صادقت اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة تهيئة منطقة التوسع السياحي «الخليج الغربي» بشطايبي في ولاية عنابة، مؤخرًا، على المرحلة الثانية من دراسة التهيئة الخاصة بشواطئ كل من واد الغنم، عين الرومان، الردمة، والخليج الغربي.
وحسب مديرية السياحة، فقد تمّت المصادقة الكاملة على مخططات تهيئة منطقة التوسع السياحي «الخليج الغربي» بشطايبي، لتشمل أغلب الشواطئ المعروفة والقابلة للتهيئة، تمهيدًا لتخصيص أغلفة مالية وانطلاق الأشغال، لتكون المنطقة، ولأول مرة، جاهزة لاحتضان مشاريع استثمارية، بعد سنوات طويلة من التعقيدات القانونية والعراقيل التي حالت دون تصنيفها، وكذا إطلاق مشاريع تهيئة تجعلها قابلة لاستقطاب المستثمرين.
وأفادت مديرية التعمير والبناء، المكلّفة بمتابعة إنجاز مخططات التهيئة بالتنسيق مع مكتب الدراسات، بأن أشغال التهيئة ستشمل فتح الطرق، وإنجاز قنوات تصريف المياه، وتسجيل مشاريع لإنجاز شبكات الطاقة والمياه الرئيسية، حتى تصبح المنطقة مهيأة بجميع المتطلبات الأساسية التي تحتاجها المشاريع الاستثمارية لإنجاز فنادق ومنتجعات سياحية بمواصفات عالمية. إذ تفتقر شطايبي للمرافق الفندقية، رغم الإقبال الكبير الذي تشهده في موسم الاصطياف بفضل شواطئها الخلابة، ومواقعها السياحية الفريدة، بما في ذلك الخلجان والكهوف البحرية، وغروب الشمس النادر الذي يستقطب سُياحًا أجانب لمعايشة هذه اللحظات الاستثنائية.
كما تتضمن المخططات تهيئة مداخل الشواطئ، وإنجاز أرصفة، وإنارة عمومية، ومرافق متنوعة مرتبطة باستقبال المصطافين والسياح.
من جهتها، عملت مصالح وزارة السياحة، خلال السنوات الأخيرة، بالتعاون مع مديرية الأملاك الوطنية، على حل إشكالية فصل أملاك الخواص عن الأراضي التابعة للدولة، وذلك بسبب رفض أصحابها التقييم المالي لبيعها للدولة. وقد تم منح الخواص الحرية في التصرف بعقاراتهم والتعامل مع المستثمرين مباشرة. كما تم إعداد مخططات جديدة تخص العقارات الواقعة داخل حدود أملاك الدولة، لتكون جاهزة لاحتضان مشاريع سياحية. وقد توقفت الدولة عن شراء العقارات من الخواص بغرض توجيهها لمشاريع استثمارية.
وقد صدر مرسوم تنفيذي رقم 13-128 المؤرخ في 6 أفريل 2013 في الجريدة الرسمية، والمتضمن المصادقة على مخططات التهيئة السياحية لمناطق التوسع والمواقع السياحية لكل من واد بقراط ببلدية سرايدي، والخليج الغربي ببلدية شطايبي.
وفي سياق متصل، ستنطلق أشغال التهيئة أيضًا على مستوى منطقة التوسع السياحي «كورنيش بلدية عنابة»، بعد الانتهاء من دراسة تهيئة الواجهة البحرية الممتدة من شاطئ الخروبة إلى غاية واد بقراط، مرورًا بالكورنيش الجاري إنجازه على طول الطريق الساحلي رأس الحمراء – جنان الباي، على مسافة 8 كيلومترات، بالإضافة إلى كورنيش شطايبي.
وبحسب مديرية التعمير لولاية عنابة، فإن إنجاز الدراسة التي رُصد لها مبلغ 6.5 ملايير سنتيم، يأتي في إطار مرافقة المشاريع المسجلة بالواجهة البحرية وكورنيشي عنابة وشطايبي، بما يتماشى مع الاستثمارات السياحية، سواء التي هي قيد الإنجاز أو المبرمجة، لاسيما في منطقة التوسع السياحي واد بقراط 2، حيث تشهد الواجهة البحرية توطين عدة مشاريع سياحية وخدماتية، ما سيُنعش الاستثمارات بها، خاصة بعد تسليم مشروع الكورنيش الجديد (رأس الحمراء - جنان الباي).
كما استرجعت مصالح الولاية عقارات بالكورنيش في مواقع إستراتيجية، ستُمنح لأصحاب مشاريع سياحية جادة، والتي ستُنجز، حسب والي عنابة، وفق تصاميم معمارية فريدة. وقد أُسند مشروع دراسة تهيئة الواجهة البحرية الممتدة من شاطئ الخروبة إلى غاية واد بقراط إلى مجمع الدراسات والإنجاز العمراني العمومي «أوربان». كما يُرتقب الانتهاء من أشغال إنجاز الطريق الساحلي الجديد الرابط بين رأس الحمراء وواد بقراط خلال السنة المقبلة.
وتتضمن التهيئة، وفق المصدر ذاته، إنجاز الشبكات وتوصيلات الطاقة، وإنشاء مواقع مرشحة لاحتضان فضاءات للنزهة والتسلية والخدمات، ومرافق عمومية ذات صلة. وسيُساهم الكورنيش الجديد بين رأس الحمراء ومنطقة جنان الباي، المعروفة بـواد بوقراط، في حل العديد من المشاكل التي كان يعاني منها المستثمرون في تجسيد مشاريعهم، باعتباره طريقًا استراتيجيًا من شأنه بعث المشاريع السياحية، واستغلال المناظر الخلابة في إنجاز مرافق للنزهة والترفيه، ليُصبح قطبًا للاستثمارات السياحية في الولاية.
حسين دريدح