دعا أمس، أكاديميون خلال ندوة حول الذكاء الاصطناعي في الإعلام وحرية التعبير بقسنطينة إلى تبني سياسات داعمة للذكاء الاصطناعي و تقليص الفجوة الرقمية مع الدول الغربية، بالإضافة إلى فهم كيفية استخدام والتعامل الذكاء الاصطناعي في ميدان الإعلام.
ونظّمت جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ندوة وطنية بعنوان «الذكاء الاصطناعي في الإعلام ومستقبل حرية التعبير»، حيث تطرّقت الدكتورة بذات الجامعة، صليحة العابد، خلال مداخلتها حول التمييز العنصري الرقمي فيما يتعلق بالحرب على غزة إلى إشكالية مدى مساهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي في انفتاح التواصل، بالإضافة إلى مدى سماح هذه الخوارزميات بالتدفق الحر للمعلومات أم أنها تقيّد بشكل مباشر أو غير مباشر حرية الرأي والتعبير تحقيقا لمصالح القوى السياسية والاقتصادية الكبرى.
وقالت المتحدّثة في مداخلتها إنّ الازدواجية في التعامل هي التي تعيد إنتاج أنماط جديدة من التمييز العنصري عبر المنصات الرقمية، حيث يعدّ وفقها من المصطلحات التي تتناول القيود المفروضة على الأنترنيت ومدى قدرة المنصات الإلكترونية الكبيرة على اختيار المحتوى عن طريق الحظر الخفي كشكل من أشكال الرقابة التي تقيّد رؤية محتوى معيّن دون إخطار المستخدمين، وقامت الدكتورة بتحليل عدد من منشورات منظمة «حملة» الفلسطينية غير الحكومية، حيث أظهرت نتائج الدراسة أنّ المحتوى الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي شهد عمل تقييد وقمع وهو ما أعاق توثيق الانتهاكات، كما يدعم الروايات المنحازة ويعمّق التهميش الرقمي وكذلك مارست شركة «ميتا» رقابة غير متكافئة وموجهة ضد المحتوى الفلسطيني مما أثر على وصوله وانتشاره. وذكرت المتحدّثة في خاتمة مداخلتها إلى أنّ حذف المنشورات التي لا تتناسب مع سياسات إدارة المنصات تشكل تهديدا لحرية النّشر من خلال تعمّد القوى التي تدير وسائل التواصل الاجتماعي حجب وإزالة الحسابات الفلسطينية والمنشورات، كما دلّت نتائج التقارير التي تمّ تحليلها بحسب المتحدّثة أنّ الفجوة الرقمية بين من يملك ومن يستهلك هي من تصنع إحداثيات هامش التعبير، وذكرت الدكتورة، العابد، في حديث مع النصر على الهامش أنّ خوارزميات الذكاء الاصطناعي وبقرار من حكومات القوى السياسية الكبرى يقومون بحجب منشورات الفلسطينيين والتضييق عليها في المقابل يعجّ المحتوى العبري بخطاب الكراهية، حيث أوصت المتحدّثة بضرورة العمل على تقليص الفجوة الرقمية مع دول الغرب من خلال تبني سياسات داعمة للذكاء الاصطناعي وتدعيم الكوادر إذ أنّ لديهم القدرة المعرفية التي تحتاج إلى الظروف الملائمة للعمل وفق المتحدّثة.
من جهته ذكر الدكتور بجامعة الجزائر 3، رشيد بن حميميد، أنّه لابد من مواكبة الإعلام لتطوراته وآفاقه بكل ما تحمله التجربة من تعقيدات ومسؤوليات لافتا إلى أنّ الحديث عن الذكاء الاصطناعي متعدد الأشكال حيث يرى المتحدّث أنه مهما بلغت أهمية تطبيق هذه التقنية في العمل الإعلامي غير أنها لا يمكن تنوب عن رجل الإعلام والصحافة بل تكون مرتكزا وداعما له في التجربة، بحيث يمكن على سبيل المثال استكمال المهام التي تتطلّب وقتا من خلاله، موضحا أنّه كتقنية تحتاج إلى تطوير ومتابعة، تقييم وتقويم بحيث يتم العمل معه بشكل حذر وواع.
وقال ذات الدكتور في حديث هامشي مع النّصر إنه ينبغي تقديم قراءة واعية متفحصة في التعاطي مع التطورات التي تفرضها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتأثير ذلك على الإعلام، وبالتالي معرفة حدود العودة إليه والابتعاد عنه مع الأخذ بعين الاعتبار الرسالة الإعلامية التي ينبغي أن تكون من أجل الجزائر واهتماماتها ومواقفها، مضيفا أنّ هذه التقنية لها فوائدها وإضافاتها لكن لا ينبغي على الصحفي أن يبتعد عن الإبداع والتعاطي بإيجابية مع ما يمتلكه، ذلك أن الاعتماد الكلي على الآلة وتفاصيلها يطرح التساؤل حول قيمة الصحفي وأهمية ما يمتلكه وكذا الرصيد والتعاطي مع الواقعية التي يمليها العمل الإعلامي.
إسلام. ق