طور مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة أولى شتلات أشجار الموز المزروعة أنبوبيا، حيث زرعت على مستوى حقل تجريبي في منطقة البعراوية في إطار مشروع لتكوين فلاحين من ولاية جيجل، في حين يعتزم باحثو الهيئة عرض 5 منتجات حيوية في مجالات الفلاحة والتغذية والصحة والبيئة والتكنولوجيات الصناعية للاستثمار والتثمين الاقتصادي في السوق من خلال مؤسسات ناشئة.
وأفاد مدير مركز البحث في البيوتكنولوجيا، البروفيسور عمار عزيون، في حديث مع النصر، بأن المركز يقود عدة مشاريع في ميادين مختلفة، على غرار الفلاحة والتغذية والصحة والبيئة والتكنولوجيات الصناعية، حيث شرح لنا أن «سياربيتي» يعتزم الإعلان عن عروض بخصوص الاستثمار في خمسة منتجات تم تطويرها في المركز، مشيرا إلى أن الإعلان سيكون مفتوحا للراغبين في الاستثمار في هذه المنتجات من خارج المركز من خلال مؤسسات ناشئة، كما أكد أن المشاركين سيطلعون على مختلف التفاصيل الخاصة بالمنتجات المعنية والمراحل التي وصلت إليها عملية تطويرها. ونبه المتحدث أن فريق الباحثين الذين قاموا بتطوير المنتجات سيكونون مساهمين بحصة خاصة بهم في المؤسسات الناشئة التي تسوّقها، إلى جانب مركز البحث في البيوتكنولوجيا الذي سيكون مساهما أيضا، على غرار النمط نفسه المنتهج في استحداث المؤسسة الناشئة «ميميكال» التي ستتكفل بتسويق الرقاقات الحيوية.
وأضاف المصدر نفسه أن مركز البحث في البيوتكنولوجيا يستهدف التحول إلى «مشتلة للمؤسسات الناشئة»، حيث ذكر أن المنتجات المعنية بالتثمين في الوقت الحالي تتمثل في منتج مطور من أجل الحفاظ على السلالات الحيوانية والإنتاج، ومبيد حيوي. وذكر المتحدث أيضا أن باحثي المركز قاموا بتطوير أنزيم يستعمل في التخمر اللبني، فضلا عن منتج للتخمر اللبني على أساس بكتيري مستعملين في صناعة الألبان، إلى جانب منتج الفحم النشط الذي يندرج في مجال البيئة. واعتبر الباحث أن المركز يسعى إلى تثمين منتجات البحث العلمي من خلال المؤسسات الناشئة، التي يمكنها أيضا أن تعمل مستقبلا على تطوير كل منتج من خلال فرق بحث خاصة بها بالتعاون مع الباحثين الذين قاموا بتطوير المنتج في مرحلته الأولى، ما يجعل المؤسسة الناشئة مساهمة في البحث العلمي أيضا.
وقال الباحث أيضا إن المركز آخذ في توسيع مرئيته على المستويين الوطني والدولي، حيث أوضح أنه بات يوفر خدمات للمستشفيات والعيادات في مجال التسلسل الجيني، فضلا عن التشخيص الجيني للأنواع النباتية في مجال الفلاحة، على غرار مساهمة المركز في إعداد دليل أنواع أشجار الزيتون في إطار مشروع «بازا»، كما أوضح أن باحثي المركز يعملون حاليا أيضا على تكوين فلاحين في ولاية جيجل على الزراعة الأنبوبية للشتلات النباتية مخبريا، كما شرع في إنتاج شتلات مخبرية لأشجار الموز على مستوى حقل تجريبي تابع لمركز «سياربيتي» في منطقة البعراوية في قسنطينة، مرجحا أن يتم حصد أولى الثمار منها بعد شهر أو شهرين.
ولفت المصدر نفسه أن مشروع الزراعة الأنبوبية يأتي في إطار اتفاقية تعاون مع غرفة الفلاحة لولاية جيجل، حيث كان فلاحون بهذه الولاية يستوردون الشتلات المزروعة أنبوبيا من الخارج، قبل أن يتوجهوا إلى تلقي التكوين منذ أكثر من عام ونصف على مستوى مركز البحث في البيوتكنولوجيا من أجل إنتاجها محليا، في حين أوضح البروفيسور عزيون أن الشتلات الأنبوبية المنتجة في مخبر المركز أكثر ملاءمة للبيئة ومقاومة للأمراض من الشتلات المستوردة من الخارج.
واعتبر المتحدث أن اكتساب الخبرة ونقلها إلى المحيط الاقتصادي في صلب أهداف مركز البحث في البيوتكنولوجيا، حيث أشار إلى أن إنتاج الشتلات الأنبوبية على المستوى الوطني سيعوض استيرادها من الخارج، مؤكدا أن المركز يساهم بشكل مباشر في خلق الثروة من خلال المؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، بالإضافة إلى المعرفة والخبرة الإستراتيجية التي يتم تطويرها ونقلها إلى القطاعات التي تطلبها. وأكد المصدر نفسه أن الخبرة والمعرفة مصدر ثروة لا ينضب، حيث عرضت مشاريع المركز على مختلف القطاعات، منبها إلى ضرورة تطوير المنتجات البيوتكنولوجية محليا لتكون مستجيبة ومتوافقة مع المعطيات والمتطلبات البيئية والطبيعية.
سامي .ح
