تأخر الجزائر في مجال الرقمنة و غياب التمويل عطلا إنجاز مشاريع هامة
أبرز الملتقى الوطني حول المؤسسات الناشئة ( ستارت – آب) الذي نظمته وزارة التجارة مؤخرا بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة، جزءا من الثروة الشبابية الهامة التي تزخر بها الجزائر في  مجال الابتكار و المؤسسات الناشئة التي يقودها شباب، خاصة في مجال الرقمنة، و تم خلال هذا الملتقى عرض عدد من هذه التجارب، و بعضها تحصل أصحابها على المراتب الأولى في مسابقات دولية. و كان هذا الملتقى فرصة لأصحاب هذه المشاريع للحديث عن المشاكل و العراقيل التي يواجهونها، و تلخصت أغلبها، حسب تصريحات عدد من الشباب أصحاب مشاريع ناشئة في ندوة النصر، في التأخر الكبير الذي تعيشه الجزائر في مجال الرقمنة، وصعوبات التمويل المالي الذي حال دون تجسيد عدد من المشاريع الهامة وبقيت مجرد أفكار فقط.
نورالدين عراب

*  مراد مشتة صاحب موقع قويديني(guiddini) المختص في التجارة الإلكترونية
اضطررت لفتح 03 سجلات تجارية لممــــارسة نشـــــاط واحـــــــد
قال الشاب مراد مشتة، صاحب موقع قويديني( guiddini) للتجارة الإلكترونية، إن المؤسسات الناشئة في مجال الرقمنة لاتزال غير مؤطرة من الناحية القانونية، فاضطر إلى فتح 03 سجلات تجارية لممارسة نشاط واحد في مؤسسته، مشيرا إلى أن السجل الأول كان يخص وكالة اتصال على الرغم من أن نشاطه هو البيع عن طريق الإنترنت، و بما أن قانون التجارة الإلكترونية لا يزال غير موجود في الجزائر، اضطر إلى فتح سجل تجاري خاص بوكالة اتصال، و ما دام نشاطه يتعلق بخدمات البيع و التوزيع، اضطر لفتح سجل ثان خاص بالتوزيع، و لفوترة السلع اضطر لفتح سجل ثالث خاص بالبيع عن بعد.
و أضاف المتحدث أن فتح هذا الموقع المختص في التجارة الإلكترونية كان مجرد فكرة لاختراع ، و بعد أن جسده تحصل على براءة اختراع، مشيرا إلى أنه خلال الفترة بين 2009 و2018 واجه عدة مشاكل قانونية، إلى جانب نقص الهياكل و مشاكل الدفع الإلكتروني، مضيفا أن هذا الميدان مر بصعوبات عديدة، في حين لم تعد التجارة الإلكترونية اليوم بالأمر الجديد في الجزائر،  لكن تطوير هذا الميدان مرتبط، حسبه، بتشجيع الدفع الإلكتروني، وإذا لم يكن ذلك، فإن الاقتصاد الرقمي و التجارة الإلكترونية لن تكون لها مكانتها المطلوبة.
وأشار الشاب إلى مشاركته في القافلة التحسيسية التي جابت عدة ولايات من الوطن في سنة  2018 للتحسيس بالدفع الإلكتروني، وقال إن الهدف من هذه القافلة هو تحسيس الشباب لفتح أرضيات إلكترونية للدفع الإلكتروني، مؤكدا أن استخدام بطاقات الدفع من أجل سحب الأموال فقط،  يجعل هذه البطاقة لا تقدم قيمة كبيرة، و المطلوب استخدامها في مجال الدفع و التخلص نهائيا من مشاكل  الدفع نقدا.
وأشار مشتة إلى أن أعضاء القافلة قدموا سبر آراء مس عشرات الشباب حول العراقيل التي تواجههم لإنشاء مؤسسات ناشئة في  ميدان الرقمنة، وفتح أرضيات للدفع الإلكتروني، و تؤكد ردود المستجوبين على ضرورة المرافقة من طرف المركز الوطني للسجل التجاري، باعتباره البوابة الأولى لإنشاء مؤسسة، إلى جانب مرافقة الحظائر التكنولوجية، ومؤسسة اتصالات الجزائر، كما طرح الشباب، حسبه ، مشاكل التمويل و الإجراءات الإدارية المعقدة.

*  الباحث في الطاقة الشمسية فريد لعرج
اخترعت مضخة ذكية تعمل بالطاقــــــة الشمسية   
تمكن الشاب فريد لعرج الحاصل على شهادة في الطاقة الشمسية بولاية هران، من اختراع مضخة ذكية تعمل بالطاقة الشمسية، و قال بأن هذه المضخة يمكن استعمالها في المسابح، الآبار، السقي، و ميزة هذه المضخة، إلى جانب كونها تشتغل بالطاقة الشمسية، أنها ذكية وتشغل بالإنترنت دون الحاجة للتنقل وتشغليها بطريقة آلية.
و أضاف لعرج بأن فكرة الاختراع، راودته باعتبار  الماء مورد هام في  حياة الإنسانية، و بالتالي يحتاج إلى طرق أكثر عصرية لتسييره و استغلاله.
و ذكر المتحدث بأنه أعد دراسة تقنية حول المشروع، كما تحصل على قطعة أرض بالمنطقة الصناعية بطفراوي بوهران، لكن الشروع في عملية تصنيع هذه المضخات الذكية، مرتبط ، حسبه، بحصوله على الدعم من السلطات، مضيفا بأن حصوله على قطعة الأرض ، غير كاف لتجسيد المشروع.

* الطالبة بالمعهد الوطني للاتصالات بوهران شريفة بن طالب
طوّرت تطبيقا إلكترونيا يقلل حوادث المرور التي تتسبّب فيها الجمال
تمكنت الطالبة شريفة بن طالب ، من ولاية تندوف، من تطوير تطبيق إلكتروني جديد أطلقت عليه «سيف صحراء» ، يتمثل في رصد مواقع تواجد الجمال في الصحراء، باستخدام تطبيق إلكتروني يستغله أصحاب المركبات، وذلك لتفادي حوادث المرور التي تتسبب فيها الجمال هناك، و كثيرا ما تؤدي إلى حوادث قاتلة و تخلف أضرارا بالثروة الحيوانية المتمثلة في الجمال، إلى جانب الأضرار البشرية والمادية.
و أضافت المتحدثة أن تطويرها لهذا المشروع، جاء كنتيجة لما تعرفه الصحراء من حوادث مرور خطيرة تتسبب فيها الجمال، خاصة في ساعات الليل، وبذلك فإن هذا التطبيق الذي يقوم على وضع سوار إلكتروني في ساق الجمل، ويتم إيصاله بشبكة الإنترنت، يرصد بدقة أماكن تواجد الجمال ليلا، ما يمكن أصحاب المركبات من تخفيض السرعة أو تجاوز الطريق، دون تسجيل حوادث.
و أوضحت أن انعدام الرؤية والإنارة في طرقات الصحراء، كثيرا ما يؤدي إلى اصطدام سائقي المركبات بالجمال التي تعبر الطريق، و بذلك فإن هذا المشروع يساهم بشكل كبير في تخفيض حوادث المرور التي تؤرق المواطنين والدولة والثروة الحيوانية، وفي نفس الوقت فإن هذه التقنية تسمح للموالين بالصحراء التعرف بسهولة على مواقع تواجد الجمال.
و استطردت بن طالب أن هذا المشروع لايزال فكرة، وتواجهه عدة صعوبات منها مشكل السوار الإلكتروني وطريقة توفيره،  و أشارت  في نفس السياق إلى أنه يمكن تشغيل هذا الجهار بتقنية «جي بي أس»، إلا أن العديد من الطرقات بالصحراء، لا تتوفر على شبكة الإنترنت و الهاتف، وبهذا لا تكون هذه التقنية فعالة في ظل غياب  الشبكة العنكبوتية ببعض  المناطق.
وتأمل الطالبة شريفة بن طالب التي تدرس بالمعهد  الوطني للاتصالات بوهران،  أن تحظى بالدعم الكافي لتجسيد هذا المشروع الهام، مشيرة إلى أنها تحصلت بواسطته على المرتبة الأولى في مسابقة دولية بباريس، كما تحصلت على نفس المرتبة في مسابقة إفريقية.

* الطالب أيوب فراح
تجسيد مشروع "شجرة الأميرة" سيقلص فاتورة استيــــــــراد الخشب
بحوزة الطالب أيوب فراح و مجموعة من الطلبة  في تخصصات مختلفة ، مشروع هام للاقتصاد الوطني، يتمثل في «  شجرة الأميرة» الذي من شأنه أن يقلص في حال تجسيده فاتورة استيراد الخشب بنسبة 05 بالمئة، كما قال فراح، مشيرا إلى أن هذه الشجرة موجودة في الصين، و تمكن من نقلها إلى الجزائر، و يمكن من خلال غرس كميات كبيرة من هذا النوع من الأشجار إنتاج الخشب.
و أوضح المتحدث أن الجزائر تستورد حاليا هذه المادة بكميات كبيرة، حيث تقدر فاتورة استيرادها بـ200مليون دولار سنويا، كما يجنب هذا المشروع قطع أشجار الغابات للحصول على الخشب.
و أضاف المتحدث الذي عرض هذا المشروع في ملتقى المؤسسات الناشئة و لقي استجابة سريعة من طرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية ، أن «شجرة الأميرة»معروفة بنموها السريع، و قد يصل طولها إلى 30 مترا، كما أنها تقاوم الرطوبة والجفاف، لهذا يمكن غرسها في كل مناطق الوطن، بما فيها المناطق الصحراوية، و بذلك فإن فوائدها لا تقتصر على توفير الخشب فقط، وإنما يمكن الاعتماد عليها في محاربة التصحر وانجراف التربة، و توفير العسل و العلف الأخضر، إلى جانب الوقود الحيوي على المدى البعيد، وكذا فتح مناصب شغل ودعم الاقتصاد الوطني، وفي نفس الوقت يمتاز هذا النوع من الخشب المستخرج من شجرة الأميرة، بجودته العالية و هو مقاوم للرطوبة والمياه و خفيف الوزن، لهذا يستعمل حاليا في هياكل الطائرات و السفن.
و أكد فراح بأنه يمكن غرس ما بين 10 آلاف إلى 16 ألف شجرة في  الهكتار الواحد، وفي نفس الوقت فإن 10 هكتارات، يمكن أن توفر 07 أمتار مكعبة من الخشب، و  هو يمتلك حاليا 4500 شجرة من هذا النوع، وينتظر رفقة فريقه المكون من مجموعة من الطلبة في مختلف التخصصات، توفير الدعم اللازم لإطلاق المشروع، و يتمثل أساسا في الحصول على قطعة أرض و التمويل لمباشرة النشاط ، مؤكدا أن هذا المشروع مهم جدا و يعد ثروة هامة و بديلة عن البترول.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الشاب كان قد استقبل من طرف وزير الفلاحة ، عقب نهاية أشغال الملتقى الوطني حول المؤسسات الناشئة،  و وعده بدراسة المشروع وتطويره.

 

الرجوع إلى الأعلى