مختصون يدعون  لرصد نقائص الأغنية الوهرانية  
أجمع المشاركون في لقاء نظم أول أمس السبت بمديرية الثقافة في وهران، على ضرورة رصد كل وجهات النظر والآراء التي من شأنها المساهمة في ترقية الأغنية الوهرانية
و إعادتها لمكانتها الريادية في الساحة الفنية بالجزائر، ويجري حاليا التحضير لملتقى خاص بهذا الطابع الغنائي لطرح كل الاقتراحات على طاولة النقاش و استخلاص الإجراءات الممكن اتخاذها للنهوض بالأغنية الوهرانية،  خاصة عن طريق مهرجانها السنوي الذي تخطى عتبة 10 سنوات من تنظيمه المتواصل.
وبهذا الخصوص، فصلت محافظة مهرجان الأغنية الوهرانية خليدة بن بالي، في النقائص التي يتم الوقوف عليها في كل طبعة من طبعات المهرجان، منها الكلمات التي اعتبرتها فقيرة، حيث أنه رغم توفر المواهب الشبابية التي تحسن الأداء و وجود ملحنين محترفين، إلا أن الأغنية الوهرانية بحاجة لكلمات ترقى بها وتعيدها إلى مكانتها التي كانت عليها في العشريات الماضية، وفق المحافظة، التي أضافت أنه لحد الآن لم تستطع الأغنية الوهرانية صنع جمهور خاص بها و وفي لها.
و ركزت المتحدثة  كذلك على دور الإعلام في الترويج للأغنية الوهرانية و ذكر النقائص والهفوات عن طريق مقالات نقدية وليس إخبارية فقط، ليتم تداركها لاحقا والعمل على رفع مستوى الطابع الوهراني.
أما المدير الولائي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة السيد الهاشمي بوسيف، فأوضح أن تراجع الأغنية الوهرانية في السنوات الماضية، مرده سعي الشباب للجمع بين الأداء و كتابة الكلمات و التلحين، لكي يحصل على تعويض أكبر من «أوندا»، لكن في الواقع هذا الجمع يؤثر سلبا على نوعية الأغنية التي كل جزئية فيها بحاجة إلى مختصين، كما قال، مبرزا في الوقت ذاته أن لدور الإنتاج مساهمة معتبرة في ترقية الأغنية، لأنها المسؤولة على التوزيع والترويج للأعمال، ولكن بالمقابل هي ذات طابع تجاري وتسعى وراء الأعمال التي تعود عليها بالفائدة المادية، ومن هذا المنطلق، وفق المتحدث، يجب إيجاد صيغة لتجاوز هذه العقبات.
جاءت هذه التدخلات، عقب عرض قدمه الصحفي والمختص في المناجمنت علي حساني، تناول من خلاله بالشرح مكانة الأغنية الوهرانية كتراث لا مادي، يعكس هوية المنطقة و كيفية الحفاظ عليه و ترقيته من طرف كل الأطراف الفاعلة، و بلغة علمية أوضح أنه يوجد 4 متدخلين يجب التركيز عليهم للخروج من النفق وهم «الممارسون» و الذين لخصهم في المغنيين و كتاب الكلمات والملحنين، ثم «المحافظين»، وهم الذين من شأنهم المحافظة على هذا التراث ومنهم الباحثين الأكاديميين والأساتذة المكونين في مختلف المعاهد الموسيقية، ويأتي أيضا «المروجون» الذين يساهمون في النشر والتعريف بهذا الطابع الغنائي وهم السلطات والجماعات المحلية التي يعتبر تدخلها بحاجة للمزيد من الدعم للمهرجان والأغنية، وكذا الممولين «السبونسور» الذي لايزال على مدار عشرية من الزمن، يعد أصحابه على الأصابع ولم يتوسع ليشمل آخرين، ليبقى في هذا الباب الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المؤسسة الوحيدة التي تقوم بجهود  كبيرة لترقية الثقافة والفن.
وفي الشق الرابع من المتدخلين عرج المحاضر على المتلقين وعلى رأسهم الإعلام، الذي يجب أن يرتقي بالنقد والتحليل وإبراز ردود الفعل حول الأعمال التي تقدم في مجال الأغنية الوهرانية، والجمهور الذي يعد شبه غائب عن الفعاليات. هذه النقاط وغيرها من الجوانب التي تم إثراؤها أثناء النقاش الذي دار بين المختصين خلال جلسة أول أمس السبت، ستكون محاور الملتقى الذي سينظم لاحقا.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى