كشف رئيس غرفة الفلاحة لولاية الطارف، الساسي لعبادلية، أمس، في تصريح لـ»النصر»، عن منح ترخيص استثنائي للفلاحين الذين يمتلكون غراسات من الأشجار المثمرة، الكروم، والحمضيات، لإنجاز آبار عميقة لتلبية حاجياتهم من مياه السقي، في ظل تزايد الطلب على الري الفلاحي بسبب توسع المساحات الزراعية.
ودعا المسؤول الفلاحين إلى التقرب من الأقسام الفرعية الفلاحية ومديرية الموارد المائية لإيداع ملفاتهم، التي يجب أن تتضمن، قد الكراء وعقد الامتياز، أو عقد الملكية و بطاقة الفلاح.
وأوضح أن الملفات ستُدرس على مستوى الشباك الموحد، وسيتم تسليم التراخيص ممضاة من طرف الوالي. ويأتي هذا الإجراء عقب تزايد شكاوى الفلاحين حول النقص الحاد في مياه السقي، وهو ما يهدد مساحات واسعة من الأشجار المثمرة.
وأكد لعبادلية أن هذا المطلب طُرح خلال اجتماع المجلس الإداري لغرفة الفلاحة، بحضور مديري الري والفلاحة، حيث تقرر مراسلة وزير الموارد المائية عن طريق والي الولاية، لتمكين الفلاحين من الحصول على تراخيص استثنائية لحفر الآبار العميقة، في خطوة تهدف لإنقاذ محاصيلهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة الحادة وشحّ مصادر المياه التقليدية.
وفي السياق ذاته، أشار رئيس الغرفة إلى تخصيص 3 ملايين متر مكعب من مياه سد الشافية ضمن الحصة السنوية للولاية لسقي الأراضي الزراعية الواقعة بسهل بوناموسة في بلديات الجهة الغربية، على مساحة تفوق 4000 هكتار. ووجهت هذه الكمية حصريًا لسقي الأشجار المثمرة، الكروم، والطماطم الصناعية.
وفي ظل هذه الظروف، كشف ذات المسؤول عن توجه عدد من كبار الفلاحين إلى إنشاء أحواض مائية واستخدام أنظمة ذكية لترشيد استهلاك المياه، مع التحكم عن بُعد في توزيعها داخل الحقول والمزارع. وقد تم تنفيذ أول تجربة بهذا الخصوص في إحدى المستثمرات الفلاحية ببلدية الذرعان، على أن يتم تعميمها تدريجيًا على باقي الشعب الزراعية الاستراتيجية، في محاولة لتقليص حجم الاستهلاك والطلب على مياه الري، الذي ارتفع بنسبة تتراوح بين 30 إلى 45 بالمائة خلال السنوات الأخيرة.
وأشار فلاحون من جهتهم إلى أن النقص في مياه السقي أدى إلى تضرر حوالي 200 هكتار من الأشجار المثمرة، بالإضافة إلى خسائر لدى منتجي الطماطم الصناعية، الذين يعتمدون بشكل كبير على الري المنتظم.
من جانبها، أكدت مصالح الري بالولاية على وجود برنامج لتوزيع مياه سد الشافية وفق الحصة المرخص بها من الوزارة الوصية، مع إمكانية دعم حملة السقي بكميات إضافية. كما أُعلن عن انطلاق برنامج لإعادة الاعتبار للحواجز المائية واستغلالها لرفع قدرتها على تغطية حاجيات الري.
وقد تم، مؤخرًا، منح 75 ترخيصًا لفائدة فلاحين عبر الولاية لحفر آبار عميقة، ضمن خطة شاملة لمرافقة الفلاحين والتكفل بانشغالاتهم، خاصة أن المساحة المسقية بلغت حاليًا أكثر من 14 ألف هكتار، يتم ريّها من مصادر متنوعة.
كما يُنتظر، بعد الانتهاء من مشروع تطهير سهل الطارف من الفيضانات، وضع شبكة حديثة لري حوالي 10 آلاف هكتار، مع دعم قطاع الفلاحة بثلاثة سدود موجهة خصيصًا لتلبية حاجيات المزارعين وتوسيع المساحات المسقية بهدف رفع الإنتاجية.
نوري. ح