ساهم دخول المنظومة المائية الجديدة مؤخرًا ببلدية العش، جنوب ولاية برج بوعريريج، في تخفيف أزمة العطش التي استمرت لأكثر من عقدين، نتيجة شح الموارد المائية وهشاشة البنى التحتية، خاصة في القرى. وقد تم تدارك هذا العجز من خلال تخصيص مبلغ مالي يفوق 90 مليار سنتيم لفائدة القطاع، ما سمح بتدعيم قدرات التخزين، وحفر آبار (أنقاب) جديدة، وتجديد شبكات التوزيع، والقضاء على مشكل ضياع المياه.
وصرّح مدير الموارد المائية، مراد بن حورية، لـ»النصر»، بأن هذه المنظومة الضخمة، التي بلغت تكلفتها 90 مليار سنتيم، تتكوّن من منشآت حيوية تضمن استمرارية وكفاءة التزويد بالمياه. وأوضح أنه تم إنجاز 4 محطات ضخ مزودة بأحدث التجهيزات الكهروميكانيكية، وبناء 4 خزانات مائية بسعة إجمالية تصل إلى 4.000 متر مكعب، بمعدل 1.000 متر مكعب لكل خزان، بالإضافة إلى مد شبكة توزيع تمتد على طول 87 كيلومترًا بأقطار مختلفة لتغطية كافة المناطق المستهدفة في المشروع.
ويهدف المشروع إلى إنهاء معاناة سكان عدد من القرى التي عاشت أزمة حادة في التزود بالمياه لأكثر من عشرين عامًا، على غرار قرى المجاز، الفج، معازة، والجلف، حيث يتم التزويد انطلاقًا من النقب العميق بمنطقة الفج. وأضاف المدير أن هذه العملية تندرج ضمن برنامج متكامل لإعادة بعث التنمية ببلدية العش، التي كانت من بين البلديات الأقل استفادة من المشاريع التنموية سابقًا، قبل أن تتعزز بمشاريع حيوية. حيث تم تدشين نقب عميق، محطة ضخ، وخزان مائي بسعة 1.000 متر مكعب بقرية الفج، بالإضافة إلى إنجاز قناة ومحطة ضخ وبئر بقرية المجاز. أما في قرية الجلف، فقد تم تشغيل محطة ضخ قرب حي يضم 40 مسكنًا، مع خزان مائي بالسعة نفسها. كما شهدت قريتا بودوح والمخازن وضع محطة ضخ «بودوح» وخزان مائي بسعة 1.000 متر مكعب في المخازن حيز الاستغلال.
وقد لقي هذا المشروع ارتياحًا كبيرًا لدى سكان بلدية العش والقرى التابعة لها، معتبرين إياه مكسبًا مهمًا أنهى معاناتهم الطويلة مع شح المياه. وكان والي الولاية قد أكد في تصريحات سابقة أن هذه المنظومة ستُدعم بمشاريع مستقبلية لتعزيز قدرات التزويد بالمياه في إطار برنامج أشمل يشمل إنجاز وتأهيل آبار وتنقيبات عميقة على مستوى الولاية لضمان الأمن المائي.
وأكد الوالي حرصه على تنفيذ برامج استعجالية لمعالجة مشكل شح المياه وتحسين الخدمة العمومية، خاصة في المناطق التي تعاني من ندرة هذا المورد الحيوي، من خلال تدعيم الموارد، وتوسيع الشبكات، وتأهيل محطات المياه لضمان توزيع عادل ومستدام.
من جهته، أوضح مدير الري أن الهدف الأساسي من المشروع هو تأمين تزويد مستمر ومنتظم بالمياه الصالحة للشرب لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان، مشيرًا إلى أن المشاريع المنجزة ساهمت في تحسين وتيرة توزيع المياه، حيث انتقلت من مرة واحدة كل 10 إلى 15 يومًا سابقًا، إلى مرة كل ثلاثة أيام كمرحلة أولى.
وأضاف أن هذا التحسن مرشح للتطور أكثر مستقبلاً، حيث يجري حاليًا إنجاز آبار جديدة ستُضاعف كمية المياه المنتجة، ما سيساهم في تأمين المنطقة نهائيًا من حيث التزويد بالمياه الشروب، وتحسين مستوى الخدمة.
ع/ بوعبد الله
