دخلاء اكتسحوا مهنة الترصيص و هواة يرتكبون أخطاء قاتلة
تؤكد مصالح عديدة على غرار الحماية المدنية وجمعيات حماية المستهلك و حتى شركات توزيع الكهرباء و الغاز، في كل مرة بأن التوصيلات الخاطئة لأجهزة التدفئة والتسخين، تعد من المسببات الرئيسية لحوادث الاختناق، إذ قليلا ما يستعين المواطنون بمرصص متخصص، وكثيرا ما يستعينون بدخلاء على المهنة ، نظرا لكون المرصصين تحوّلوا الى عملة نادرة، فقد تحصل على رقم واحد منهم، لكن نادرا ما يحالفك الحظ لتحظى بخدماته، إما بالنظر لكثرة انشغالاته ، أو بسبب تكاليف خدماته التي تعد مرتفعة جدا في غالب الأحيان.
«الغاز» تخصص أساسي تغفله مراكز التكوين المهني
في السنوات الأخيرة اجتاح الكثير من الهواة حرفة الترصيص، فبات كل من يملك هواية تركيب الأنابيب ووصل التجهيزات ، يقوم بعمل المرصص ، وذلك في ظل نقص المختصين ، هذا الواقع أدى مؤخرا الى ظهور جمعية وطنية للمرصصين الجزائريين ، تسعى لهيكلة أصحاب هذه الحرفة ، و تنظيمها و ضبط كل التفاصيل المتعلقة بأداء المرصصين على غرار الأسعار و ظروف العمل و غيرها من التفاصيل الأخرى. وحسب رئيس هذه الهيئة عبد الله لقرع فإن السبب الرئيسي وراء نقص المرصصين في الجزائر أو بالأحرى المرصصين الأكفاء يكمن في التكوين بالدرجة الأولى ، فرغم أن مراكز التكوين المهني تشرف سنويا على تخرج دفعات جديدة من حملة شهادات التكوين في هذا المجال إلا أن نوعية هذا التكوين تعد محل جدل، ولذا فان فئة قليلة من المتخرجين تكون منتجة فعلا، مثلا في دفعة من 1000 متخرج لا نجد أكثر من 10 أو 20 لديهم كفاءة مهنية ، وذلك لأسباب أبرزها نوعية تكوين الأساتذة في حد ذاته ، و الذين يعد بعضهم مختصين في مجال التبريد و التكييف أو التكييف المركزي ، لكن نادرا جدا ما يتوفر مكون متخصص في مجال التركيب الصحي للغاز ،وهنا المشكل لأنه في معاهد التكوين كما قال لا تلقن سوى 10في المائة فقط مما يجب تعلمه عن مجال الغاز.
وكالات تنمية بشرية تنتج دخلاء على المهنة
من جهة ثانية يقول المتحدث، بأن الكثير من الدخلاء باتوا ينشطون باسم المهنة، وذلك نتيجة لما أفرزته بعض الوكالات المتحايلة التي تقدم شهادات تنمية بشرية من قبيل « تعلم مهنة الترصيص في أسبوعين» أو « تكوين مكثف في مجال الترصيص» وغيرها، مع أن هذا المجال يتطلب تكوينا لمدة سنة في مراكز التكوين المهني في الوطن و ما يزيد عن السنيتن في مراكز أوروبا ، كما أنه يعتبر تخصصا جامعيا في لبنان، كما قال.
و أوضح محدثنا بأن الهدف من تأسيس الجمعية الوطنية للمرصصين الجزائريين ، التي تضم حاليا 1000منخرط، هو هيكلة النشاط من أجل تطهير المجال من الهواة و الدخلاء الذين سهّل عليهم توفر بعض وسائل التركيب الحديثة مهمة انتحال صفة مرصص ، بالإضافة إلى ذلك فإن الجمعية تحاول التدخل لضبط سجل لأخلاقيات المهنة يعنى بتحديد أسعار الخدمات ، مع أن هذا الشق يبقى حسبه ، محل نقاش لأنه سيكون من الصعب على الجمعية فرض أسعار معينة على ممارسي المهنة ، ما لم تتدخل وزارة السياحة والصناعات التقليدية و الحرف، لإقرار الإجراء و تقننيه ، بوصفها الجهة الوصية على الحرفة.
عدم التخصص قد يؤدي
إلى كوارث
في سياق ذي صلة ، ينصح محدثنا المواطنين القيام بأشغال التهيئة و الترصيص قبل موسم الذروة ، منها إنجاز أشغال تركيب المدفأة قبل فصل الشتاء، ذلك لضمان الحصول على خدمات المرصص في وقتها ودون عناء او انتظار ، فضلا عن تجنب التعامل مع الهواة الذين كثيرا ما يكونون سببا في تسجيل عيوب تتعلق بالإخلال بمعايير التركيب و التي عادة ما تؤدي الى حوادث قاتلة، ، مشيرا إلى أنه يتعين على المستهلك التأكد من أن المرصص يملك سجلا تجاريا أو على الأقل بطاقة حرفي ، باعتبارها وثيقة تعد بمثابة بطاقة مهنية للناشطين في المجال.
أما بخصوص أهم العيوب التي يتم تسجيلها خلال عمليات التدخل التي يقوم بها المرصصون سواء خلال عملهم أو في إطار حملات التحسيس ، فتشمل عموما ، استخدام أنابيب المياه متعددة الطبقات لتوصيل شبكة الغاز ، مع أنها أنابيب خاصة بالمياه فقط ، بالإضافة الى استخدام مفاتيح الغاز الخاصة بألواح الطبخ البسيط وليس المدافئ أو السخانات ، ناهيك عن عيوب في تركيب سخانات الماء غير المغطاة ، و استخدام مداخن الألمنيوم الخطيرة ، وهي نفس العيوب التي تحدث عنها مسؤول المكتب الجهوي لمرصصي الشرق و ولاية قسنطينة، مضيفا بدوره بأن المهنة باتت مستباحة من قبل أشخاص لا علاقة لهم بها، على غرار عمال البناء و غيرهم ، يغتنمون فرصة نقص المختصين لسد الفراغ خصوصا في ظل إقبال خريجي معاهد التكوين على تخصص تركيب أجهزة التدفئة لكونه الأكثر ربحا.
و عن السبب وراء ذلك أوضح مغري ماهر ، بأن غالبيتهم يبحثون عن الربح السريع متجاوزين المخاطر التي قد تنجر عن جهلهم بمعايير العمل، وذلك نظرا لكثرة الطلب على المرصصين الذين قال بأن عددهم 150 مرصصا ولكن فعليا يصل إلى ألف ، لكن مسعى هيكلتهم لا يزال عالقا بسبب انشغالهم الدائم.
وبخصوص قلة ورشات الترصيص ، واكتفاء المهنيين بالتواصل مع الزبائن عن طريق الهاتف، قال محدثنا بأن السبب يعود إلى التنقل المستمر للمرصص و عدم حاجته لمقر ، إلا بالنسبة لفئة مصلحي أجهزة التدفئة و عددهم قليل في العموم ، وفي ما يتعلق بالأسعار أوضح كل من لقرع عبد الله و مغري ماهر بأنها لا تختلف عن ما يطلبه أي صاحب نشاط مسؤول عن تكوين متربصين شباب ، و معني بدفع الضرائب و الاشتراكات الاجتماعية والمهنية. هدى طابي
جمعيتهم الوطنية تعترف بوجود نقص في التكوين وتؤكد
- التفاصيل
-
درس في مناهضة الاستعمار: فيلم “ معركة الجزائر” حاضر في اعتصام طلبة جامعة ستانفورد
اختار الطلبة المعتصمون لأجل غزة، بحرم جامعة ستانفورد بأمريكا فيلم معركة الجزائر لشحن طاقة الصمود والتحدي...
طلبة يتحركون لمواجهة محاولات السطو: التراث الفلسطيني يزين بهو قصر الحاج أحمد الباي
اكتسى أمس، بهو متحف الفنون والتعبير الثقافية قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة حلة فلسطينية، تنوعت بين...
توجيهات عن بعد لتعزيز ثقافة المتابعة: مختصون يكسرون النظرة التقليدية للعلاج النفسي
استطاع أخصائيون نفسانيون من الجزائر، أن يصنعوا محتوى متخصصا مطلوبا على مواقع التواصل الاجتماعي يحظى بالمتابعة...
2500 سائح من 5 قـارات زاروها في شهرين: قسنطينة تعيش ربيعها السياحي
تستعيد قسنطينة بريقها و تستقطب السياح بشكل مكثف في السنوات الأخيرة، ما يضعها في مقدمة الوجهات الثقافية...
عناية بحيوانات منزلية وتطوّع لعلاج أخرى مشرّدة: الرعاية الصحية للقطط ضرورة لتجنّب الأوبئة
يعرف الاهتمام بالرعاية الصحية للحيوانات تزايدا منذ الجائحة كما يؤكده بياطرة، قالوا إن المربين صاروا...
تنافس بقوة وتفرض إنتاجا مختلفا: هل ستنهــــي منصــات البــث التدفقــي زمن التلفـــاز؟
استثمرت منصات رقمية للبث التدفقي بقوة في عادات التلقي الجديدة التي شكلتها التكنولوجيا الحديثة، وذلك طوال...
موسم جديد ينطلق بقسنطينة: تقطير الورد والزهر يدخل دائرة الأنشطة الاقتصادية
تتعطر مدينة الصخر العتيق هذه الأيام، بنسائم الزهر والورد، الذي يفوح عبقه من بيوت ألف أهلها عادة التقطير، التي ظهرت...
تستقطب زبائن من دول مجاورة ولا تنام قبيل الأعياد: علي منجلي تتحوّل إلى عاصمة للتسوّق بالشرق الجزائري
أصبحت المقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، عاصمة للتسوّق في الشرق الجزائري، بعد نجاحها في جذب...
أغنية "من زينو نهار اليوم" للراحل عبد الكريم دالي : نشيــد الفـــرح الخالــد في عيــد الجزائرييـــن
تشكل أغنية "من زينو نهار اليوم صحة عيدكم" للراحل عبد الكريم دالي، رمزا من رموز الهوية الموسيقية الجزائرية و الموسيقى...
تقليد مكرّس بقرى جبال جيجل: “لوزيعــة” عــادة الأجـداد لاستقبال الشهـر الفضيل
تحافظ العديد من العائلات القاطنة بأعالي جبال جيجل، على عادة "لوزيعة" قبل حلول شهر رمضان الفضيل،...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)