أعلنت الشركة القابضة الجزائرية للتخصصات الكيمياوية «سوفاست»، عن منح صفقتين لموردين أجنبيين لتوريد معدات لصالح مصنع الزجاج ببلدية الماء الأبيض في ولاية تبسة، وذلك في إطار جهود إعادة تشغيل المصنع المتوقف منذ عقود.
وأفاد بيان الشركة أن الصفقة الأولى تشمل دراسة وتوريد معدات لتجديد وتطوير وتشغيل فرن صهر الزجاج المجوف بسعة 200 طن يوميًا، إلى جانب معدات ورشة الخلط، وتوريد ثلاث ماكينات ذات ثمانية مقاطع، على أن تُنجز العملية خلال 260 يومًا. أما الصفقة الثانية، فتخص دراسة شاملة لتوريد ثلاثة خطوط سير، للمراقبة و التوضيب والتغليف، في مدة حُددت بـ222 يومًا. وأكدت الشركة أن العروض المقبولة استوفت جميع شروط دفتر المواصفات.
وأوضح إطار بمصنع الزجاج «للنصر»، أنه بعد انتهاء المهلة القانونية للطعون، سيتم استلام المعدات وتركيبها تحت إشراف مهندسين وتقنيين مختصين، ليشرع المصنع بعدها في مرحلة التجارب الأولية، تليها مباشرةً مرحلة الإنتاج والتسويق.
وقد تم تسليم المصنع، بداية السنة الجارية، إلى الشركة القابضة تنفيذًا لتعليمات رئيس الجمهورية ، المتعلقة بإعادة بعث المؤسسات المتوقفة، وذلك بحضور الرئيس المدير العام للشركة ووالي الولاية. وتندرج هذه الخطوة في إطار إنعاش النشاط الاقتصادي وخفض فاتورة الاستيراد.
وأضاف مدير المصنع أن الجهود جارية لبعث نشاط المصنع في أقرب وقت، مع تنصيب المقر الاجتماعي للمديرية العامة ببلدية الماء الأبيض، وإعداد دفاتر شروط خاصة باستغلال المقالع لاستخراج المادة الأولية. وسيتم توظيف حوالي 300 عامل بشكل مباشر في المرحلة الأولى، ما من شأنه أن يساهم في دفع عجلة التنمية بالمنطقة الحدودية.
وأشار إلى أن المصنع كان تحت وصاية البنك الخارجي الجزائري، بسبب ضائقة مالية وديون عالقة تسببت في وقف الأشغال وتعطيل انطلاقه.
وكانت «سوفاست» قد أطلقت منذ سنتين مناقصة وطنية ودولية لبعث نشاط صناعة الزجاج على مستوى المصنع، لتلبية احتياجات السوق الوطنية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، خاصة في قطاع الصناعة الصيدلانية لإنتاج قنينات الدواء، إضافة إلى الطلبات المتزايدة من دول إفريقية، والتي يعجز مصنع الشلف عن تلبيتها بمفرده.
يعود تاريخ إنشاء المصنع إلى سنة 1991 تحت وصاية الشركة الوطنية للزجاج والمواد الكاشطة، ثم حُوّلت ملكيته في 1998 إلى البنك الخارجي الجزائري بقرار من مجلس مساهمات الدولة. يمتد المصنع على مساحة 5.9 هكتارات، ويضم كل التجهيزات اللازمة للإنتاج بطاقة تصل إلى 87 مليون قارورة وأكثر من 7 ملايين جرة زجاجية سنويًا.
ويُعد من أكبر مصانع الزجاج في الجزائر، وقد كلّف الدولة أكثر من 120 مليار سنتيم بأسعار التسعينيات، وكان بحاجة إلى 50 مليارًا إضافية للدخول في الإنتاج. ويُرتقب أن يُساهم تشغيله في تغطية السوق الوطنية، وتقليص فاتورة
الاستيراد. ع. نصيب