استقطبت مختلف دور النشر المتخصصة في أدب الطفل و بيع ألعاب الذكاء و تنمية المهارات خلال الصالون  الدولي للكتاب في طبعته الـ23، عددا كبيرا من الزوار ممن حولوا اهتمامهم من اقتناء لعب بلاستيكية غير مفيدة لأبنائهم ، نحو ألعاب عالمية تساهم في تنمية مهارات و ذكاء الطفل.
سيلا هذا العام، بالإضافة لكونه حمل الكثير من الجديد و التميز، شكل منعطفا هاما في تغيير توجهات الكثير من الأولياء، الذين وقعوا حضورا قويا عبر مختلف أجنحة دور النشر التي خصصت زوايا لعرض مختلف أنواع ألعاب تنمية القدرات العقلية و الذكاء لدى الأطفال، مهملين بذلك الألعاب البلاستيكية التي لا تساهم سوى في إلهاء الطفل و التي لم يقف أمامها سوى قلة من الأولياء.
و أجمع القائمون على الأجنحة التي تخصصت في ألعاب الذكاء ، على أن الأولياء الجزائريين باتوا يبحثون عنها  ، ليستغلها أطفالهم، فتساهم في تنشيط عقولهم و تنمية مهاراتهم الفكرية، محاولين إخراجهم من العالم المغلق الذي وضعتهم فيه الرقمنة من خلال الاستعمال المفرط للألواح الإلكترونية و الهواتف الذكية، و هو ما أكدته إحدى الأمهات التي قالت بأنها اشترت 3 لعب لطفليها، بدلا من الألعاب البلاستيكية غير المفيدة ، على حد تعبيرها، و سعيا لتعويض الهاتف الذكي الذي قالت بأنه يسيطر على اهتمام طفليها.
و قال ممثل عن دار البصمة الذهبية للنشر، بأن ألعاب العقل توجه لتنمية ذكاء الطفل، كما يوجد بينها ألعاب مخصصة لمرضى التوحد أو التخلف الذهني و كذا السوروبان أو الحساب الذهني، ما جعلها المفضلة بالنسبة للكثير من الأولياء الذين يحاولون من خلالها معالجة أطفالهم المرضى،  أو تطوير قدراتهم العقلية، فضلا عن توفر ألعاب ذكاء مخصصة حتى للكبار، كالألعاب التركيبية العملاقة التي تحتوي على قطع صغيرة للغاية، و التي استقطبت الكبار بدل الصغار في المعرض.
و على الرغم من ارتفاع أسعار هذا النوع من الألعاب، و التي تتراوح بين 300 إلى 4000 دينار، إلا أن ذلك لم يشكل عقبة لدى الأولياء،  كما عبرت إحدى السيدات، مؤكدة بأنها خصصت مبلغا مهما لأجل أبنائها، مضيفة بأن هذا النوع من الألعاب مصنوع من الخشب و الحديد، ما يجعله متينا و يمكن استعماله لفترة طويلة و لمرات كثيرة، دون أن يتلف، عكس باقي الألعاب.
يذكر أن الأطفال حضروا بقوة إلى معرض الكتاب ككل موسم، سواء كانوا مع أوليائهم أو في شكل مجموعات من خلال رحلات تنظمها المدارس، مما مكنهم من الإطلاع على الجديد و اقتناء كتب كثيرة ، خاصة القصص و الكتب المدرسية الخارجية التي تشكل الاستثناء خلال كل دورة من صالون الجزائر.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى