أعطى والي باتنة، محمد بن مالك، تعليمات صارمة لرفع وتيرة أشغال مشروع الجسر الرابط بين حي كشيدة وحي النصر ووسط المدينة، وذلك خلال خرجة ميدانية أجراها أمس.
وقد بلغت نسبة تقدم الأشغال 20 بالمئة فقط، وهي نسبة وصفها الوالي بـ"الضعيفة"، داعيًا إلى مضاعفة الجهود لتسريع وتيرة الإنجاز. وكانت السلطات الولائية قد أشرفت منذ شهرين على انطلاق مشروع الجسر الذي يُعد منشأة فنية استراتيجية، حيث يربط حي النصر بحي كشيدة، وقد رُصد له غلاف مالي قدره 18 مليار سنتيم، وأسندت أشغاله إلى المؤسسة العمومية لأشغال الطرق بالشرق « SERO Est »
ويُذكر أن هذا المشروع عرف توقفًا لعدة سنوات، عقب أشغال تغطية الوادي الممتد من حي الزمالة إلى حي كشيدة، وقد أرجعت مديرية الموارد المائية هذا التوقف في وقت سابق إلى عراقيل تقنية تتعلق بطبيعة الأرضية. من جهة أخرى، شرعت مديرية الأشغال العمومية، بالتنسيق مع "SERO EST"، قبل شهر، في إعداد البطاقة التقنية الخاصة بمشروع جسر آخر يربط حي شيخي بحي كشيدة وسط المدينة، وذلك عقب قرار الوالي بالشروع في دراسته وإسناده رسميًا إلى نفس المؤسسة. وقد تنقلت لجنة تقنية مكوّنة من مدير الأشغال العمومية ومهندسين من مؤسسة "SERO EST" إلى موقع المشروع لمعاينة العراقيل السابقة التي حالت دون إنجازه، والتي تعلقت بـطبيعة الأرضية المحاذية للوادي.
وفي إطار إعادة بعث المشروع، قررت السلطات المحلية تحيين وإعادة إعداد الدراسة التقنية السابقة، التي اعتُبرت غير مجدية، حيث أكد والي باتنة أن الدراسة القديمة لم تعد صالحة، مما استدعى مراجعتها لتتناسب مع متطلبات الإنجاز الجديدة.
وخلال زيارته الميدانية الأخيرة، تفقّد والي باتنة النقطة التي توقف عندها المشروع، وردًا على مطالب بعض المواطنين باستكمال الطريق الرابط بين الحيين، أكد أنه تم تخصيص الغلاف المالي اللازم، غير أن ضعف الدراسة السابقة حال دون انطلاق الأشغال في وقتها المحدد.
وكانت مديرية الموارد المائية والري قد خصصت في وقت سابق مبلغ 12 مليار سنتيم لاستكمال أشغال تغطية الوادي الذي يشق المدينة، إلا أن الجزء الممتد بين حي كشيدة وحي النصر ظل غير مغطى، ما أثار مطالب السكان بتهيئته لتسهيل التنقل وضمان سيولة مرورية، لا سيما بعد تهيئة الواديين المنطلقين من الزمالة وبلاد صدام.
وأكد مدير الموارد المائية أن المشروع اصطدم بعدة تحفظات تقنية تتعلق بالأرضية ومدى صلابتها، مما حال دون انطلاق أشغال الجسر، مضيفًا أن المنشأة الفنية المنتظرة هي جسر يربط الجزء المتبقي من الوادي المغطى.
وقد تم مؤخرًا تعيين المقاولة المكلفة بإنجاز الأشغال، بعد رفع الغلاف المالي إلى 18 مليار سنتيم، في خطوة تهدف إلى إزالة العراقيل التقنية والانطلاق الفعلي في الأشغال، وفق معايير تضمن سلامة البنية التحتية ومتانتها.
ياسين عبوبو
