شرعت إدارة المركب المنجمي بجبل العنق في بلدية بئر العاتر، ولاية تبسة، في تنفيذ مشروع هام يتمثل في تركيب فلاتر "مصفاة" حديثة على مستوى المركب، بهدف تقليص الانبعاثات الملوثة وتخفيف أثرها على البيئة والمحيط، وذلك في إطار التزام المؤسسة بالمعايير البيئية والمواصفات الدولية، حفاظًا على صحة السكان وتعزيز معايير السلامة البيئية.
وفي تصريح خصّ به "النصر"، أكد مدير المركب، بوبكر عويش، أن غلافًا ماليًا قدره 40 مليار سنتيم قد تم تخصيصه لإنجاز هذا المشروع البيئي، الذي تُقدّر مدة إنجازه بستة أشهر، وقد تمتد لفترة أطول بسبب تأخر وصول بعض التجهيزات والمواد الأولية المستوردة من الخارج، والتي تتطلب وقتًا طويلًا للشحن والإجراءات الجمركية.
وأوضح المسؤول أن النظام الجديد للفلاتر، وهو عبارة عن تجهيزات صديقة للبيئة، يعمل على فلترة الغبار ومنع انتشاره في الجو، حيث تتم تصفيته داخليًا ونقله عبر وسائل حديثة إلى خزان مائي قريب، ليُخلط بعدها بالماء ويوجه إلى برك خاصة عبر وادٍ مجاور، ما يسمح بإعادة تدوير المياه في الاستعمالات الصناعية، والقضاء نهائيًا على تطاير الغبار الذي كان يشكل مصدر تلوث في السابق. ولفت إلى أن المشروع بلغ مرحلته الرابعة، والمتمثلة في توريد هياكل الفلاتر وتركيبها على الأرض.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الفلاتر تُعد من بين المشاريع النموذجية التي تبرز اهتمام مؤسسة "سوميفوس" بتجهيز المركب بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الإنتاج والتقليل من التأثيرات البيئية. وأكد أن تشغيل هذه النظم سيساهم في جعل المركب المنجمي صديقًا للبيئة، بفضل اعتماد التكنولوجيا الحديثة لتقليل الانبعاثات الضارة.
وأكد المدير أن المشروع يندرج في إطار البرنامج الشامل للمؤسسة للحد من الأثر البيئي لنشاطها الصناعي، مشيرًا إلى أن استثمار هذا المبلغ الهام هو جزء من سياسة واضحة ومتكاملة تهدف إلى حماية البيئة، والتقليل من الغبار والأتربة والانبعاثات تدريجيًا. وأضاف أن الإدارة تسعى لتجاوز المعايير البيئية المطلوبة، وتعكس من خلال هذا المشروع التزامها الدائم بحماية البيئة وتوفير بيئة آمنة وصحية.
وفي سياق متصل، كانت إطارات من المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة قد قامت خلال السنة الماضية بزيارة ميدانية للمركب، في إطار دراسة لتحديد تأثير التلوث الجوي على محيط بلدية بئر العاتر في نطاق 9 كلم، بهدف رصد التأثيرات الصحية والبيئية لأنشطة المركب واتخاذ الإجراءات المناسبة للحد منها.
وقد شملت الدراسة أخذ عينات من الهواء من مواقع مختلفة داخل وخارج المركب، واستخدام مجسات متطورة لقياس نوعية الغبار والغازات المنبعثة، وتم نقل هذه المجسات لاحقًا إلى وسط مدينة بئر العاتر لدراسة تأثير النشاط الصناعي على التجمعات السكنية القريبة.
وسبق لسكان مدينة بئر العاتر أن طالبوا مرارًا السلطات الوصية بالتدخل للحد من التلوث البيئي الناجم عن نشاط منجم الفوسفات، حيث اشتكوا من تطاير الأتربة والغبار المحمل بالمواد المشعة الناتجة عن استخراج خام الفوسفات، والتي تُمثل خطرًا على صحة السكان.
وفي هذا السياق، أطلقت إدارة المركب خلال السنوات الأخيرة عمليات تشجير واسعة بسواعد العمال، في خطوة تهدف إلى حماية البيئة من التلوث والتصحر، وتعزيز الغطاء النباتي في محيط المركب الصناعي.
ع. نصيب
