أصدر والي ولاية باتنة، محمد بن مالك، نهاية الأسبوع، تعليمات برفع وتيرة الأشغال الخاصة بتهيئة وربط معهد شبه الطبي بحملة 03 بمختلف الشبكات، تحسبًا للدخول الاجتماعي المقبل. وقد كشف عن تخصيص غلاف مالي قدره 15 مليار سنتيم مخصص لربط هذا المرفق الحيوي، الذي أُنجز وانتهت أشغاله منذ أربع سنوات، دون أن يتم استغلاله بسبب تعليق مشروع المستشفى الجامعي المجاور الذي كان من المفترض إنجازه بالقرب منه، قبل أن يُبعث من جديد ويتم تسجيله رسميًا.
ويُذكر أن مشروع مدرسة شبه الطبي المنجزة على جانب الطريق الاجتنابي الشمالي بباتنة، ظل مهددًا بالإهمال والتدهور، رغم انتهاء أشغاله منذ سنوات دون أن يُسلّم لمصالح قطاع الصحة. وقد استهلك المشروع غلافًا ماليًا قدره 56 مليار سنتيم، في حين سمحت الزيارة الأخيرة التي قام بها والي باتنة، رفقة السلطات العمومية، بالوقوف على وضعيته الحالية وأسباب عدم استغلاله، حيث تبين أن المرفق لا يزال غير مربوط بشبكات المياه، الكهرباء، الغاز، والصرف الصحي.
وأوضح المسؤول عن المشروع أن أشغال الإنجاز انطلقت قبل عشر سنوات، وتداول على تسييرها خمسة ولاة، غير أنها لم تُستكمل بسبب عدة عراقيل. وأشار إلى أن اختيار موقع المشروع تم بجوار الأرضية التي خصصت لإنجاز المستشفى الجامعي الذي طاله التجميد لاحقًا، ما جعل مدرسة شبه الطبي تُنجز في موقع شبه معزول. كما أكد أن خطر الإهمال لا يزال يهدد هذا المرفق، رغم تجديد أشغال الطلاء والصيانة في كل مرة، مبرزًا أن تسليمه للإدارة التي ستتولى تسييره سيمكن من ضمان صيانته بصفة منتظمة.
ويتكون مشروع مدرسة شبه الطبي من خمسة مرافق تشمل الإدارة، المرافق البيداغوجية والتعليمية، مرقدًا، وإقامة للطلبة. إلا أن غياب الربط بالشبكات الحيوية دفع الوالي إلى التعبير عن استيائه مما وصفه بـ «سوء التخطيط»، مؤكدًا أن إنجاز الشبكات يجب أن يسبق إتمام أشغال المشروع.
ومن بين العراقيل التي طُرحت خلال الشروحات المقدمة للوالي، بُعد مسافة ربط قناة الصرف الصحي من موقع المعهد إلى المصب، والتي تتجاوز 3 كيلومترات، ما دفع الوالي إلى مطالبة مصالح التجهيزات العمومية، والبناء والتعمير، والصحة بإعادة هيكلة العملية، وذلك في ظل الترخيص الممنوح باقتناء التجهيزات بالتسبيق، من أجل تخصيص الغلاف المالي اللازم لإنجاز أشغال الربط.
من جهته، كشف مدير الصحة لولاية باتنة، خلال زيارته للمشروع، عن النية في استغلال المرفق فور استلامه كمعهد وطني لتكوين إطارات التخدير والإنعاش، بدلًا من مدرسة شبه طبية فقط. كما دعا الوالي إلى تحيين الدراسات المتعلقة بالشبكات الضرورية، تحسبًا لاستغلال المرفق خلال الدخول الاجتماعي المقبل. وشدد أيضًا على ضرورة إشراك جميع الفاعلين، من أطقم طبية ومجتمع مدني، في اختيار والموافقة على الأرضية المقترحة لإنجاز المستشفى الجديد بجوار معهد شبه الطبي بحملة.
يـاسين عـبوبو