عبر مربو النحل بولاية عنابة و ولايات أخرى مجاورة، عن ارتياح للمردود الكبير في إنتاج العسل لهذا الموسم في الفترة الربيعية و الذي لم يُحقق منذ سنوات حسبهم، مع تواصل عملية الجني في المناحل الموزعة في السهول و الجبال، بعد مواسم كارثية العام الماضي و تراجع المردود إلى حدود 80 بالمائة.
و أكد مربون ناشطون بولاية عنابة للنصر، على أن الإنتاج فاق التوقعات، معتبرين هذا العام فأل خير على شعبة تربية النحل، كون الجو كان ملائما لتفريخ الخلايا و إنتاج العسل، خاصة في الفترة الربيعية التي تتميز بتنوع المراعي و الأزهار، ما ينتج أنواعا مختلفة من العسل أشهرها اللبينة، السدرة، الإكليل.
و أكد مربون، على أن شعبة تربية النحل تطورت كثيرا بفضل جلب الخبرة و مواكبة التطورات، ما أعطى ثماره بزيادة الإنتاج و الحصول على الجودة العالية، دون الاضطرار لتغذية خلايا النحل بالسكر في فصل الشتاء و ذلك من خلال نقل الخلايا من منطقة إلى أخرى بحسب الجو السائد و المراعي الموجودة في كل منطقة.
و في هذا الشأن، أكد محمد و هو مربي نحل مُحترف يحتل المرتبة الثانية في إنتاج العسل بالجزائر و يملك عدة مناحل في الولايات الشرقية، كانت للنصر زيارة لأحد مناحله بعنابة، بأن تطوير الإنتاج مرتبط بترحيل الخلايا إلى المناطق الملائمة لإنتاج العسل و تجييش الخلايا، بحيث يستطيع النحال جني العسل أربع مرات كأقل شيء في السنة، إلى جانب تنويع نوع المحصول، حيث يتجاوز إنتاج صندوق واحد الـ 60 كلغ من العسل، إذا قام النحال بنقلها إلى مناطق مختلفة.
و أشار المتحدث، إلى أن عملية الترحيل أعطت ثمارها في السنوات الأخيرة، ما يضمن بقاء الخلايا قوية و محافظة على جيوشها، بحيث تسمح المراعي بإنتاج العسل، ما يُغني المربي عن تطعيمها أو إعانتها بالسكر أو المواد الغذائية الأخرى، كما تقي عملية التحويل النحل من المرض، كون المراعي الجديدة تعطيها القوة و طاقة للإنتاج و تجنب النحال إنفاق مواد إضافية في شراء الأدوية المستورد.         
و أشار المصدر، إلى أن سعر الكليوغرام الواحد من العسل الطبيعي الخالص يقدر بـ 4000 دج، أما نوع «السدرة» الذي يتميز بالجودة العالية، فيقدر سعره 8000 دج للكيلوغرام.
و أرجع المربون سبب تحسن المردود، إلى الجو الممطر المصحوب بأجواء صافية بين الحين و الآخر قد تتعدى الأسبوعين، ما يسمح بنمو الأزهار و توفر المراعي للنحل و هو ما زاد من نشاط النحل في أوقات ذروة عملها في فصل الربيع و وفر لها المئونة لتتكاثر و إنتاج العسل في الجزء العلوي من الخلايا.
و تؤكد مصادر رسمية، على نجاح سياسة الدعم التي باشرتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، لتأهيل شعبة تربية النحل الموجه لفائدة المربين، بالإضافة إلى الترتيبات التحفيزية المتخذة لتشجيع الشباب على الاستثمار في هذا الفرع من النشاط المنتج و المولد للثروة.
و بدأ الارتفاع في إنتاج العسل حسب مصادرنا، منذ سنة 2008 بفضل ارتفاع عدد المربين و حسب ما أوضحته ذات المصالح، فإن هذه الشعبة التي تحظى بدعم متميز، بلغت مستوى المردودية المحددة في إطار عقود النجاعة المسطرة لتطوير هذه الشعبة .
و تترقب مديرية المصالح الفلاحية بولاية عنابة خلال السنوات المقبلة، توسعا أكثر لهذا النشاط في المناطق الغابية و الريفية الجبلية، على غرار شطايبي، سرايدي، برحال و واد العنب.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى