يجب إزالة الصّور النمطية حول المرأة مــــن المحتــــــوى الإعـــــــلامي
أكد أول أمس الخميس بالجزائر العاصمة، صحفيّون وخبراء على ضرورة وضع إستراتيجية لخلق المساواة بين النساء والرجال في المحتوى الإعلامي، من أجل القضاء على الصّور الاجتماعية النمطية حول النّوع.  ونظم مكتب منظمة الأمم المتحدة للمرأة بالتنسيق مع وزارة الاتصال لقاء حول مرئيّة النساء وصورتهن في وسائل الإعلام بفندق “لاماراز” بالقبة، حيث جاء تتمّة للدورة التكوينية التي شرع فيها الطرفان منذ حوالي سنة واستفاد منها ما يقارب مائة صحفي من مؤسسات إعلامية مختلفة ومن العديد من ولايات الوطن، حول مقاربة النوع في المحتوى الصحفي. واستهل اللقاء، الذي حضرته مجموعة من الصحفيين من عدة ولايات، بكلمة ألقتها منسقة التعاون بوزارة الاتصال خديجة خليفي، وتطرقت فيها إلى أهداف الدورة التكوينية، لتتحدث بعدها المنسقة الوطنية لبرامج منظمة الأمم المتحدة للمرأة عن الدورة التكوينية، مشيرة إلى أنه من المفيد الالتقاء بالصحفيين الممارسين لمناقشة المشاكل التي يواجهونها في موضوع مراعاة مفاهيم المساواة بين الرجل والمرأة في عملهم اليومي.
وأفاد الأستاذ الجامعي والمكون في الدورة، سعيد بن مراد، بأن الصحفيين أظهروا خلال الدورة تحمسا لموضوع النوع في وسائل الإعلام، مقدما مجموعة من التوصيات التي يرى بأنه من الضروري العمل بها من أجل ضمان استمرارية لنتائج الدورة وتطبيقها، كما أوضح بأن اللقاءات المماثلة مع الصحفيين لن تتوقف في المستقبل. وقدمت المختصة في علم الاجتماع، فريدة عصماني، عرضا عن الدورة التكوينية، في حين تحدثت صحفية وكالة “هافينغتون بوست”، دايخة دريدي، عن تجربتها، منبهة بأنه على الصحفيين مشاركة الممارسات الإيجابية فيما يخص المرأة، كما تطرقت المديرة العامة لجريدة الشعب، أمينة دباش، إلى مسارها في الصحافة والتحديات التي واجهتها بسبب نوعها الاجتماعي.
وشمل اللقاء عرضا عن المنصة الإلكترونية المسماة “خبيرات الجزائر”، قدمته مديرة شبكة التنمية الإنسانية، نوال قلال، حيث تضم مجموعة من البيانات الخاصة بالخبيرات في مجالات مختلفة، حتى يكون من السّهل على الصّحفيّين الوصول إليهن من أجل إدراج آرائهن بشكل متساو مع الخبراء الرجال في الأعمال التي ينجزونها. وشملت المقترحات التي قدمها الصحفيون في الجلسات الحوارية خلال اللقاء، ضرورة إدراج المزيد من المحتوى الإعلامي الذي يتحدث عن المرأة ودعوة مزيد من النساء للإدلاء بآرائهن حتى يكون حضورهن مساويا للرجل، الذي يجب أن يحظى بنفس الاهتمام أيضا، لكون مقاربة النوع تشمل الجنسين، مثلما قال المشاركون، الذين تناقشوا أيضا حول المساواة والاحترام وغيرها.
وعُرض نموذجان في مجال الصحافة المكتوبة أنجزهما الصحفيون خلال الدورة، حيث تطرق الأول إلى موضوع المشاركة النسوية في المجالس المنتخبة، بالإضافة إلى موضوع ثان حول نزع الحجاب وما يحيط به من إدانة اجتماعية وقبول من فئة أخرى. أما الموضوعان الآخران فكانا في مجال السمعي البصري، أين أنجز الفريق الأول بورتريه حول حرفية نحاس في حي باردو بقسنطينة، بينما قدم الفريق الثاني سيدة فلّاحة من ولاية بسكرة. وقد اختتم اللقاء بتوزيع شهادات مشاركة في التكوين حول النوع، كما كرم الخبراء المكوِّنون وأعضاء منظمة الأمم المتحدة الذين عملوا على إنجاح البرنامج.                                                                    سامي .ح 

الرجوع إلى الأعلى