العلاج التقليدي يجعل تشخيص أمراض الغدة الدرقية صعبا و يعرقل الجراحة
كشف أول أمس البروفيسور سليم مخلوفي، مختص في الجراحة العامة بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، خلال فعاليات الملتقى الوطني الخامس لجراحة الغدة الدرقية « واقع و آفاق»، بأن عددا كبيرا من الأشخاص الذين أصيبوا بأمراض الغدة الدرقية مؤخرا، لجأوا إلى العلاج التقليدي كالكي و تناول الأعشاب الطبية للتداوي، التي تصعب عملية التشخيص و كذا إجراء العمليات الجراحية ،  في حين يتمثل العلاج الوحيد لمثل هذه الحالات في  الدواء أو الجراحة.
البروفيسور سليم مخلوفي رئيس مصلحة الجراحة «أ «بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، تحدث في مداخلته خلال الملتقى الذي احتضنه أول أمس فندق الحسين بالمدينة الجديدة علي منجلي، عن عودة المرضى إلى الطب التقليدي ، موضحا بأنه و بعد 56 سنة من الاستقلال، رجعنا للطب التقليدي الذي لا يفيد إطلاقا في علاج مشاكل الغدة الدرقية ، مشيرا إلى أن المرضى أصبحوا يلجأون إلى التداوي بالأعشاب و الكي و الوشم ، ما يصعب، حسبه ، عملية تشخيص المرض بدقة، و  إجراء العملية الجراحية ، مؤكدا بأن العلاج الوحيد لمرض الغدة الدرقية هو الدواء أو الجراحة ، مع إلزامية الكشف المبكر للمرض، لأن التأخر يجعل حجم الغدة يتضاعف و بالتالي يشكل ذلك خطورة كبيرة على المريض .
و بخصوص الأورام التي تصاب بها الغدة، قال الطبيب الجراح ، بأنه يمكن مراقبتها طبيا عن طريق الأشعة  و التحاليل لمعرفة نوعها، فإذ كان الورم حميدا و حجمه لا يتجاوز 2 سنتيم لا يتم استئصاله و إنما مراقبته فقط، أما إذا كان خبيثا ، فيتطلب إجراء عملية جراحية، مشيرا في هذا السياق بأن سرطان الغدة الدرقية أخطر عند الرجل منه عند المرأة.
كما تحدث عن الأعراض التي تدل على الإصابة بمرض الغدة الدرقية،  و المتمثلة في ازدياد حجم الرقبة ، فمن يلاحظ تغيرا في رقبته، عليه القيام بقياسها  كل شهر، و إذا  وجد زيادة في حجمها ، يجب استشارة الطبيب ، مضيفا بأنه من بين الأعراض أيضا التي يمكن أن تظهر على المريض صعوبة في التنفس أو تغير في الصوت و صعوبة في البلع، و ذلك في حالة كبر حجم الغدة  و رجوعها إلى الخلف أو هبوطها ، مؤكدا بأن  المريض الذي يخضع لعملية جراحية ، يجب أن يبقى تحت المراقبة الطبية على الأقل لمدة يومين، خوفا من حدوث نزيف داخلي.
سرطان الغدة الدرقية أخطر عند الرجال
من جهته أكد رئيس مصلحة الجراحة في مستشفى ديدوش مراد البروفيسور بن دريدي مسعود  في مداخلته، بأنه و  خلال 30 سنة الأخيرة ، تم التحكم في العمليات التي تجرى على مستوى الغدة الدرقية بشكل جيد، دون حدوث مضاعفات صحية للمريض ، مشيرا إلى أن النساء أكثر تعرضا للإصابة بسرطان الغدة الدرقية لأسباب تتعلق بالجينات، و بخصوص الأورام السرطانية التي تصاب الغدة الدرقية ،أكد بأنه و بعد إجراء العمليات الجراحية و استئصال الأورام الخبيثة، بإمكان المريض أن يعيش حياته بشكل عادي لمدة تتجاوز 20 أو 30 سنة.
البروفيسور بن دريدي مسعود ، قال بأن تشخيص المرض عندما يكون متأخرا يؤثر بالسلب على إجراء العملية الجراحية في بعض الحالات، حيث يصعب التحكم في إجرائها، خاصة و أن المنطقة حساسة ، مذكرا بالأعراض التي تبدو على مريض الغدة الدرقية  و التي تستدعي إجراء معاينة طبية للتحكم الأمثل في العملية و ضمان نجاحها ، كآلام و انتفاخ الرقبة أو خروج جسم صغير دائري بها ، مشيرا إلى أن الأورام الحميدة الصغيرة الحجم لا تؤثر على صحة المريض، و لا على وظيفة الغدة الدرقية، و يستحسن عدم استئصالها.
و بخصوص اختيار موضوع جراحة الغدة الدرقية بالذات، قال المشرف على تنظيم الملتقى بأن سكان ولايات الشرق الجزائري، أكثر عرضة للإصابة بأمراض الغدة الدرقية، لكون منطقة الشرق الجزائري منطقة وباء بسبب نقص اليود ، و الملتقى يهدف إلى التقاء أهل الاختصاص و تبادل الخبرات بينهم بخصوص العمليات الجراحية المتعلقة بالغدة الدرقية ، و كذا التحكم في التشخيص.
في المقابل قدم الدكتور علال  ساحلي، مختص في الجراحة العامة بمستشفى باتنة، مداخلة حول الجراحة الخارجية على مستوى الغدة الدرقية، و التي قدم فيها تتفاصيل  بخصوص هذه الجراحة التي تمكن المريض من المكوث في المستشفى ليوم واحد فقط ، حيث أكد  بأنه و في ظل التطور المسجل  في أدوات و وسائل الجراحة التي تمكن من الكشف بدقة عن مكان الورم و كذا الأعصاب الدقيقة المحيطة به، يمكن للجراح إجراء العملية  بدقة، دون حدوث آثار جانبية للمريض بعد العملية، و قال بأنها آمنة و بإمكان المريض أن يغادر المستشفى في نفس يوم إجراء العملية.
و أشار ذات المتحدث إلى أن الجراح بإمكانه التأكد من عدم حدوث مضاعفات للمريض، بعد إجراء العملية، كالتقيؤ و الآلام ،  مشيرا إلى أن العرض الجانبي الوحيد الذي لم يتم التحكم فيه بشكل كبير، هو النزيف الداخلي و هذا على المستوى العالمي، لكون المنطقة ضيقة و بها قصبة هوائية و أحبال صوتية، و هو المشكل الوحيد الذي يقف، حسبه، عائقا أمام إجراء هذه العملية.
الدكتور ساحلي أوضح خلال الملتقى الذي نظمته جمعية الجراحة العامة و أشرف على افتتاح فعالياته والي الولاية عبد السميع سعيدون ، بأن الجراحة الخارجية تتطلب جراحين أكفاء و لهم خبرة كبير في المجال، مشيرا إلى أن هذه العملية تساعد بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الوطني، حيث يصبح المريض لا يكلف كثيرا في العلاج، بالإضافة إلى التسريع في إجراء العملية من خلال التكفل بعدد كبير من المرضى في ظرف وجيز و التقليص في قائمة الانتظار، كما أن المريض بإمكانه أن يعود في نفس اليوم إلى  بيته، ما يؤثر بالإيجاب على صحته و يجنبه حدوث مضاعفات يتسبب فيها الجو العام للمستشفى، و ذلك بشرط مرافقة عائلية و عدم معاناته من أمراض مزمنة،  بالإضافة إلى المتابعة الطبية المتواصلة.                    
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى