الفن ثقافة وليس فيديو كليب ومجموعة  من البنات
اعتبر الفنان الفلسطيني محمد عساف بأن كثرة الفنانين أثرت على نوعية الأغنية العربية ، حيث لم يعد يراعى فيها اللحن الجيد و الكلمات الراقية، و التي  تحمل رسالة ، و استهجن الرؤية المنتشرة في الأوساط الغنائية بأن الفن هو عبارة عن فيديو كليب ومجموعة من  البنات.
محمد عساف الذي زار قسنطينة مؤخرا للمشاركة في إحياء الحفل الفني الذي أقيم بقاعة العروض الكبرى أحمد باي ،تكريما لوردة الجزائرية ،من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام، أوضح بأن الفنان ينتمي لأوطانه، وهو صوتها، لكنه يجب ألا يقع في فخ السياسة لأنه في الأخير فنان و يحمل رسالة إنسانية سامية.

.النصر: برامج المواهب أصبحت تكتسح التلفزيونات العر بية ، هل تؤيد استمرارها رغم ما تشهده الساحة الفنية من كثـرة المغنيين على مختلف مستوياتهم ؟

ـ محمد عساف : البرامج الفنية تمنح فرصة للمواهب الجديدة للظهور، وأنا أؤيد مثل هذه البرامج التي تساعد على بروز إبداعات لم تلق الضوء اللازم للظهور، والخروج للجماهير، فالحصص التلفزيونية المخصصة للمواهب تختزل المسافة ما بين الغناء والشهرة، حيث تقرب الجمهور من المواهب التي تحظى بإعجابه في فترة زمنية قصيرة.

.هناك شباب وشابات مروا على برامج المواهب و أحبهم الجمهور، لكن مشوارهم انتهى مع انتهاء البرنامج مباشرة، ما سبب ذلك؟

ـ الاستمرارية هي توفيق من الله عز وجل، ومحبة الناس تساهم في ذلك، وأنا الحمد لله أنصفني الله، و دائما ما استشعر دعوات الوالدة التي رافقتني في مشواري منذ بدايته.

. عينت من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس سفيرا للنوايا الحسنة، هل تعتبر أن مهمة الفنان أن يساهم في إظهار صورة حسنة عن بلاده؟

ـ الفن شيء عظيم ورسالة سامية ،تصل إلى قلوب الناس فهو أبسط و أسهل وأسرع من أي وسيلة أخرى. لذلك فأنا أعتبر بأن تمثيل بلدانا من خلال الاستعانة بالفن لإيصال رسالة السلام و الحب للعالم ،دور أعتز به.

.طغى مؤخرا الجانب التجاري على الفني في المنتوج الغنائي هل ترى بأن المال بشكل عام أفسد الفن ؟

ـ لا ننكر دور المال في صناعة الفن، فعن كل جهد مبذول هناك أجر ،مهما كان هذا العمل، لكن الأزمة لا تكمن في علاقة الفن بالمال، فأنا أعتبرها في عدم وعي بعض الأصوات بأن الفن رسالة في حد ذاته. اتركني أكون صادقا معك، فهناك نظرة تعتقد أن الفن هو فيديو كليب و مجموعة من البنات وهي نظرة خاطئة أضرت كثيرا بالفن، وهذا ما أحاول أن أتجنبه لاعتقادي بأن الفن هو حضارة وثقافة وتاريخ. نحن نعاني اليوم من نوعية الأغاني، فالساحة مليئة بالفنانين وهذا شيء جيد ،لكن تأثيره على نوعية الفن أصبح شيئا سيئا ،خاصة من ناحية اللحن وكلمات الأغنية.

. تؤدي بعض المقاطع الفلسطينية التراثية، في مقدمة أغانيك، على طريقة المواويل، هل تخاف على التراث السماعي الفلسطيني من الإندثار ؟

ـ أنا أعتبر ذلك واجبا ،علي القيام به، فالفن الفلسطيني بشكل عام ،يواجه تحديات تهدد كيانه وتواجده و ثقافته، لذلك كان الخوف عليه وعي بضرورة أن يغنى هذا التراث ،بطريقة تساهم في بقائه و استمراريته فهو إرث من الأجداد يجب المحافظة عليه.

. اشتهرت بأغانيك بعد خروجك من البرنامج الغنائي المخصص للمواهب مباشرة، رغم قلتها هل تتعمد عدم الإكثار من الأغاني في هذه الفترة ؟

ـ أنا دخلت الساحة الفنية منذ عامين فقط، وهذه مدة قصيرة جدا ،مقارنة بما قضاه الفنانون الآخرون، لذلك فأنا لدي ألبوم واحد فقط نجح بجميع المقاييس، وهذا رأي الصحافة الفنية العربية المتخصصة،  فأنا كفنان قبل أن أبدأ بالعمل لانجاز أية أغنية، أعطي وقتا مهما لمرحلة التحضير، لاعتقادي بأن الفنان يجب أن يقدم شيئا يحبه الناس أو لا يعمل من البداية، و يغير مهنته أو تخصصه.

. أصبح العمل الفني الثنائي موضة في الأغنية العربية ، يصر الجميع على ممارستها هل تعجبك الفكرة؟

ـ إنه شيء جميل و رائع ، وأنا أحب فناني الجزائر و أسمع أغانيهم كثيرا ،لذلك يمكن جدا أن أؤدي أغنية ديو مع فنان جزائري معروف.

. تحضر لأغان جديدة، هل يمكننا أن نعرف نوعية هذه الأغاني ؟

ـ أحضر لألبوم جديد ،و سأخوض من خلاله تجربة الغناء باللهجة المصرية ، حيث سأصور أغنية «أيوه حغني» على طريقة الفيديو الكليب بعد أن راجت كثيرا.

. تأثرت كثيرا لأحداث غزة الأليمة و كنت صاحب مبادرة «دلو الرماد» لتعبر بها عن الخراب الكبير والدمار الذي طال غزة، هل على الفنان أن يتفاعل مع ما يحدث على الساحة السياسية؟

ـ إنها بلدي، لكنني لم أمارس السياسة ،بل كنت فلسطينيا كأي فلسطيني وعربي آخر آلمه ما جرى في تلك المرحلة القاسية، وهذا ما يقتضيه الموقف، فأحيانا لا يضر الفنان أن يقول كلمة من أجل وطنه، فأنا تهمني قضايا الأمة العربية ،لكن لا أمارس السياسة.

. في الأخير كلمة لقسنطينة و للجزائر

ـ نحبكم ، و ليست مجاملة حين يقول الفلسطيني للجزائري بأنه يحبه.
حاوره: حمزة دايلي

الرجوع إلى الأعلى