مونية..أرملة تقطن في قبو رفقة أبنائها الثلاثة بقسنطينة
تعيش أرملة رفقة أبنائها الثلاثة في قبو في طور الانجاز، بعمارة بالوحدة الجوارية 20 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، لا يحتوي على المرافق الضرورية و الماء و الكهرباء و لا يوجد به  حتى باب يقي قاطنيه برودة الطقس و الأمطار ،  و تناشد الأرملة عبر النصر، السلطات منحها سكنا يأوي أبناءها و يحفظ كرامتهم و إنسانيتهم.
زوجي توفي منذ 12 سنة و تركني أتجرع مرارة الحياة
مونية مشري ، أرملة في  38 سنة من عمرها توفي زوجها منذ نحو 12 سنة، و تركها تتجرع مرارة الحياة رفقة أبنائها الثلاثة، أحمد و ياسر و رتاج، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 سنة، فقدانها لرفيق دربها و هي في 27 سنة من العمر،  جعلها تعاني أزمة السكن و تحمل مسؤولية أفراد أسرتها ، و تتبع وضعها الصحي لأنها مصابة بداء الربو.
انتقلنا إلى القبو الذي لجأت إليه مونية بالوحدة الجوارية 20 بالمدينة الجديدة علي منجلي، بعد أن أصبحت عاجزة عن دفع تكاليف الإيجار، أين وقفنا على الوضعية الكارثية للأسرة التي تدمي القلوب، لكون القبو المستغل في طور الانجاز، و لا يوجد به سوى الجدران، و لا يتوفر على باب، ما اضطر مونية إلى تعويضه بشراشيف، تسترها من نظرات المارة، غير أنها لا تقيها من برودة الطقس و الأمطار الغزيرة التي تتسرب إلى الداخل، حيث يشعر الجالس بداخل القبو  و كأنه جالس في العراء.
منحة 18 ألف دينار لا تكفي لدفع الإيجار و إعالة الأبناء
مونية التي تعاني من مرض الربو، و وضعها الصحي لا يسمح لها بالبقاء في مكان بارد و متسخ، روت للنصر و هي ترتعش من شدة البرد  و نظرات الحزن و الألم تنبعث من عينيها ، بداية معاناتها مع أزمة السكن، حيث قالت بأنها كانت تقيم بعد زواجها مع عائلة زوجها بالمدينة القديمة «السويقة»، غير أنها وجدت نفسها في الشارع، بعد ترحيل قاطني المدينة القديمة في إطار القضاء على السكن الهش، حيث أن  زوجها لم يستفد آنذاك من السكن في ذات البرنامج، لكونه دفع ملفا للاستفادة من سكن اجتماعي و ذلك سنة 2001 كما قالت، ما حتم عليه استئجار بيت، في انتظار الحصول على سكن ، و طال انتظارهم دون أن يحصلوا حتى على استفادة مسبقة لحد الآن، و ظلوا يتنقلون من بيت مستأجر إلى آخر، إلى أن فارق زوجها الحياة ، لتنتقل ، حسبها ، مسؤولية الكراء لأب زوجها، الذي عوضها فراق زوجها و تكفل بكل احتياجات أبنائها الصغار، و أكدت « كان بمثابة الأب و الزوج و الأخ و لم يكن يشعرنا بالحرمان و الاحتياج، غير أن يد المنية خطفته منذ نحو سنتين و نصف، لأجد نفسي وحيدة و تائهة في نفق الحياة المظلم ، أبحث عن بيت يأوي إليه فلذات كبدي».
مونية تابعت حديثها و الدموع تملأ مقلتيها، قائلة بأنه و بعد انقضاء مدة الإيجار، لم تستطع تسديد تكاليف الإيجار ، لأن منحة زوجها التي تتقاضاها لا تتجاوز 18 ألف دينار ، فاضطرت لبيع ما تملكه من حلي ذهبية، لكن انقضت مدة الإيجار في نهاية العام الماضي ،  و لم تتمكن من جمع مبلغ آخر  لتستأجر البيت مجددا .
جيران يتضامنون مع مونية و يأوونها ليلا

منذ أكثر من ثلاثة أشهر شدت السيدة مونية مشري الرحال من البيت الذي كانت تستأجره رفقة أبنائها الثلاثة،  نحو وجهة مجهولة، حيث لم تجد مكانا يوفر لها الدفء و الأمان، في عز الفصل البارد و الممطر، و ظلت تجوب عمارات المدينة الجديدة علي منجلي للبحث عن سكن شاغر يأويها ، غير آبهة مما ينجر عن ذلك ، فاقتحمت في البداية شقة بالوحدة الجوارية 20  و أقامت بها، قبل أن يتدخل ديوان الترقية و التسيير العقاري ليقوم بإخراجها بالقوة، ما دفعها إلى استغلال قبو البناية.
و أشارت المتحدثة إلى أن الجيران تضامنوا معها،  و لم يتركوها قط تقضي هي و أطفالها الليل  في القبو ، و أصبحوا يتداولون على إيوائها ليلا ، خوفا عليها من الاعتداءات و قسوة الطقس ، كما أنهم يقدمون لها الطعام و كذا الماء ، لأن القبو لا يتوفر إلا على الجدران، مضيفة بأن أعضاء في جمعيات تضامنية يزورونها باستمرار، و يقدمون لها يد المساعدة، على غرار جمعية اليد المبسوطة التي قامت ببناء جدار فاصل بين القبو التي تقطن به و القبو المجاور.
بعد تناقل رواد الفايسبوك لحالة مونية و أبنائها اليتامى المزرية ، ساندت عديد الجمعيات و و كذا فاعلي الخير مونية و صغارها ، فعرضوا عليها تسديد إيجار البيت إلى غاية حل أزمة السكن التي تعاني منها، إلا أنها رفضت، خوفا من حرمانها من سكن اجتماعي .
و تناشد السلطات المحلية و على رأسهم والي ولاية قسنطينة و رئيس بلدية الخروب التدخل العاجل من أجل منحها سكنا يأويها هي و أبنائها الثلاثة، مشيرة إلى أن رئيس بلدية الخروب، زار القبو  ذات يوم و  لم يجدها، لأنها توجهت إلى بيت عائلتها للاستحمام.
 كما أن نائب برلماني زارها هو أيضا و عرض عليها تسديد تكاليف الإيجار إلى غاية حل المشكلة، كما وعدها  بحل مشكلتها في القريب العاجل، و قد نشر على صفحته الرسمية على الفايسبوك منشورا بخصوص زيارته لها جاء فيه : «انتشرت على الفايسبوك صور لامرأة تقطن في العراء بمدينة علي منجلي و أثرت الصورة في الكثير من المتابعين ،خاصة أثناء موجة البرد و الثلج التي اجتاحت بلادنا ... انتقلت الى المدينة الجديدة و وقفت على حالة المرأة ، و هي أرملة و أم لثلاثة أولاد روت لي قصتها كاملة ..عرضت عليها المساعدة خاصة الكراء، حتى تنفرج المحنة، لكن لخوفها من أن تخسر كل شيء رفضت ، فهي تفضل الصبر حتى تنال حقها في السكن و لها ملف نذ سنوات..للامانة زارها رئيس بلدية الخروب و ملفها عند رئيس الدائرة و رئيس المجلس الشعبي الولائي و سيكون لي أيضا نصيب في حل المشكلة و جعلها تعيش الحياة الكريمة لها و لأولادها».                            
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى