غير أصحاب عدد من محلات الأكل السريع  و المطاعم نشاطهم التجاري مع حلول الشهر الفضيل، و أصبحوا يعرضون  مختلف أنواع الزلابية والحلويات و قلب اللوز التي يكثر استهلاكها في رمضان، و هو سلوك اعتاد عليه التجار في هذه المناسبة، بحجة أن نشاط الإطعام  يتوقف طيلة الشهر  في الوقت الذي يحتاجون إلى دخل لسد احتياحات أسرهم ، كما أكد تجار للنصر، فيما رحب بعض المواطنين بهذا التغيير الذي يلبي رغباتهم، في حين أكدت مديرية التجارة بأنها لم تسجل بعد هذا النوع من التجاوزات،  و إذا حدث و أن رصدها أعوانها  سيتم متابعة المخالفين قضائيا .
روبورتاج / أسماء بوقرن
شهر رمضان يعتبره الكثيرون، و بالأخص التجار، فرصة لتوفير دخل مادي إضافي، إذ تنتعش خلاله التجارة و تلقى جل المواد الاستهلاكية و كذا الحلويات رواجا كبيرا،  نظرا لتغير العادات الاستهلاكية لدى المواطن الذي يصب اهتمامه في المائدة و ما يقدم  عليها من مأكولات، و هو ما جعل عديد التجار والباعة وحتى دخلاء على النشاط، يستغلون هذه المناسبة لتحقيق الربح، فمنهم من سعى لتغيير نشاطه بآخر مناسب، ومنهم من لجأ إلى رفع الأسعار.
لافتات عريضة لحجب النشاط الفعلي
من أبرز الظواهر الرائجة في الشهر الفضيل، تغيير أصحاب محلات الأكل السريع و المطاعم نشاطهم التجاري، و هو ما لاحظناه خلال جولة النصر إلى وسط مدينة قسنطينة، حيث وجدنا أن عددا كبيرا منها غيرت نشاطها لتتحول  إلى صنع الزلابية، و بيعها أو بيع الحلويات التقليدية أو العصرية، و ذلك بعرضها على طاولات عند مدخل المحل، و هو ما يجعلها عرضة للغبار والجراثيم المتناثرة في الهواء، و ما قد ينجر عن ذلك من إصابات بالتسمم، خاصة و أن الحلويات تستدعي توفير شروط معينة مثل وضعها في ثلاجات العرض، مع ضبط درجة الحرارة.
ما لاحظناه أن جل الباعة لا يأخذون ذلك بعين الاعتبار، و يركزون اهتمامهم على الترويج لنشاطهم، بتعليق لافتات عريضة ذات تصميم ملفت تحمل عبارات لاستقطاب الزبائن، ك»الصامصة العاصمية»، توضع تحت اللافتة الرئيسية للمحل التي تبرز نشاطه الفعلي، و هو أسلوب اعتمده عدد من التجار الذين  تطغى على واجهات محلهم صور الأكلات السريعة و عبارات للتعريف بهذا النشاط.
مواطنون بين مستحسن و مستهجن
قصدنا بعض  التجار و سألناهم إذا كانوا يحوزون على رخصة من المصالح المعنية لتغيير النشاط، و ممارسة الجديد بصفة قانونية، و تجنب مساءلة أعوان الرقابة و العقوبة التي قد تسلط عليهم، فقال أحدهم بأن الأمر لا يستدعي ذلك، لكونه لم يخرج عن إطار بيع المأكولات، كما أنه يمارس نشاطا مناسباتيا سيتوقف بمجرد انقضاء هذا الشهر، و يعود لممارسة عمله السابق ، مؤكدا بأنه متعود في كل رمضان، على بيع و تحضير الزلابية، لكونه يجيد صنعها بنفسه.
و قال لنا آخر بأنه مضطر لتغيير نشاط الأكل السريع بآخر، لكونه لا يملك دخلا آخر و مجبر على العمل لضمان دخل شهري،  خاصة و أن هذا الشهر، كما هو معروف لدى الجزائريين، يتطلب ميزانية خاصة ، مضيفا بأنه لم يسبق و أن تعرض لتسجيل مخالفات بهذا الشأن.  
وقد لاحظنا إقبالا كبيرا للمواطنين على حلوياته، مشكلين طوابير غير آبهين بما قد ينجر عن تناولها من مخاطر، لكونها معروضة فوق الرصيف ، تحدثنا لأحد الزبائن الذي وجدناه ينتظر دوره لاقتنائها، فقال لنا، بأنه لا يجد إشكالا في شراء الزلابية أو الحلوى من محل غير مخصص لذلك، المهم أن تكون ذات نوعية جيدة و لا يبيعها باعة فوضويون، فيما ندد آخرون بالظاهرة و دعوا مديرية التجارة لوضع حد لها ، خاصة في ظل عدم احترام معايير و شروط النظافة والعرض ، مستنكرين عرضها عند مدخل المحل، بدل تخصيص فضاء لها بالداخل، حيث قالت سيدة بأنها تفضل شراء الحلويات من المحلات المختصة، لأن مصدرها معلوم وتباع بها على مدار السنة، مؤكدة بأنها تمتنع عن شرائها من محلات لم يسبق و أن مارست هذا النشاط، وتعتمد على مصادر مجهولة لشرائها بالجملة .
مدير التجارة بالنيابة عزوز قوميدة
لم نسجل مخالفات و تغيير النشاط يترتب عليه هذه العقوبات
اتصلنا بمدير التجارة بالنيابة لولاية قسنطينة عزوز قوميدة، للإطلاع على وضعية هؤلاء التجار، و إذا كانوا يحوزون على تراخيص لممارسة نشاط مختلف عن المقيد في السجل التجاري، فأوضح لنا بأن تغيير النشاط لا يتطلب رخصة، و إنما يستدعي تغيير السجل التجاري ككل، ليكون خاصا بالنشاط الجديد الذي سيمارسه التاجر، مؤكدا بأن كل من يقوم بتغيير نشاطه دون القيام بهذا الإجراء يتعرض لعقوبة، و ذلك بتحرير محضر متابعة قضائية تترتب عنها غرامات و اقتراح غلق المحل،  موضحا بأن المديرية لم تسجل أي حالة من هذا النوع لحد اليوم.
أ . ب

الرجوع إلى الأعلى