كشفت مصادر مسؤولة من محافظة الغابات لولاية الطارف، في تصريح لـ"النصر"، عن برمجة لقاءات توعوية بالتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة، لفائدة المتعاملين الاقتصاديين والشباب حاملي المشاريع، بهدف إدماجهم في الاستثمار في استغلال وتحويل ثروة الفلين، والاستفادة من التحفيزات التي تقدمها الدولة، خصوصًا في مجال التصدير، مع ضمان مرافقتهم في مسار إنجاح المشاريع.
وصرّح المصدر ذاته بأن مصالحه تعمل على تشجيع الشباب وخريجي الجامعات على دخول مجال الاستثمار في هذا المورد الحيوي، عبر إنشاء مؤسسات تحويلية تساهم في تلبية الطلب الوطني على منتجات الفلين، مع التوجه نحو التصدير خارج المحروقات. وأشار إلى أن الولاية تتوفر على قدرات هائلة من غابات الفلين، إذ تتجاوز المساحة 60 ألف هكتار، منها 50 ألف هكتار منتجة، وتحقق سنويًا إنتاجًا يتراوح بين 25 إلى 30 ألف قنطار من مختلف الأنواع (الإنتاجي والذكري).
وتم، منذ انطلاق حملة الجني في الفاتح جوان، جمع نحو 7 آلاف قنطار من الفلين، على مساحة 4 آلاف هكتار، وسط توقعات بتحقيق إنتاج إجمالي يفوق 12 ألف قنطار، أغلبه من الفلين الذكري، أي بزيادة تقدّر بـ40% مقارنة بالموسم الماضي. وقد أُوكلت مهمة الجني هذا الموسم للمؤسسة العمومية للهندسة الريفية "صفا بابور مشروع القالة"، المختصة في هذا النوع من الأشغال، والتي جندت كل إمكاناتها المادية والبشرية لتسريع العملية والحفاظ على المساحات من الحرائق.
وساهمت حملة الجني في توفير ما لا يقل عن 250 منصب عمل موسمي لفائدة سكان المناطق المجاورة للغابات، من خلال إنشاء 10 ورشات عبر 10 بلديات حدودية. وتم توجيه تعليمات صارمة للمؤسسة المكلفة بضرورة الإسراع في وتيرة الجني، وفتح أكبر عدد ممكن من الورشات لتفادي خطر السرقة أو الحرائق، والوصول إلى الأهداف المسطرة في دفتر الشروط. ويُعتبر منتوج الفلين بالولاية من أجود الأنواع، ويحظى بطلب مرتفع في السوق الوطنية والدولية. وتشغل غابات الفلين حوالي 60 ألف هكتار، ما يمثل 40% من إجمالي مساحة الغابات بالولاية المقدّرة بـ168 ألف هكتار، وتأتي الولاية في المرتبة الثانية وطنيًا من حيث المردودية والمساحات المغروسة.
وأكد المصدر ذاته أن جودة الفلين (60% إنتاجي و40% ذكري) جعلته محل اهتمام متعاملين اقتصاديين من خارج الولاية لتحويله وتصديره، لا سيما إلى الصين، حيث تدر عائدات بيعه بالمزاد العلني أو بطرق التراضي مبالغ مالية معتبرة لفائدة خزينة الدولة. كما تعمل المحافظة على تثمين هذه الثروة من خلال تقنين الاستغلال بما يضمن ديمومتها، وحمايتها من السرقة، الحرائق، والأمراض الفطرية، إلى جانب إعداد برنامج سنوي لتوسيع وتجديد المساحات، وتشجيع الاستثمار عبر خلق أنشطة ومؤسسات ناشئة واستغلال موارد الغابات مثل الفلين، الحطب، والزيوت العطرية والطبية. من جهة أخرى، تم جني 9 آلاف قنطار من الحطب، مع توقعات بإنتاج 14 ألف متر مكعب على مساحة 2600 هكتار من غابات الكاليتوس ذات القيمة الاقتصادية العالية. وأسندت عمليات الاستغلال إلى مؤسسات مختصة، من بينها مؤسسات شبانية. وسيوجه 70% من الإنتاج للبيع عبر المزاد العلني، فيما يُخصص الباقي للاستعمالات المحلية.
وأكدت مصالح الغابات اتخاذ إجراءات رقابية صارمة لحماية الفلين والخشب من السرقة والتهريب، خاصة ظاهرة القطع العشوائي لأشجار الكاليتوس التي يُعاد توجيهها نحو السوق السوداء، داعية سكان المناطق المجاورة للغابات إلى التبليغ عن أي تصرفات مشبوهة. نوري. ح
