الجمعة 17 أكتوبر 2025 الموافق لـ 24 ربيع الثاني 1447
Accueil Top Pub

نموذج عن المقاولاتية البيئية في الجزائر: «نساء في الاقتصاد الأخضر».. مبادرة لبناء مستقبل بيئي مستدام

تبرز جمعية “نساء في الاقتصاد الأخضر” ، كنموذج رائد في تحويل الوعي البيئي إلى عمل ميداني ملموس، عبر مقاولاتية خضراء، تقودها نساء جزائريات يؤمن بأن حماية البيئة ليست خيارا بل واجب نحو الكوكب ونحو الأجيال القادمة في ظل تحديات بيئية ومناخية متزايدة، وفي وقت يسارع العالم نحو تبني مفاهيم التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر.

إيمان زياري

تضم الجمعية سيدات من خلفيات اجتماعية و مهنية وتعليمية مختلفة، بينهن حاملات لشهادات جامعية، وربات بيوت مهتمات بالبيئة، وسيدات أعمال كذلك، يحلمن جميعهن برسم خطوط مشاريع فعلية تحمي المحيط وتكون درعا للتقليل من تأثيرات الصناعات الكبرى على صحة الكوكب. تأسست جمعية «نساء في الاقتصاد الأخضر» سنة 2013، لتفتح الباب أمام هؤلاء النسوة لتجسيد طموحاتهن عبر خطة مدروسة، وتكوين علمي جاد يشكل في مجمله حجر الأساس لبناء مشاريع قد تبدو صغيرة لكن تأثيرها كبير على صحة البيئة والكوكب معا.
بين التنمية الاقتصادية وحماية الموارد الطبيعية
تقول رئيسة الجمعية، السيدة كريمة قادة تواتي، إن الهدف الأول للجمعية يكمن في تحسين ودعم المقاولاتية الخضراء في المجتمع عموما وبخاصة لدى العنصر النسوي، وهو ما شكل حسبها الفكرة الأولى لإنشاء الجمعية التي تمكنت منذ تأسيسها من تجسيد برامج مرافقة للسيدات الحاملات لأفكار حول مشاريع خضراء.
وأوضحت، أن العمل يتم عبر مرافقتهن ومساعدتهن على الانتقال من الفكرة إلى الواقع، انطلاقا من تكوين جيد في مجال تسيير المؤسسات المصغرة، وكيفية تسيير منتجاتها بناء على معلومات تقنية وتكلفة المشروع المراد تجسيده، والوصول لبرامج التمويل الحكومية أو الخاصة المتوفرة. أنشئت الجمعية من قبل مجموعة من السيدات المتخصصات في مجال البيئة، الاقتصاد، الطاقات المتجددة، البحار وغيرها، وجاءت بهدف دمج المرأة الجزائرية في مسار الاقتصاد الأخضر، كما تسعى أيضا بحسب محدثتنا، إلى تعزيز دور المرأة كفاعل رئيسي في التنمية المستدامة وفي حماية البيئة، من خلال المشاريع المصغرة.
وقالت، إنها تسعى كذلك لإحداث التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية الموارد الطبيعية، وذلك من خلال مشاريع مبتكرة تدمج الوعي البيئي بالتشغيل والإبداع الاجتماعي، إضافة إلى الإسهام بفاعلية في التنمية الاقتصادية المستدامة بالجزائر، بالترويج للاقتصاد الأخضر ومختلف القطاعات المرتبطة بالتنمية البيئية، إلى جانب حماية الموارد الطبيعية وتعزيز الوعي البيئي في أوساط المجتمع.ترتكز مهام جمعية “نساء في الاقتصاد الأخضر” على تمكين النساء والشباب من الانخراط في مشاريع الاقتصاد الأخضر، عبر التكوين والمرافقة والتحفيز على إنشاء مؤسسات صديقة للبيئة، كما تعمل على تحديد وتوجيه المهتمين بالاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، وتسعى لتشجيع ريادة الأعمال الخضراء عبر برامج توعوية وتكوينية.
ومن بين أهدافها أيضاً ، إقامة جسور التعاون والتبادل بين الفاعلين في مجال الاقتصاد الأخضر، من خلال منصات رقمية تمثل فضاءً للتواصل بين الخبراء والمستثمرين والشباب.
تمكين اقتصادي عبر حلول بيئية
ولأن رسالة الجمعية لا تقتصر على التوعية فقط، فإنها تعمل على تمكين النساء اقتصاديا عبر مشاريع خضراء، كما تقدم دعما تقنيا وتدريبا في مجالات مختلفة.
وأوضحت رئيسة الجمعية، أن من أهم المجالات التي تركز عليها الجمعية هي الزراعة العضوية، مشيرة في ذلك إلى مشاريع نسوية في هذا الميدان، تخص مزارع الزعفران بولاية سطيف، والطماطم المجففة بذات الولاية وفي ولايات أخرى تصنف كمناطق فلاحية.
وأضافت قادة تواتي، أن مشروع “نساء من أجل بيئة نظيفة”، أيضا كان من بين المشاريع المهمة لدى الجمعية، مؤكدة أنه مشروع يشجع النساء على فرز النفايات وإعادة التدوير في المنازل والمؤسسات التربوية، كمشاريع الرسكلة في البيض بتيبازة وفي ولايات أخرى، وأشارت إلى تجسيد مشاريع من طرف رجال كذلك، كمشروع صناعة الكومبوست العضوي، وهو المكون الذي يعتمده الفلاح في إنتاجه الفلاحي وذكرت نموذجا لمستثمر بزرالدة، إلى جانب مشاريع أخرى لا تزال قيد التأسيس.كما تحدثت أيضا، عن ورشات الاقتصاد الدائري التي تقدم حسبها تكوينا في تحويل النفايات إلى منتجات قابلة للاستعمال أو البيع، مما يخلق فرص عمل خضراء للنساء في المناطق الحضرية والريفية، وإنتاج مواد التنظيف الصديقة للبيئة، لتتحول النساء إلى سفيرات للاقتصاد الأخضر، بحيث يجمعن بين حماية البيئة وتحسين الدخل الأسري.
شراكات محلية ودولية
وقالت رئيسة الجمعية، إنها أشرفت على 3 مشاريع كبرى خاصة بخريجي الجامعات وذلك منذ تأسيس الهيئة، كما أبرمت اتفاقيات مع جامعات من مختلف ولايات الوطن على غرار باب الزوار، وجامعة وهران، وجامعة برج بوعريريج، وتلمسان، وقسنطينة. وتعاونت مع وزارة البيئة والطاقات المتجددة، إضافة إلى الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة والصندوق الوطني للتأمين على البطالة.
إلى جانب إمضاء اتفاقيات مع غرف التجارة لبعض الولايات لتجسيد المشاريع النسوية في المقاولاتية الخضراء، وأضافت رئيسة الجمعية أنه ومنذ سنة 2015 إلى غاية 2020، تم تكوين نساء في هذا الميدان، إلى جانب إطلاق برنامج خاص بالمرأة ذات القدرات المحدودة أو النساء غير المؤهلات بمستوى دراسي معين، في إطار تحفيزهن على تجسيد المشاريع والحصول على تمويل. وعن الشراكات الدولية، أوضحت محدثتنا أن جمعية نساء في الاقتصاد الأخضر، لديها برنامج خاص مع مكتب العمل الدولي في إطار تطوير المقاولاتية النسوية تحت شعار “المضي قدما”، وهو خاص بالنساء الراغبات بتحسين وضعيتهن الاقتصادية والاجتماعية عبر نشاطات اقتصادية صغيرة.
نحو مستقبل أخضر بقيادة نسوية
وتواصل الجمعية جهودها لتكون صوتا نسائيا مؤثرا في مسار التحول البيئي والاقتصادي في الجزائر، بما يعكس صورة المرأة الجزائرية القادرة على الجمع بين الوعي البيئي، روح المبادرة والابتكار الاجتماعي، لتساهم من خلال نشاطها المستمر في بناء اقتصاد وطني أكثر نظافة واستدامة بفضل برامجها المتنوعة ومبادراتها الميدانية التي تثبت أن المرأة تمثل ركيزة أساسية في العمل المستدام للحفاظ على البيئة، ورفاه المجتمع، وحماية حقوق الأجيال القادمة.
إ.ز

بئر العاتر بتبسة
جمعية محلية تطلق مشروع مشتلة بيئية مستدامة
ستنطلق جمعية التحدي البيئية بالمقاطعة الإدارية ببئر العاتر ولاية تبسة، في الأيام القادمة، في تجسيد مشروع مشتلة بيئية مستدامة، تغطي الحاجيات المحلية، وتساهم في الحفاظ على الأصناف المحلية للزيتون، من نوع الشملالي والفركاني وأصناف أخرى عديدة، تضمن التنوع البيئي، وتساهم بشكل فعال في تقليل الانبعاثات داخل الإطار الحضري وخارجه.

وليد قسوم، رئيس الجمعية، وفي لقاء مع النصر، أوضح أن هذا المشروع الهام، يندرج ضمن الاتفاقية المبرمة أول أمس، مع ممثل الاتحاد الأوروبي المكلف ببرنامج التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي المتعلق ببرنامج دعم التنمية المحلية المندمجة “ADIL» ورئيس الجمعية بالجزائر العاصمة، أين سيتم تخصيص مساحة معتبرة للانطلاق في المشروع، مضيفا أن إنشاء هذه المشتلة، يدخل في إطار التخطيط الاستراتيجي على المدى المتوسط والبعيد للجمعية، و يأتي في إطار جهود الجمعية لتعزيز الغطاء النباتي، والحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة، بهدف دعم استدامة البيئة المحلية، من خلال إنتاج الشتلات التي تسهم في تحسين المنظومة البيئية، وحماية أمهات الأشجار في المنطقة من خلال عمليات زراعة وحفظ تسهم في استدامتها. المتحدث، أكّد أن المشروع سيكون له دور كبير في تنمية مكونات البيئة الطبيعية في بلدية بئر العاتر، وتعزيز التنوع النباتي، مما يسهم في الحفاظ على البيئة المحلية، وتوفير مصادر مستدامة من الأشجار التي تلبي احتياجات المنطقة في مختلف المجالات البيئية والزراعية، حيث يُعد المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية في المنطقة، ويعكس التزام جمعية التحدي بالمحافظة على الموارد الطبيعية وتعزيز ممارسات الزراعة المستدامة. المتحدث، أوضح أن الأهداف من إنجاز هذه المشتلة الوحيدة بالجهة، تكمن في غرس ثقافة المواطنة البيئية لدى فئة الشباب و المجتمع بصفة عامة، و توجيه الشباب من خلالها إلى الاهتمام بالطبيعة، بالإضافة إلى استحداث فضاء للراحة و الاستجمام، علاوة على توفير فضاء لإجراء التجارب و الدراسات حول النباتات و الغطاء النباتي بالمنطقة. محدثنا، أشار إلى أن هذه المشتلة، لها فوائد بيئية واقتصادية وثقافية وتكوينية، حيث سيتم إنتاج شتلات، تتامشى مع خصوصيات المنطقة، والمساهمة في مكافحة التصحر الذي يهدد جنوب الولاية، إضافة إلى توفير مختلف الشتلات للخواص والمزارعين، سيما مع تزايد الاهتمام بغرس الأشجار المثمرة، فضلا عن المساهمة في الحفاظ على الأصناف المحلية التقليدية من الزيتون الذي تشتهر به المنطقة، لما لها من رمزية وقيمة إنتاجية، زيادة على التقرب من المؤسسات التربوية للمساهمة في ترسيخ ثقافة التشجير والمحافظة على البيئة لدى التلاميذ، كما ستساهم المشتلة في نشر المعارف والتقنيات الزراعية الحديثة، من خلال برامج موجهة إلى متربصي مراكز التكوين المهني والتعليم على مستوى المقاطعة الإدارية، وذلك عبر انتداب مهندسين فلاحيين وتقنيين وفنيين مختصين في الإنتاج النباتي، لتقديم دروس تطبيقية في مجالات تقنيات التقليم، التطعيم، والترقيد الهوائي، وغيرها من المهارات الزراعية التي تساهم في رفع الرصيد المعرفي والمهاري لدى الأفراد، وتعزيز قدراتهم في ميدان الفلاحة المستديمة، مشيرا إلى تحقيق إنتاج وفير من الشجيرات الغابية والشجيرات العلفية وطويلة الساق ونباتات الزينة، تكفي لتلبية كل الطلبات في المجال. وليد قسوم، يرى أن طموحات الجمعية كبيرة، فهي تتوخي أيضا من إنجاز هذه المشتلة، تمكين المتعاملين والمهنيين في ميادين البيئة والفلاحة والغابات والقطاع التربوي والجمعيات المختلفة، من الحصول على مختلف الفسائل والنباتات، من هذه المشتلة، إضافة إلى مهام تسويق هذه المنتجات لفائدة المواطنين، فضلا على تحقيق إنتاج وتوفير أنواع مختلفة من النباتات والأشجار الموجهة للغرس ضمن مشاريع التشجير وإعادة التشجير، إضافة إلى إنتاج أنواع مختلفة من نباتات الزينة، وتوزيع مختلف الفسائل والنباتات على المؤسسات العمومية، والجمعيات، والمؤسسات التربوية، حسب الطلب وكذا القيام بتجربة أنواع جديدة. ع.نصيب

تقليد تطوعي يعكس الوعي والتضامن
نساء قرى تيزي وزو... روح جماعية تحافظ على البيئة
تحرص نساء مختلف قرى تيزي وزو، خلال هذه الأيام مع بداية فصل الخريف، على تنظيم حملات تنظيف شاملة تمس الأحياء والساحات العامة، في تقليد تطوعي يعكس الوعي البيئي وروح التضامن الجماعي، وتشهد مشاركة واسعة من النساء اللواتي يساهمن بجهد جماعي للحفاظ على نظافة المحيط، وتحسين جودة الحياة داخل قراهن ومحيطهن الطبيعي.

سامية إخليف

مبادرات دورية ومهام جماعية
وتجاوزت هذه المبادرات الطابع المناسباتي المرتبط بالأحداث الدينية والاجتماعية مثل عاشوراء، المولد النبوي، أو الأعراس، لتصبح ممارسة منتظمة ومتكررة، من أجل الحفاظ على نظافة الفضاءات العامة وجمال القرى والعيش في بيئة نظيفة وصحية.
ويشمل العمل التطوعي الذي تشرف عليه النساء وفق خطة مدروسة تنظيف الأزقة والمسارات والساحات العامة من الأوساخ، وإزالة الأعشاب والحشائش الضارة خصوصا بعد الحرائق التي تخلف آثارا سلبية على البيئة المحلية، كما يقمن بجمع النفايات وتنظيف محيط المساجد والمدارس، وحتى المقابر والينابيع ومصادر المياه، وطلاء الجدران وتزيين الواجهات لإضفاء لمسة جمالية على المشهد العام، وغالبا ما تتحول هذه الحملات إلى فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية، وتبادل الأحاديث.
جهود خاصة في فصل الخريف
وتكتسي حملات النظافة أهمية بالغة خلال فصل الخريف، إذ تتساقط أوراق الأشجار بكثافة وتغمر الأزقة والمسالك بمخلفات طبيعية متراكمة ما يستدعي تكثيف الجهود للحفاظ على نظافة الفضاءات العامة، وتبادر النساء إلى تنظيم هذه الحملات بروح من الانضباط والمسؤولية، حيث يتقاسمن الأدوار بشكل منظم، فمنهن من تتولى كنس الأزقة وتنظيف الساحات، وأخريات يجمعن الأوراق المتساقطة في أكياس مخصصة، وتسود هذه المبادرات أجواء من التعاون والتضامن بين المشاركات مما يعزز من ترابط النسيج الاجتماعي داخل القرية.
انطلاقة من «ثاجماعث»
وتتميّز هذه الحملات بالعفوية والتنظيم، إذ غالبا ما تبدأ الاستعدادات مع اقتراب موسم الصيف أو الخريف، أو قبيل الأعياد والمناسبات الاجتماعية، حيث تنتشر الدعوات من خلال منشورات في صفحات «فيسبوك» المحلية، أو عبر ملصقات ورقية تُعلق في زوايا القرية وعلى جدران المحلات والمساجد والمنازل. وفي صباح اليوم المقرر، تتوافد النساء إلى «ثاجماعث»، وهي الساحة التقليدية التي تقع عادة في قلب القرية، وهن يحملن المكانس وأكياس القمامة وأدوات التنظيف، وبعد ذلك ينطلقن إلى مختلف أرجاء القرية موزعات بين الأزقة والممرات، حيث تقوم كل واحدة منهن بمهمّتها بروح تعاونية، وغالبا ما تتخلل هذه الحملات أنشطة توعوية تشمل تبادل النصائح حول إعادة استخدام المواد القابلة للتدوير أو كيفية الاستفادة من بقايا النباتات بدل رميها.
المقبرة والينابيع... رمزان للنظافة والاحترام
ولا تقتصر حملات التنظيف على الشوارع والساحات فقط، بل تمتد لتشمل أماكن ذات قدسية خاصة، مثل المقابر والينابيع، حيث تلعب النساء دورا محوريا في المحافظة على نظافتها وجمالها، وتُعتبر المقابر في هذه القرى مكانا مقدسا لتكريم أرواح الأموات، ولذلك تحرص النساء على أن تبقى نظيفة ومرتبة دائما، فتقمن بتنظيفها من الأعشاب الضارة، وجمع الأوراق المتساقطة، وترتيب الممرات، كما أنهن يلتزمن بتزيين القبور في أوقات معينة من السنة، مثل ذكرى الوفاة أو المناسبات الدينية، بوضع الزهور ونزع الحشائش التي تنمو حولها.
أما الينابيع، فهي ليست مجرد مصادر للمياه بل تمثل رموزا للحياة والخصوبة في التراث المحلي، لذا تولي النساء اهتماما خاصا بتنظيفها وصيانتها، حيث يُزينّ مصادر المياه القديمة بالحجارة البيضاء التي تضفي عليها لمسة من الجمال والنقاء، كما يضعن حولها أصص النباتات والزهور لجو من السكينة والهدوء، إضافة إلى ذلك تحرص النساء على إزالة الأوساخ وكل ما يعيق تدفق المياه، مما يضمن استمرار نقائها وجودتها، مع العلم أن الينابيع لا تزال المورد الرئيسي للمياه في أغلب القرى.
قيادة نسوية و وعي بيئي
وما يميّز مبادرات التنظيف أنها تُنظَّم ذاتيا دون تدخل رسمي من السلطات أو الجمعيات، ما يجعل من المرأة القروية نموذجا للقيادة البيئية والمجتمعية. فرغم غياب الإمكانيات والدعم المادي، ورغم ما يتطلبه هذا العمل من جهد بدني كبير ومشقة، إلا أن نساء هذه القرى يُقبلن عليه بكل حب وحماس، ويواصلن مبادراتهن بجهد وإصرار، ويعتمدن بالكامل على سواعدهن في مختلف مراحل هذه العملية، ولمواجهة التعب والملل الذي قد يتسلل إليهن خلال أداء هذه المهام الشاقة، يلجأن إلى ترديد أغاني «أشويق» كوسيلة للترويح عن النفس، وبث الحيوية والنشاط في نفوسهن.
طابع احتفالي يعزز الروابط الاجتماعية
وفي كثير من الأحيان، تختتم الحملات التطوعية بوجبة جماعية تحضّرها النساء أنفسهن، حيث تجتمع المشاركات حول مائدة يتشاركن فيها الخبز التقليدي والكسكس، الذي يعد رمزا للوحدة والكرم في المنطقة، ويتحول مشهد التنظيف إلى لقاء اجتماعي بهيج، يعزّز روابط الجوار والتآلف ويجدد العهد على مواصلة هذا التقليد الذي يجسد أجمل معاني المسؤولية والعناية بالمحيط.
النظافة تحتاج إلى الوعي وليس الأوامر
وتقول إحدى المشاركات في الحملات التطوعية بمنطقة تيرمتين، إن خروج النساء لتنظيف القرى تعبير عن انتمائهن وهويتهن، وامتداد طبيعي لما يقمن به داخل منازلهن، فالنظافة بالنسبة لهن لا تحتاج إلى أوامر بل إلى وعي وحب للمكان.
وتضيف مشاركة أخرى، أن أجمل ما في هذه المبادرات هو الجو الجماعي الذي يسوده التآزر والفرح، حيث يتبادلن الأحاديث ويعملن بروح مرحة، وعند الانتهاء، ينظرن بفخر إلى الأزقة وقد استعادت نظافتها وجمالها، فيشعرن بالإنجاز ويزول عنهن التعب تماما.

لحماية بحيرة "طونغا" وإعادة الحياة لنباتاتها
اتفاقية تعاون بين حظيرة القالة والصندوق العالمي للطبيعة
أعلن الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا، عن التوقيع على اتفاقية تعاون بينه وبين الحظيرة الوطنية للقالة، كخطوة نحو إدارة مستدامة تركز بشكل محدد على إعداد دراسة وضبط خطة من أجل العمل على استعادة بحيرة «طونغا».

الاتفاقية التي تم التوقيع عليها خلال الأيام القليلة الماضية، تأتي في إطار تعزيز التعاون في مجال حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على النظم الإيكولوجية بالحظيرة الوطنية للقالة، كما تهدف لتوحيد الجهود من أجل المحافظة على الموارد الطبيعية وتنمية الأنشطة المستدامة داخل الحظيرة وفي محيطها، بما ينسجم مع الأهداف الوطنية والدولية في مجال حماية البيئة والتنوع البيولوجي.
وتهدف حسب متابعين، إلى تحديد شروط التعاون بين الجانبين، وذلك بهدف إجراء دراسة حول استصلاح وتهيئة بحيرة «طونغا»، المتواجدة بالحظيرة الوطنية للقالة، وهي دراسة تندرج في إطار الشراكة بين المديرية العامة للغابات والصندوق العالمي للطبيعة- منظمة شمال إفريقيا- للحفاظ على الأراضي الرطبة في الجزائر.
وتكمن أهمية الدراسة بحسب ما أعلنه الصندوق العالمي للطبيعة، إلى حماية نباتات الحظيرة وتنظيم مستوى مياهها، وضمان استدامتها للأجيال القادمة. وقد تم خلال التوقيع على الاتفاق التأكيد على الدور الذي يمكن أن تلعبه الشراكة بين المديرية العامة للغابات والصندوق في تعزيز حماية الطبيعة، ودعم التنمية المستدامة في المنطقة.
وأشار مدير الحظيرة الوطنية للقالة عبد راقدي العزيز، إلى المكانة الخاصة لبحيرة «طونغا» على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو ما يجعلها من مواقع رامسار ذات الأهمية البيئية العالمية.
يذكر، أن بحيرة «طونغا» بالقالة، تصنف كواحدة من بين أجمل البحيرات في العالم وتتربع على مساحة 2600 هكتار، وتحيط بها مستنقعات وغابات كثيفة، مما يجعلها نظاما بيئيا غنيا بالتنوع الحيوي.
كما تعتبر من أغنى مناطق الطيور في الجزائر، بأكثر من 100 نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة، كطائر الفلامينغو، إلى جانب احتوائها على أنواع نادرة من الأسماك والبرمائيات، إضافة إلى غطاء نباتي متنوع يضم نباتات مائية وأعشابا مالحة نادرة.
وعلى الرغم من هذا الثراء البيئي، إلا أن أخطارا كثيرة تتهددها كالتلوث الناتج عن النشاط الفلاحي، ومياه الصرف الصحي، إلى جانب الحرائق والتوسع العمراني العشوائي، وكذا تغير المناخي، وهي تحديات تستدعي كلها تحركا جادا خاصة وأن المنطقة مصنفة من طرف اليونيسكو كمحمية عالمية للتراث البيئي.
إيمان زياري

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com