انطلقت أمس بجامعة قسنطينة 3 «صالح بوبنيدر» أول تجربة من نوعها في تدريس تخصصات الطب باللغة الإنجليزية، وسط أجواء من التفاؤل بإمكانية تعميم العملية على نطاق أوسع في السنوات القادمة، لاسيما في ظل توفر الإمكانيات وتسجيل رغبة الطلبة في خوض هذا التحول البيداغوجي.
وأوضح عميد كلية الطب، البروفيسور بوزيتونة، أن الانطلاقة تمت في ظروف جيدة، حيث أبدى الأساتذة رغبة قوية في التدريس بالإنجليزية، فمنهم من تكون في اللغة الانجليزية بنسبة 100 بالمئة، وآخرون بنسبة 50 و80 بالمئة، والتكوين مستمر لدى غالبية الأساتذة الذين رحبوا بهذا التحول، مضيفا أن الكلية لمست استعدادا ملحوظا لدى الطلبة في السنة الأولى الذين أبدوا حماسا كبيرا وتجاوبا واضحا مع التغيير، واعتبر أن هذا الانفتاح يعكس وعي الجيل الجديد بأهمية اللغة الإنجليزية في مجالات البحث والطب على المستوى الدولي.
وشدد المتحدث على أن الإنجليزية باتت لغة غالبية المؤتمرات العالمية والأبحاث الطبية، وبالتالي فإن تدريس الطب بها يفتح الباب أمام الأطباء الجزائريين للولوج بسهولة إلى أحدث المراجع العلمية ومواكبة الابتكارات الطبية دون حواجز لغوية، مؤكدا أن العملية ستنجح بفضل تضافر الجهود والإرادة القوية من طرف الأساتذة والطلبة معا، إذ أن مستقبل الطب كما قال يكمن في هذه اللغة العالمية.
وأضاف البروفيسور بوزيتونة أن إدارة الجامعة، وفرت مراكز تكوين مكثف في اللغة الإنجليزية لفائدة الطلبة والأساتذة، وهو ما سيمكنهم من رفع مستواهم تدريجيا ومواكبة متطلبات التدريس، مشيرا إلى أن جامعة التكوين المتواصل تشكل سندا إضافيا في هذا المجال، مؤكدا أن جميع ملحقات كلية الطب بقسنطينة شرعت في التدريس بالإنجليزية، ما يجعل العملية شاملة منذ بدايتها على أن تتوسع تدريجيا لتشمل مختلف المراحل التعليمية مستقبلا.
من جهتها أكدت إدارة الجامعة في بيان لها، أن القرار يندرج ضمن إستراتيجية وطنية تهدف إلى الانفتاح على العلوم والمعارف العالمية، وتوفير تكوين نوعي يواكب التطورات العلمية الحديثة، لاسيما وأن الإنجليزية أصبحت لغة البحث والطب على المستوى الدولي، كما ينتظر وفق المصدر أن يسهم هذا الإجراء في رفع كفاءة الإطارات الطبية الجزائرية، وتمكينها من الولوج بسهولة إلى أحدث الأبحاث والمراجع العالمية، بما يعزز مكانة الجامعة الجزائرية في المحافل الأكاديمية الدولية
وفي سياق متصل، ذكرت جامعة صالح بوبنيدر، أن مدير جامعة قسنطينة 3، البروفيسور شعبان بعيطيش، قد كرم الطالبة نجية عزيرة من كلية الهندسة المعمارية والتعمير، بعد حصولها على وسم «مشروع مبتكر – لابال» الممنوح من وزارة المؤسسات الصغيرة والمؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة، حيث أن المشروع يقوم على مبادئ الاقتصاد الدائري ويهدف إلى تقديم حلول ذكية ومستدامة لتقليل التكاليف ومساعدة الأسر والصناعيين على تخفيض الفواتير وتشجيع الاستعمال الرشيد للموارد، وبهذا، تجمع جامعة قسنطينة 3 بين تعزيز مكانة اللغة الإنجليزية في التكوين الأكاديمي وتشجيع روح الابتكار، لتؤكد موقعها كقطب جامعي صاعد في الجزائر وقادر على المنافسة في المحافل الدولية.
لقمان/ق