دعت مديرية الفلاحة لولاية تبسة المتعاملين الاقتصاديين والمنتجين الراغبين في تصدير مادة البطاطا إلى خارج الوطن، إلى التقرب من مديرية تثمين وترقية المنتوجات الفلاحية والتنمية الريفية والصيد البحري.
وجاء في بيان نشرته مديرية المصالح الفلاحية على صفحتها الرسمية في «فايسبوك»، أن هذه المبادرة تندرج ضمن جهود الوزارة الوصية لبعث الأنشطة الاستراتيجية ذات الاستهلاك الواسع، وعلى رأسها شعبة البطاطا، وذلك عقب تسجيل نتائج استثنائية خلال الموسم الفلاحي الحالي (2024/2025).
ويأتي القرار في ظل ما سجلته الولاية من وفرة في الإنتاج، وفائض كمي ونوعي. كما يندرج ضمن مخرجات الاتفاق المشترك بين وزارة الفلاحة، ووزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات، ووزارة التجارة الداخلية وتنظيم السوق، الذي يقضي بتخصيص حصة للتصدير، شرط ألا يؤثر ذلك على وفرة هذه المادة الأساسية في السوق الوطنية.
القرار يهدف إلى تشجيع المتعاملين الاقتصاديين على اقتحام الأسواق الدولية، ما من شأنه المساهمة في جلب العملة الصعبة، وفي الوقت نفسه مرافقة المصدّرين وتحفيز المنتجين المنخرطين في هذه الشعبة الحيوية، والعمل على توسيع التجربة بعد نجاحها في عدد من الولايات.
وللتذكير، فقد انطلقت حملة جني محصول البطاطا في شهر جويلية الفارط، ومن المرتقب أن تستمر إلى نهاية شهر سبتمبر، وسط تفاؤل واسع لدى الفلاحين والناشطين في الشعبة بتحقيق مردود معتبر. وتشير توقعات مديرية الفلاحة بتبسة إلى إنتاج يتراوح بين مليون و700 ألف قنطار، ومليون و800 ألف قنطار، بزيادة تقارب 200 ألف قنطار عن الموسم الماضي، حيث سجلت الولاية حينها إنتاجًا بلغ مليونًا ونصف المليون قنطار.
وقال مدير المصالح الفلاحية لولاية تبسة، جمال بوجناح، إن المساحة المزروعة بالبطاطا تقدر بـ 4.100 هكتار، بزيادة تفوق 4.000 هكتار مقارنة بالموسم السابق. وتتوزع هذه المساحة على أربع بلديات رئيسية: الماء الأبيض، الحويجبات، أم علي، وبئر العاتر، إلى جانب مساحات أقل في بلديات أخرى.
وقد حرصت الوزارة الوصية على معالجة أبرز التحديات التي تواجه هذا النشاط، خاصة في ما يتعلق بالتخزين والتبريد، حيث تم إدخال غرف التبريد ببلدية الشريعة حيز الخدمة، عقب زيارة وزير الفلاحة والتنمية الريفية الأخيرة للولاية، أين دعا إلى تشجيع الفلاحين على الانخراط في هذه الشعبة وتثمين المنتوج المحلي واستغلاله في تنظيم السوق والتفكير في التصدير عند توفر الفائض.
الجدير بالذكر أن شعبة البطاطا في تبسة دخلت عقدها الثالث، لتحل تدريجيًا محل زراعة الحبوب والقمح، في تحول ناجح وبديل مربح. وقد استفادت هذه الشعبة من تجارب الشراكة مع منتجين من ولايات أخرى، ومن دعم الدولة من حيث الكهرباء الفلاحية، الأسمدة، حفر الآبار، والمرافقة التقنية، ما أسهم في رفع عدد المنتجين إلى أكثر من 700 منتج، مع توقعات بزيادة هذا العدد مستقبلًا.
وقد انعكس نشاط هذه الشعبة على سوق العمل في الولاية، حيث توفر مواسم الجني فرصًا لعشرات طالبي الشغل، خاصة خلال العطلة الصيفية. وتُباع البطاطا المنتَجة في تبسة بسعر يتراوح بين 40 و100 دينار جزائري للكيلوغرام بالتجزئة، بينما يكون السعر أقل في أسواق الجملة.
الجموعي ساكر
