تعد مجازر 8 ماي 1945 بسطيف و قالمة و خراطة، و مناطق أخرى من الوطن المحتل، إحدى أبشع المجازر ضد الإنسانية في القرن العشرين، و أكثرها قسوة و دموية، في حق...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء، رسالة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة، المخلد للذكرى ال80 لمجازر الثامن مايو 1945 ،...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس، أن الجزائر لا تقبل أن يزايد عليها أحد في...
كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمام المنتدى الإفريقي الثالث للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي من أجل التنمية المستدامة فريتاون (سيراليون)،...
عادة "المعروف" تقليد صامد للم شمل العائلات البريكية
تشتهر منطقة بريكة، بالجنوب الغربي لولاية باتنة، المعروفة قديما بمدينة «طبنة» بتاريخها العريق و موروثها الثقافي و الاجتماعي الثري الذي يكرس قيم التضامن و التكافل بين العائلات،و عاداتها و تقاليدها المختلفة الصامدة أمام رياح العصرنة و التطور التكنولوجي و المعلوماتي، و أبرز هذه العادات هي ما يسمى بـ»المعروف»، و تتمثل في اجتماع أفراد العائلة أو القبيلة أو سكان القرية الواحدة من أجل تلاوة القرآن الكريم و الذكر و الدعاء، مع الحرص على الاجتماع حول مائدة عامرة بأصناف الأطباق التقليدية.
النصر التقت بمجموعة من الشيوخ و بعض العجائز القاطنين ببعض المشاتي المحيطة بمدينة بريكة، فذكروا لنا عادات و تقاليد قديمة لا تزال تمارس بالمنطقة و أبرزها «المعروف»، هذا التقليد الذي لا يزال يحافظ على التحام و تآزر البريكيين و قيمهم الأخلاقية و الاجتماعية بالرغم من كل التحولات التي تحدث حولهم.
محدثونا بينوا بأن مراحل تحضير عادة «المعروف» تختلف من عرش لآخر و من عائلة لأخرى أيضا، كما بدأت أهدافها تتنوع و تختلف، حسب الظروف التي استدعت تنظيمها، حيث أكد لنا بعض الشيوخ من عرش «الخضران» بمنطقة بريكة، بأن الهدف من المعروف هو إبعاد البلاء و المحن و الدعاء لجلب الخير و البركة.
و أضافوا بأن أفراد العائلة الواحدة يجتمعون خلال يوم الجمعة من كل أسبوع، من أجل إعداد مختلف المأكولات، حسب طبيعة المنطقة، لتوزيعها على بقية العائلات الأخرى، وتشتهر منطقة بريكة بإعداد طبق «الشخشوخة» أو الكسكسي، بالإضافة إلى طبق «العيش»، وفقا لرغبة كبار العائلة، وبعد توزيع الأكل يتوجه الحضور بالدعاء لله عز وجل، لدرء البلاء و الشر و كل مكروه و جلب الخيرات و البركة، على حد تعبير هؤلاء الشيوخ.
عادة متجذرة في المدن أيضا
هذه العادة تمارسها أيضا العائلات القاطنة بالمدن، و لا تقتصر على العائلات القاطنة في القرى و المداشر، غير أن ما يطبع هذه العادة في المدن، أنها تنظم بعد وقوع مكروه أو حادث لأحد أفراد العائلة، و في الغالب تتبعها بعض الأدعية و الذكر و الشكر لله، دون تلاوة القرآن، حيث بين لنا بعض سكان بريكة بأن بعض العائلات عندما يتعرض أحد أفرادها إلى حادث و ينجو منه، فإنه يتم توزيع مأكولات على الجيران أو يتم وضعها أمام المساجد قبل صلاة الجمعة.
وقد وقفنا على هذه الظاهرة، إذ لا تكاد تخلو مساجد المنطقة بعد صلاة الجمعة من الأطباق التقليدية المحلية و أبرزها طبق «الشخشوخة» الذي يتم تحضيره خصيصا لرواد المساجد قبل الصلاة.
و لهذه العادة جذور تاريخية تعود إلى الطريقة التيجانية، حسب عديد المراجع التي اطلعنا عليها، حيث لا تختلف كثيرا لدى سكان منطقة طبنة و أتباع الطريقة من حيث مراحل إعدادها.
و بينت المراجع أيضا بأن مريدي الطريقة التيجانية يمارسون هذه العادة كل يوم جمعة، حيث يجتمعون في الصباح الباكر بمسجد سيدي محمد الحبيب، نجل مؤسس الطريقة التيجانية بمنطقة عين ماضي في ولاية الأغواط بالجنوب الجزائري، من أجل تلاوة القرآن الكريم، ثم يشرعون بعد ذلك في توزيع المأكولات، و يحرص مريدو الطريقة على تحضير طبق الكسكسي بلحم الخروف الذي تشتهر به المنطقة. و قد اعتادوا على اصطحاب أبنائهم معهم لغرس القيم و العادات و التقاليد التي ترمي في مجملها إلى المحافظة على تماسك
المجتمع. ب. بلال