سجّلت شركة «سيترام» ارتفاعا بنسبة 50 بالمائة لحوادث المرور عبر مسار ال«ترامواي» بقسنطينة خلال سنة 2024 والثلاثي الأول من السنة الجارية بالمقارنة مع سنة 2023، حيث اقترح فاعلون تدعيم إشارات المرور السمعية ووضع حواجز، فيما يتم العمل على تحيين مخططي النقل وحركة المرور بالمدينة الجديدة علي منجلي.
ونظّمت، أمس، الوحدة العملياتية لشركة «سيترام» بقسنطينة يوما دراسيا حول الوقاية من حوادث المرور عبر مسار الـ«ترامواي»، جاء بعد حملة قامت بها المؤسسة الأسبوع المنقضي عبر عدد من النقاط السوداء بمسار «ترامواي»، حيث عرف تقديم العديد من المداخلات من ممثلي الجهات الفاعلة التي حضرت المبادرة، حيث ذكر مدير الوحدة العملياتية، يوسف بلطرش، في كلمته الافتتاحية أنّ الفاعلين في هذا المجال تقع على عاتقهم مسؤولية سلامة وأمن مستعملي هذا الخط وكذا تعزيز ونشر الثقافة المرورية عبر هذه الوسيلة الحديثة حسبه، مضيفا أنّ خط الـ«ترامواي» شهد خلال سنة 2024 عدد حوادث مرور قياسي لم يسبق وأن تمّ تسجيله وفق ذات المتحدّث إذ تقدّر نسبة ارتفاع هذه الحوادث بـ 50 بالمائة مقارنة بسنة 2023، كما لفت إلى أنّه بالرّغم من الإجراءات المتّخذة فقد تمّ تسجيل ذات نسبة الارتفاع خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية، موضحا أنّ اليوم الدراسي يعدّ فرصة لتبادل الخبرات بين المهنيين، الخبراء والباحثين في هذا الجانب.
أرقام قياسية لحوادث المرور
وقدّم ذات المتحدّث بعض الإحصائيات خلال مداخلة له حول دراسة وتحليل حوادث المرور عبر مسار «ترامواي» قسنطينة إذ قال إنّ حوادث المرور المسجّلة قبل عملية التوسعة خلال فترة 9 سنوات ما بين 2013 و2021 قدّرت بـ 38 حادثا فيما بلغ عددها 54 حادثا بعد توسعة خط «ترامواي» علي منجلي في الفترة ما بين 2021 وحتى 2024، إذ أنّه في أكتوبر من سنة 2021 تمّ وضع حيز الخدمة لتوسعة خط «ترامواي» علي منجلي حيث بدأت ملاحظة وقوع حوادث مرور، كما سجل رقم قياسي في حوادث المرور المادية بـ 18 حادثا خلال سنة 2024 مقارنة مع سنة 2023 التي عرفت تسجيل 12 حادثا ماديا ومتجاوزا رقم 17 حادثا المسجل خلال سنة 2022، فيما قدّر عدد الحوادث الجسمانية خلال سنة 2024 بـ 6 حوادث أما خلال السنة التي قبلها 8 حوادث.
وأبرز المتحدّث كذلك أنّ الفترة ما بين الساعة الرابعة والسادسة مساء تشهد أهم نسبة من ناحية وقوع حوادث المرور إذ بلغت حوالي 39 بالمائة بالنسبة للحوادث الجسمانية و31 بالمائة للحوادث المادية، حيث أرجع المتحدّث الأمر إلى كونها فترة نهاية اليوم وجميع المواطنين يرغبون في العودة إلى المنازل، أما فيما يخص حوادث المرور على مستوى كل تقاطع فأوضح المتحدّث وجود نقطة سوداء بالخط القديم تتعلق بتقاطع الـ«سيلوك» الذي سجل 24 حادثا خلال الفترة ما بين سنتي 2013 و2024، حيث ذكر، بلطرش، أنه تم القيام بحملة تحسيسية بهذه النقطة ولوحظ عدم وجود احترام لقانون المرور مع قيام المتنقلين بالسير في الاتجاه الممنوع بالرغم من وجود لافتتين تنبهان لهذا الأمر، بالمقابل تم تسجيل في ظرف ثلاث سنوات 16 حادثا على مستوى تقاطع الاستقلال بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بالإضافة إلى 21 حادثا خلال ذات الفترة بتقاطعات علي منجلي، النصر 1 و2.
وأردف المتحدّث أنّه في المجمل تمّ وقوع 92 اصطداما بين «ترامواي» والمركبات كما تمّ تسجيل 32 حادثا جسمانيا فيما تم إحصاء حالة وفاة واحدة مع تسجيل كذلك 1550 اصطداما محتملا تم تجنّبه بفضل تدابير السلامة إذ أرجع المتحدّث أسباب وقوع الحوادث إلى عدم احترام إشارات وقانون المرور، ارتداء سماعات الأذنين من قبل المارة بالإضافة إلى عدم استخدام المسالك الخاصة لعبور المشاة.
من جهته استعرض مدير الاستغلال بالمديرية العامة «سيترام»، طاهر حماش، في مداخلته بيانات حول حوادث المرور عبر خطوط الـ«ترامواي» في سبع ولايات خلال الفترة ما بين سنتي 2022 و2025، إذ تمّ تسجيل خلالها 136 حادثا جسمانيا بصدارة تحتلها الجزائر العاصمة لتليها ولاية وهران ثم سيدي بلعباس، بينما تم إحصاء 569 حادثا ماديا خلال ذات الفترة مع بقاء ترتيب الولايات نفسه، كما لفت إلى أنّه يتم استخدام معدّل حوادث المرور الجسمانية والمادية لكل 10 آلاف كلم مقطوع لتقييم ومقارنة السلامة ما بين الخطوط، حيث تساعد المؤشرات على تتبع النتائج واكتشاف المشكلات وكذا توجيه القرار لتحسين العملية الوظيفية عموما.
اقتراح وضع حواجز وإشارات سمعية
وفي ذات الإطار ذكرت الأستاذة بمعهد تسيير التقنيات الحضرية، نعيمة حمود، في حديث مع النصر، أنّها قامت بإعداد استبيان ميداني كان غالبية المستجوبين من الطلبة خصيصا لعرض مداخلتها، حيث أسفرت نتائجه على أنّ العامل البشري يعدّ السبب الرئيسي في وقوع حوادث «الترامواي» على غرار عدم احترام القوانين واللامبالاة وعدم احترام الآخرين، التجاوزات واللاوعي، لتليها العوامل الميكانيكية على غرار حدوث أعطاب على مستوى هذه الوسيلة، بالإضافة إلى الظروف المناخية بحيث قد يتسبّب تساقط الأمطار على مسار ال«ترامواي» والمركبات ما دام هناك تداخل ما بين حركتي الوسيلتين زيادة على تساقط الثلوج التي تعيق سكة الحديد وأيضا الهبوب الشديد للرياح يؤثر على حركة عربات الـ«ترامواي».
وترى المتحدثة أن من الحلول المقترحة التوعية والتحسيس سواء بالنسبة لمستعملي هذه الوسيلة وكذا السائقين وحتى وسط الجامعات باعتبار غالبية مستعمليهم من الطلبة، بالإضافة إلى وضع حواجز مثلما هو موجود في خط السكة الحديدية وتدعيم الإشارات الضوئية الثلاثية والصوتية لتنبيه المواطنين باعتبار وجود بعضهم يرتدون «طاقية» ولا يلاحظ عليهم قلة التركيز خاصة في أواخر النهار مع تكوين سائقي «ترامواي» باستمرار والمركبات ذات الوزن الثقيل.
وقال الإطار بمديرية النقل، عمامرة شعيب، في حديث مع النّصر أنّه يتم التحضير لتحيين مخططي النقل وحركة المرور بالمدينة الجديدة علي منجلي، إذ طالب حسبه الوالي المنتدب بالقيام بهذه العملية، موضحا أنّ المخططين موجودان منذ سنة 2013 لكن ينبغي تحيينهما ليواكبا التوسع العمراني والكثافة السكانية بالمنطقة حيث يعتبر أولوية حسب المتحدّث لهذه الأسباب مع وجود عدّة نقاط سوداء مع الـ«ترامواي» وأنماط النقل بصفة عامة.
إسلام. ق
