الاثنين 11 أوت 2025 الموافق لـ 16 صفر 1447
Accueil Top Pub

إدارة للنفايات وحفاظ على الموارد وزينة في الأزقة: مسابقات بيئية حولت قرى تيزي وزو إلى مغناطيس سياحي

تحولت القرى الفائزة في مسابقة "رابح عيسات" لأنظف قرية، التي ينظمها المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، إلى وجهات سياحية بامتياز، حيث تستقطب أعدادا كبيرة من الزوار والسياح يوميا بحثا عن الجمال الطبيعي، والهدوء والسكينة التي ترافق نظافة المحيط.
وتتميز هذه القرى بتنوعها البيولوجي الذي يجمع بين الجبال المرتفعة والمساحات الخضراء، والوديان، والمسارات الجبلية الجذابة، مما يجعلها ملاذا صيفيا مثاليا للهروب من حرارة المدن وضوضاء الشواطئ.

سامية إخليف

منافسة "رابح عيسات" حافز للتنمية المستدامة والوعي البيئي
وتعتبر مسابقة "رابح عيسات " حافزا كبيرا لسكان قرى تيزي وزو لإحداث تغيير عميق في طريقة تعاملهم مع البيئة، فمنذ إطلاقها شهدت القرى منافسة كبيرة لم تقتصر على النظافة فحسب، بل شملت أيضا جمال المساحات الخضراء، وإدارة النفايات، والحفاظ على الموارد المائية، وتزيين البيوت والأزقة، وقد أدت هذه المنافسة إلى تحويل العديد من القرى المشاركة إلى وجهات سياحية جذابة.

ويعد الفوز بلقب "أنظف قرية"، تقديرا للجهود التي يبذلها السكان، حافزا يشجع القرى الأخرى على تحسين بيئتها و رفع مستوى الوعي البيئي، ويؤكد السكان أن النظافة ليست مجرد واجب، بل هي جزء لا يتجزأ من هويتهم الثقافية ومستقبل أجيالهم.
ويلعب أبناء القرى المقيمون في المهجر دورا محوريا في دعم هذه المبادرة، بحسب أعضاء لجانها، فهم يساهمون في حملات جمع التبرعات المالية بانتظام لشراء معدات النظافة، مثل حاويات القمامة وأدوات التنظيف وغيرها.
ويفضل هؤلاء العودة خلال العطل الصيفية لقضاء أوقاتهم بين الأهل والأصدقاء والاستمتاع بالطبيعة الخلابة والهدوء الذي توفره القرى النظيفة والمنظمة، كما يجد السياح المحليون، الذين يفضلون الهروب من حرارة المدن وضجيج الشواطئ المزدحمة، في هذه القرى ملاذا صيفيا مثاليا.
قرية ساحل ...متحف مفتوح على الطبيعة

تعد قرية "ساحل" في بلدية بوزقان، نموذجا ناجحا على هذا التحول، حيث فازت بالمركز الأول في مسابقة "رابح عيسات" سنة 2019 بعد جهود سنوات طويلة بذلها السكان لتحسين إطارهم المعيشي، ويستمتع الزائر عند وصوله إلى القرية بجمال الأزقة الطويلة المرصوفة بالحصى والبيوت التقليدية، كما أن الحدائق الصغيرة المزينة بالورود والنباتات تضفي جوا من البهجة، بفضل موقعها ونقائها وكرم سكانها، وقد تحولت هذه القرية الجبلية إلى وجهة سياحية يقصدها المئات من الزوار على مدار السنة وخاصة في فصل الصيف.
وتعرف القرية بهندستها المعمارية، وتشتهر بمناخها الصحي وهوائها النقي المنعش، وبفضل تضامن سكانها، تحولت القرية إلى متحف مفتوح على الطبيعة، تتميز طرقاتها بكونها مبلطة وخالية تماما من الأوساخ والقمامة وهو ما لاحظناه عند زيارتنا للقرية، كما أن جدران المنازل وأطراف الطرقات مزينة بأصص الأزهار ذات الروائح العطرة.
وتزينت الجدران أيضا، بلوحات فنية ورسومات من الثقافة القبائلية وتنسجم البيوت التقليدية مع الطبيعة الخضراء، مما يمنحها طابعا فريدا وجميلا.
كما تنظم في القرية فعاليات ثقافية وفنية على مدار العام لجذب المزيد من الزوار، ويستقبل السكان ضيوفهم بحفاوة، ويمكن لهؤلاء الزوار والسياح الاستمتاع بالهدوء الذي يميز المنطقة الجبلية.
وقد ساهمت المشاريع التي نفذها السكان بسواعدهم في تعزيز جاذبية القرية، مثل إعادة تهيئة الأزقة، وإنشاء حديقة بيئية للأطفال، بالإضافة إلى متحف القرية الذي يُعرّف بالتراث القبائلي، ونظام لتسيير النفايات وما إلى ذلك، وتعتمد القرية على نظام داخلي وقانون يحترمه الجميع مما يضمن الحفاظ على نظافتها وانضباطها.
عزرا.. إطلالة بانورامية وتضامن مجتمعي

وتعد قرية "عزرا" في بلدية تيقزيرت الساحلية الواقعة شمال تيزي وزو، و التي فازت في مسابقة "أنظف قرية" في طبعتها الثامنة سنة 2021، من القرى النموذجية، تتميز بنظافتها والزهور الملونة التي تزين واجهات مبانيها، وتقع القرية في مكان استراتيجي واستثنائي فوق ربوة، مما يمنحها إطلالات بانورامية على مدينة تيقزيرت والبحر والجبال، ويعود الفضل في هذا الجمال إلى جهود السكان وتضامنهم من خلال حملات "ثيويزي" الدورية.
وتتبع القرية قوانين صارمة للحفاظ على النظافة والأمن، وتمنع رمي النفايات أو الإخلال بالأمن العام، وبفضل التبرعات المالية من السكان والجالية المقيمة بالخارج، استفادت القرية من تهيئة أزقتها، وتخصيص مواقع لفرز النفايات، وإنشاء فضاءات للعب الأطفال، وتجديد منابع المياه، وتأسيس متحف في منزل تقليدي.
وتسجل القرية زيارات شخصيات معروفة وسفراء، ويمكن للسياح قضاء أوقاتهم في التجول بين الأزقة النظيفة وزيارة المنازل التقليدية التي تحولت إلى متاحف صغيرة، والاستمتاع ببيئة نقية وآمنة، ويأسر المنظر الاستثنائي الزوار فور وصولهم عبر الطريق المتعرج الذي يصعد إلى القرية.
قرية تيزيوين.... التكافل الاجتماعي جعلها تتألق

كما تجذب قرية "تيزيوين" الواقعة على علو 957 مترا ببلدية بوزقان شرق مدينة تيزي وزو، أعدادا كبيرة من السياح بفضل جمالها ونظافة شوارعها، فبفضل تكاتف جهود السكان من الشباب والشيوخ والأطفال والنساء، أصبحت القرية مثالا يحتذى به في النظافة، فالجميع يهتم بأدق التفاصيل من تنظيف الأزقة إلى تزيين الجدران والواجهات وتنسيق المساحات الخضراء، مما أضفى عليها جمالا خاصا.
وبحسب السكان، فإن الجهود الجماعية جعلت قريتهم تتألق وتفوز في مسابقة "أنظف قرية" ، ويحرص السكان على تنظيم حملات تطوعية دورية لجمع النفايات وتنظيف الشوارع ورفع الأوساخ من كل ركن. وتشارك مختلف الفئات العمرية في هذه العملية، مما يعزز روح التكافل المجتمعي، وأشار هؤلاء إلى أنهم قاموا بإنشاء مراكز فرز خاصة داخل القرية، حيث يتم فصل البلاستيك، الورق، والزجاج لإعادة تدويرها، كما يحولون قشور الخضر والفواكه إلى سماد للنباتات.
ويحافظ سكان القرية على تراثها وطابعها الأصيل، من خلال ترميم المنازل القديمة والمحافظة على المعالم التاريخية، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة، ويمكن للسياح استكشاف العادات والتقاليد القديمة لهذه القرية، والاستمتاع بطبيعة المنطقة الجبلية الساحرة.
قرية تيفردود.. نموذج للوعي البيئي

وتعتبر قرية "تيفردود" الواقعة بأعالي بلدية أبي يوسف في دائرة عين الحمام، نموذجا آخر للنظافة والتنظيم والوعي البيئي، وتتميز بسحرها الطبيعي ومنازلها التقليدية وموقعها الجبلي الرائع، مما يجعلها تستقطب السياح من مختلف المناطق داخل وخارج الوطن.
وتتميز شوارعها بالنظافة وخلوها من القمامة، وتزينها الورود والنباتات الخضراء، كما أن بيوتها التقليدية حافظت على طابعها المعماري الأصيل، ويقوم السكان بإدارة النفايات بطرق عصرية، مما يساهم في خلق بيئة صحية ومستدامة.
ويعتبر التضامن والانضباط بين السكان أحد أسرار نجاح القرية حسبما صرح به أحد أبناء المنطقة، وقد ساهمت جهودهم في حماية القرية من التلوث، مما أهلهم للحصول على لقب "أنظف قرية".
ويتميز السكان بوعيهم البيئي، حيث يمنع رمي النفايات بشكل عشوائي وفقا لقانون داخلي، وقد خصصوا حاويات للفرز وتعاونوا لإنجاز مشاريع متنوعة، بما فيها ملعب مغطى بالعشب الاصطناعي، ومركز ثقافي، ومسبح، ودار حضانة، وبيت القرية، مع تهيئة "ثجماعث" أو مجلس القرية، وعصرنة الينابيع والنافورات، وتحويل المواقع المهملة إلى أماكن للعب الأطفال ومساحات خضراء.
وبفضل هذه الجهود تحولت "تيفردود" التي تقع على علو 1197 مترا عن سطح البحر إلى "جوهرة سياحية" ووجهة مهمة للباحثين عن الراحة والهدوء والجمال الطبيعي.
بومسعود.. تقليد متوارث ونظام مجتمعي

توفر قرية "بومسعود" في دائرة إفرحونان، مناظر طبيعية ساحرة، وهي مثالية لعشاق رياضات المشي الجبلية، حيث تقع على ارتفاع يفوق 995 مترا عن سطح البحر، وتبعد بحوالي 70 كلم عن مدينة تيزي وزو.
وقد شجع نظام "ثجماعث" في تعزيز التضامن بين السكان، حيث يشارك الجميع في حملات تطوعية لجمع القمامة كل يوم جمعة، كما تساهم النساء في فرز النفايات المنزلية وغرس الورود في الطرقات والأزقة المؤدية إلى القرية والساحات العامة لتبدو جذابة، كما يقمن بتزيين الينابيع المائية ويحرصن على نظافة محيطها وإزالة الأعشاب الضارة.
ويؤكد أحد الشباب الذين التقينا بهم خلال زيارتنا إلى القرية، أن النظافة تعتبر تقليدا متوارثا بين السكان، مشيرا إلى أن الكبير والصغير يشارك في حملات التنظيف وغرس الأشجار وتزيين الشوارع وطلاء الأرصفة، وإنشاء مساحة للعب الأطفال، و تهيئة الطرق الفرعية للقرية، وبذلك أصبحت محط أنظار الزوار والعائلات الباحثة عن ملاذ آمن و هادئ بين أحضان القرى الجبلية.
وأكد محدثنا، أن تقليد "ثيويزي" أو "التويزة" كان له دور كبير في الحفاظ على نظافة القرية وتحويلها إلى منطقة جذب سياحي.

تغزو المتوسط و الشواطئ الجزائرية
الطحالب البحرية.. ثروة زرقاء واعدة تنقذ الكوكب
في ظل تصاعد مخاوف العالم من التغيرات المناخية وتفاقم الأزمات البيئية بحثا عن حلول مستدامة، تبرز الطحالب البحرية كأحد الأبطال غير المعروفين في معركة الحفاظ على التوازن البيئي لكوكب الأرض، لتفتح آفاقا واعدة نحو اقتصاد مستدام وتلعب دورا مركزيا في بقاء الحياة واستقرار الأنظمة البيئية على سطح الأرض.

تتصدر الطحالب البحرية عناوين الأخبار على الشاشات وعلى صفحات الجرائد بالجزائر، مع إطلاق حملة وطنية لتنظيف الشواطئ منها، دون وعي بقيمة هذه الكائنات البسيطة التي تنمو في أعماق البحار وعلى الشواطئ الصخرية. فالطحالب تحولت اليوم إلى مورد اقتصادي واعد يمكن استغلاله في مجالات متعددة تشمل الغذاء، والدواء، والطاقة وحتى المواد التجميلية.
الحل الأخضر لمشاكل البيئة
في ظل سعي العالم نحو حلول بيئية واقتصادية أكثر استدامة، بدأت الأنظار تتجه بشكل متزايد نحو موارد البحر، ومن أبرزها الطحالب البحرية التي تعد كنزا بيولوجيا غنيا، إذ تلعب دورا حيويا في توازن النظام البيئي، كما قد تكون واحدة من الحلول المستدامة لمشاكل التلوث وتغير المناخ.
وتؤكد الأمم المتحدة، أن الطحالب قادرة على حل أربع أزمات في الكوكب هي المناخ، البيئة، والأزمات الغذائية والاجتماعية، كما تشير الأبحاث الجديدة إلى أن المحطيات التي تتواجد بها الطحالب ومختلف أنواع الأعشاب البحرية، تولد أكثر من نصف الأوكسجين الذي نتنفسه وتمتص حوالي ثلث الانبعاثات البشرية، كما تلتقط الكربون أكثر مما تلتقطه النباتات البرية لأن بعض أنواعها مثل عشب البحر العملاق وغيره يمكنها أن تنمو بمعدل مذهل يبلغ قدمين يوميا، مما يجعلها مصارف كربون فعالة، فضلا عن أنه من الممكن استخراجها وتحويلها إلى بلاستيك حيوي، ووقود، ومنسوجات، وحتى أدوية.
ثروة تطرق أبوابنا
تسجل الشواطئ الجزائرية ظهورا لافتا للطحالب البحرية التي بدأت في التقدم من المحيط إلى البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من 20 سنة، وأوضحت وزيرة البيئة وجودة الحياة، نجية جيلالي، أن هذه الطحالب غزت وبشكل أكبر 7 ولايات من أصل 14 ولاية سجل بها وجود للطحالب الآسيوية، موضحة أن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة دفع بها إلى حوض المتوسط. وأكدت الوزيرة في تصريح إعلامي، أن مصالحها تشرف على تحاليل مستمرة لمياه الشواطئ التي وصلت إليها الطحالب على مستوى 14 ولاية ساحلية، وتم التأكد من أنها لم تؤثر سلبا على جودة المياه التي تبقى صالحة للسباحة. وأضافت، أن الوزارة أطلقت حملة وطنية لتنظيف الشواطئ واسترجاع هذه الطحالب انطلقت خلال الأسبوع الثالث من شهر جويلية، وتستمر إلى غاية 16 أوت الجاري. معتبرة أنها مادة ثمينة يجب استرجاعها والعمل من أجل إعادة تثمينها، ومؤكدة أن هذا النوع من الطحالب ليس خطيرا، ولا يسبب أضرارا للبشر، وقالت المسؤولة إن العملية كانت صعبة للغاية على مستوى بعض الشواطئ.
الوزيرة التي كانت قد أشرفت قبل أيام على عملية مست شاطئ سيدي فرج بالجزائر العاصمة، وسط تعاون كبير من المجتمع المدني والجمعيات ومختلف المصالح المعنية، أكدت أن غزو الطحالب امتد من شواطئ إلى أخرى، حيث سجلت في البداية على مستوى الشواطئ الشرقية للعاصمة، قبل أن تتسع وتصل إلى تيبازة ومستغانم، مما وسع العملية إلى المستوى الوطني. مضيفة أنه تم تنصيب لجنة وزارية لمتابعة العملية بالتعاون بين جميع الأطراف وسط تحسيس للمصطافين بأنها ليست خطيرة، مؤكدة على أن هذه الظاهرة مست كافة البحر الأبيض المتوسط بسبب تأثير التغيرات المناخية.
مهندسة الدولة في البيوتكنولوجيا البحرية سلمى بن سالم
إخراجها و استغلالها حماية للتنوع الإيكولوجي في المنطقة
قالت المهندسة في البيوتكنولوجيا البحرية سلمى بن سالم، إن الطحالب التي وجدت بالشواطئ دخيلة على البحر الأبيض المتوسط، وتواجدها به يتسبب في مزاحمة الأنواع الأخرى الموجودة في المتوسط، مما يعرض الأصلية منها للتقلص، كما يهدد أنواعا أخرى من الكائنات، وبالتالي تؤثر إيكولوجيا على المنطقة. وأضافت، أن نوع "الفارغاس" الذي جاء من اليابان، و يغطي أجزاء واسعة من الشواطئ، يتسبب في نقص الأوكسجين الذي تستفيد منه الكائنات البحرية، كما يعرقل مرور الضوء ويحجبه ويؤثر على الكائنات الحية التي تعيش على التركيب الضوئي، مضيفة أن هذه الطحالب تؤثر أيضا على عملية الصيد، بسبب تقلص عدد الأسماك وتصل هي إلى الشباك بدل الأسماك.
وقالت، بأنها تؤثر أيضا على البيئة الخارجية نتيجة لتفككها على مستوى الشواطئ وانبعاث روائح كريهة، مؤكدة على فوائدها الكبيرة التي يجب الاستثمار فيه بعد تجميعها وإعادة تدويرها، وذلك لغناها بالسكريات المركبة والمعقدة التي تستخدم في مجالي الصيدلة والتجميل، وكذا مركبات تستعمل في طب الأسنان، كما يمكن تصديرها للدول الآسيوية التي تعتمد عليها في الغذاء، مما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني.
وعن الحملة الوطنية لجمع هذه الطحالب، أوضحت المهندسة أنها ضرورية، وقالت بأنه يجب إخراجها وتجميعها، شريطة أن يكون ذلك يدويا وليس ميكانيكيا خاصة وأن هذه الآلات تتسبب في أذية البيئة كما قد تلوث البحر، أما يدويا فيتم ببساطة تحديد الطحالب التي تجمع دون أن تتأذى الكائنات الأخرى. المكلفة بالإعلام على مستوى الوكالة الوطنية للنفايات مريم تازروت
ليست خطرا ونعمل على إعادة تثمينها
قالت مسؤولة الإعلام والاتصال بالوكالة الوطنية للنفايات، مريم تازروت إنه تم تسجيل طحالب بحرية في مختلف الشواطئ الجزائرية في ظاهرة وصفتها بالطبيعية، وقد خلفها الارتفاع في درجات الحرارة والتغيرات المناخية، إلى جانب درجة ملوحة مياه الشواطئ، ومنها نوعان الأول "ميكروسكوبي" و الثاني "طحالب ماكروسكوبية".
وطمأنت المسؤولة، أن الظاهرة طبيعية ولا تشكل خطرا على صحة الإنسان وجودة المياه، ردا على القلق الذي سجل لدى بعض المواطنين. وأوضحت، أن الوكالة تشارك في الحملة الوطنية لجمعها كنفايات خاصة، من خلال إعداد برنامج استباقي لمتابعة ومراقبة الطحالب حتى قبل موسم الاصطياف، وذلك من خلال معاينات ميدانية وتحاليل دورية، وانطلاقا من نتائج التحاليل التي أشرف عليها المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة التابع لوزارة البيئة، تأكد عدم تأثيرها السلبي على المياه وصحة من يدخل البحر.
وبحسب السيدة تازروت، فقد كانت النتائج وراء تنظيم هذه الحملة لاستخراج كميات كبيرة من الطحالب، والعمل على تثمينها وإعادة توجيهها نحو مجالات مختلفة خاصة وأنها غنية بالفوسفور بحيث يمكن استغلاها في الزراعة، وذلك بغسلها والتخلص من الملوحة ثم تحويلها إلى سماد عضوي غني. مضيفة، أنه يمكن استغلالها في صناعة المواد التجميلية والصناعة الصيدلانية، فضلا عن إمكانية استغلاها كطاقة، مؤكدة على أن العملية متواصلة على مستوى جميع الشواطئ إلى غاية 16 من شهر أوت.
إيمان زياري

نحو وضع أداة دولية لضبط الكميات المطروحة
التدابير التجارية ضرورة لإنهاء التلوث البلاستيكي
قالت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، إن التجارة يجب أن تكون جزءا من الحل لإنهاء التلوث البلاستيكي وليس جزءا من المشكلة، ويأتي هذا التقييم تزامنا وانطلاق الجولة النهائية من المحادثات بجنيف لوضع أداة دولية ملزمة قانونا ضد التلوث البلاستيكي.

تتواصل الجهود الدولية في جنيف منذ يومين، لأجل إتمام اتفاق عالمي لمعالجة الكمية الهائلة والمتزايدة من النفايات البلاستيكية وتأثيرها على صحة الإنسان والحياة البحرية والاقتصادية، وقالت أونكتاد: "على الرغم من أن المواد البلاستيكية ترتبط ارتباطا مباشرا بالأزمة الكوكبية الثلاثية - التلوث وفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ- فلا توجد حتى الآن معاهدة دولية شاملة تحكم تكوينها وتصميمها وإنتاجها وتجارتها والتخلص منها".
وأوضحت، أن إنتاج العالم من مادة البلاستيك خلال العام 2023 بلغ 436 طنا متريا، وتجاوزت قيمته المتداولة 1.1 تريليون دولار، بينما مثل 5 بالمائة من إجمالي تجارة السلع. وكشفت الهيئة الأممية، أن 75 بالمائة من البلاستيك الذي تم إنتاجه على الإطلاق، أصبح عبارة عن نفايات، وانتهى معظمه في محيطات العالم ونظمه البيئية، بما يشكل تلوثا يهدد أيضا أنظمة الغذاء ورفاه الإنسان، وخاصة في البلدان الجزرية الصغيرة والبلدان الساحلية النامية ذات القدرة المحدودة على التكيف.
ودعت الأونكتاد، إلى ضرورة اتخاذ تدابير جمركية وغير جمركية لدعم البدائل البلاستيكية المستدامة بيئيا، والتي غالبا ما تكون مشتقة من مصادر طبيعية مثل المعادن أو النباتات أو الحيوانات، ويمكن إعادة تدويرها أو تحويلها إلى سماد.
موضحة، أن خفض الرسوم الجمركية على المنتجات البلاستيكة والمطاطية على مدار الثلاثين عاما الماضية من 34 بالمائة إلى 7.2 بالمائة، جعلها رخيصة بشكل مصطنع، في حين تواجه بدائل أخرى مثل الورق، والخيزران، والألياف الطبيعية، والأعشاب البحرية رسوما جمركية متوسطة تبلغ 14.4 بالمائة.
واعتبرت المنظمة، بأن هذه التفاوتات في كيفية معالجة المواد مثبطة للاستثمار في المنتجات البديلة ومعوقة للابتكار في البلدان النامية التي تهدف إلى تصدير بدائل أكثر أمانا واستدامة للبلاستيك القائم على الوقود الأحفوري.
ونوهت أونكتاد، إلى أن 98 بالمائة من البلاستيك الموجود في العالم يشتق من الوقود الأحفوري، ما يرفع التوقعات بشأن تزايد الانبعاثات والأضرار البيئية في حال تم تركها دون رادع، واستجابة لذلك تلجأ العديد من الدول إلى إجراءات غير جمركية، كالحظر ووضع شروط وضع العلامة التجارية ووضع معايير للمنتجات. كما أوضحت أونكتاد، أن قيمة تداول البلاستيك قد تضاعفت بأكثر من الضعف خلال العقدين الماضيين، إلا أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى بسبب نقص الإبلاغ.
ولأن الجهود العالمية لإنهاء التلوث البلاستيكي تكتسب زخما جديدا بحلول العام 2040، فإن بلدان العالم تجتمع إلى غاية 14 أوت بجنيف، من أجل المشاركة في الجولة النهائية من المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة والمعروفة باسم أداة دولية ملزمة قانونا ضد التلوث البلاستيكي، وهي المعاهدة التي ستشمل دورة حياة البلاستيك بأكملها من الإنتاج إلى الاستهلاك وصولا إلى النفايات ضمن إطار عادل وشامل.
وأكدت منظمة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة، أن المعاهدة الشاملة يجب أن تتضمن إصلاحات التعريفات الجمركية والتدابير غير الجمركية لدعم البدائل المستدامة، وكذا الأدوات الرقمية للتتبع والامتثال الجمركي، فضلا عن الاتساق السياسي بين الاتفاقيات التي تم التوصل إليها من خلال منظمة التجارة العالمية واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية بازل والأطر الإقليمية ذات الصلة.
إيمان زياري

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com