذا المرض، مؤكدة بأن العلاجات المتوفرة حاليا تداوي الأعراض فقط، بينما نبهت إلى أن اكتشاف المرض لا يكون إلا بعد 10 إلى 15 سنة من الإصابة لأن المخ الإنساني يقوم بإخفائه. ويذكر أن اليومين الثاني والثالث سيشهد مداخلات من قبل باحثين من جامعات أجنبية مرموقة، على غرار البرفيسور سفيان كمون والدكتور جايمس كانهام James Canham، إلى جانب الدكتور صالح إلياس والدكتورة كوليندا شيل Colinda Scheele. سامي .ح